كل عام وأنتم بخير فى هذه الأيام المباركة نستقبل عيد الأضحى المبارك حيث يجتمع الحجاج فى وقفة عرفات يوم التاسع من ذى الحجة وكما يقول نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام «الحج عرفة» .. وعلى تكبيرات العيد والصلاة .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله .. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا .

ومع تكبيرات عيد الأضحى المبارك تشرق النفوس بفرحة العيد والأمل وفى الدعاء للمولى بالخير لكل الأبناء والأحباب تبتهل القلوب .. وعلى أضحية العيد نستعيد معانى الإيمان والطاعة لله والبر والعطف وحق الفقراء .. والحب والتواصل للأهل والجيران والأصدقاء .. نتذكر طاعة وامتثال نبينا إبراهيم عليه السلام وطاعة الابن نبينا إسماعيل وامتثاله لأبيه أبو العرب للأمر الإلهى لأبيه بذبح ابنه .. وكيف فداه الخالق وفدى كل البشر بكبش كبير «وفديناه بذبح عظيم» .. وسمى بذلك عيد الأضحى .. حيث يقوم القادرون من المسلمين والحجاج بالأضحية والذبح بعد صلاة العيد فى أول أيامه ومن لم يستطع يسمح فى الأيام التالية وتسمى أيام التشريق الثلاثة .. وهنا علينا أن نراعى الله فى الذبح وأن نلتزم بوصايا نبينا «محمد عليه الصلاة والسلام الرحيم .. أن نكون رحماء عند ذبح الأضحية فلا نذبح أضحية أمام حيوان آخر .. وأن يكون الذبح بالطريقة التى بها رحمة من ألا يرى السكين . وعلينا ألا تحول فرحة العيد بالأضحية إلى وبال إذا لم نتخذ كل احتياطات النظافة والأمان من الحيوانات الضالة بالتخلص السريع والنظيف من الفضلات والدماء والتى تحول شوارعنا لبحور حمراء .. فلابد من استخدام المياة الجارية مع وجود مصارف لتصريف وتنظيف المكان أولاً بأول .. ويمكننا التبرع بالفروة وجلود الأضحية والاتصال بالجهات المختصة من الدفاع المدنى والهلال الأحمر وبعض الجمعيات الأهلية أو الخيرية وبذلك نحافظ على البيئة من حولنا نظيفة بعيدا عن الأمراض والملوثات فننعم بالعيد وثواب وفرحة الأضحية .. التى يجب علينا أن تذهب إلى المحتاجين والفقراء إلى كل مكان فى القرى الأكثر احتياجا والأحياء الفقيرة داخل المدن الكبيرة .. ولا نكتفى بتوزيعها إلى نفس الأشخاص الذين يأتون ويتواجدون فى مثل هذه المناسبات .. فنحرم هؤلاء الأكثر احتياجا وأكثر نفعاَ .. أو من لا يستطيعون الوصول إلينا .. ولهذا أصبح فى الحج بذل لهؤلاء الفقراء فى كل مكان لذبح الذبائح عندهم حتى لا تتكدس الأضحية ولا تجد من يأخذها فتفقد معناها والحكمة منها .

ولتكن الاجازة بالعيد فرصة للم شمل الأسرة الأم والأب والأبناء من جديد وفرصة للمودة والتراحم والتواصل والحب مع الأجداد والجدات نعوضهم عن انشغالاتنا عنهم مع مسئوليات الحياة والعمل ودراسة الأبناء لننعم معهم بأيام من الخير والدعوات والإحساس بالرضا والوفاء لمن أفنوا العمر من أجلنا .. وليتواصل الأحفاد مع الأجداد والأقارب من الأعمام والعمات والأخوال والخالات فتقوى الروابط العائلية ونستعيد قيمنا وأخلاقنا التى تربينا عليها لنؤصلها فى أجيالنا الجديدة .

والعيد فرصة كبيرة للانطلاق والتجديد واستعادة النشاط والمرح فى أجازة قصيرة من أجل التغيير بالسفر إلى الخضرة فى الريف والجو النقى أو الاستمتاع بالبحر وسواحلنا وشواطئنا الممتدة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر أو الاستمتاع بالشمس المشرقة وآثارنا بالأقصر وأسوان أو الوادى الجديد وبجمال الطبيعة الصحراوية فى رحلات السفارى بين الجبال والوديان والنباتات الطبيعية ومحمياتها وحيواناتها النادرة وطيورها .. ما بين سيناء والصحراء الشرقية والغربية والواحات وجمالها وما تحمله من طبيعة متميزة بين سيوة أو الواحات الداخلة والخارجة والفرافرة والتمتع بعيونها ومنتجعاتها الشفائية وصناعاتها اليدوية وفلكلورها الجميل .. فتصبح فرصة للاستمتاع بالسياحة الداخلية لبلادنا التى لا نستمتع بها ونعرف عنها القليل فى أحيان كثيرة مثلما يفعل السياح من الخارج .

وإذا تعذر عليك السفر .. فعليك بالاستمتاع وأفراد أسرتك بالتنزه داخل مدينتك ما بين المسارح أو السينمات والمتاحف والمعارض الفنية مع الزيارات العائلية والخروج إلى النوادى والحدائق بعيدا عن المنازل من أجل الانطلاق والحيوية .

وهو أيضا فرصة كبيرة لنعلم صغارنا ونعودهم على معنى العطاء والتكافل والبر والعطف على المحتاجين والفقراء فلنتسابق لعمل الخير أمهات وآباء لعمل الخير لنعطى القدوة لأبنائنا وليسعدوا بتذوق جمال إسعاد الآخرين من حولهم بالتبرع ببعض لعبهم وملابسهم الجديدة أو جزء من العيدية التى يحصلون عليها .. إلى الصغار من الفقراء واليتامى والأطفال المرضى ولنذهب إليهم فى بيوتهم أو دور الرعاية والمستشفيات .. فما أجمل صور العطاء الإنسانى لنمسح دمعة حزين فقير أو يتيم ونخفف عنه الألم الجسمانى أو النفسى ونساهم فى علاجه .. وأيضا لنصحبهم معنا إلى المسنين من حولنا ممن حرمتهم الحياة من أبنائهم بالسفر أو الوحدة بعد أن فقدوا من حولهم .. لنسعدهم ونشعر معهم بحلاوة أيام العيد وندخل الفرحة على قلوب تناساها الآخرون ..

وبذلك يكون العيد فرحة حقيقية للجميع .. وتطهر وحساب وقفة مع النفس .. لننعم بالخير وحلاوته وثوابه ونستعيد علاقتنا الجميلة والتواصل مع كل من حولنا والسعى للصلح مع كل من اختلفنا معه لتصفو لنا الحياة .. ولنبدأ من جديد مثل كل حاج ذهب إلى بيت الله العتيق ونعم بالكعبة المشرفة والطواف حولها وإقامة مناسك الحج بلا رفس ولا فسوق ورجع كما ولدته أمه .. وبذلك ننعم جميعا بحلاوة العيد والحب للجميع .

أعياد أبنائنا بالأقصر

لأن الاستثمار الحقيقى للإنسان هو التعليم الذى يحقق له كل وسائل التطور ويفتح له آفاقا جديدة على الحياة ويغير واقعه ومستقبله للأفضل .. هكذا كان المشروع القومى لتطوير المدارس وهو أجمل هدية لأبنائنا فى مصر من الأم والسيدة الفاضلة «سوزان مبارك» والاستثمار الأمثل لأبنائنا فى محافظة الأقصر بالمبادرة الإنسانية لتطوير مدارس محافظة الأقصر وبدأت بمدارسها حيث تم الإنتهاء من تطوير 107 مدارس بمدينة الأقصر فى المرحلة الأولى وتطوير 60 مدرسة فى إسنا وأرمنت ليصل المجموع إلى 167 مدرسة .

الجميل أن التطوير لم يشمل مبانى المدارس فقط بل الأهم هو الارتقاء بمستوى المدرس الذى سيقوم بالعملية التعليمية من مهارات أسلوب التدريس والعملية التربوية وما يسانده من وسائل تكنولوجية مساعدة من أجهزة الكمبيوتر والسبورات الذكية لنقل المعلومات وتأكيدها وهو ما يعم بالفائدة على أبنائنا من استثمار حقيقى لتطوير شخصية الأجيال واعتمادها على البحث أيضا فى التعليم وتنمية المواهب والمهارات والبطولات الرياضية ألف مبروك لمصر ولنتكاتف من أجل المزيد لباقى الأبناء من كل أنحاء مصر لمشروع شمل الكثير من القرى والمدن والمحافظات الأكثر احتياجا.

ونصر جديد للمرأة

أول رئيسة للبرازيل

فى نصر جديد تحققه المرأة على مستوى العالم استطاعت السيدة «ديلما روسيف» 62 عاما الفوز بالانتخابات الحرة وبتفوق 56% على كل مرشحيها من منافسة شرسة لتتولى رئاسة حكم البرازيل أكبر دولة فى أمريكا اللاتينية .

وقد وعدت أن تكون لبلدها البرازيل أكبر دور فى البلدان النامية وأن تكون ممثلهم القوى فى المؤسسات الدولية والمالية وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى .. وكانت قد خاضت من قبل العمل النقابى العمالى وشاركت فى حركات الكفاح المسلح ضد الحكم العسكرى ودخلت من أجل ذلك السجن .. وبذلك يضاف رقم جديد للرئيسات اللاتى يحكمن بلادهن ومنهن رئيسة الهند ورئيسة الأرجنتين وأيضا رئيسة كوستاريكا والسمراء إيلين جونسون رئيسة ليبيريا فى أفريقيا فهل يأتى اليوم الذى يحكم فيه النساء العالم .. ليصبح أكثر أمنا وسلاماً .

 

 

 

المصدر: رئيس التحرير ايمان حمزة - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,717

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز