في تونس الخضراء كان اللقاء .. لقاء للأحبة والأشقاء .. لقاء قمة المرأة العربية وعرسها في المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية تحت شعار «المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة».

قضينا أربعة ليال في تونس الجميلة وسط حفاوة أهلها الطيبين وكرمهم وحبهم الشديد لكل ما هو مصرى.

فى شارع الحبيب بورقيبه كانت الهتافات تحيا جمهورية مصر العربية .

وفى فندق كارطافو بالأس كانت الأقامة وكانت الجلسات العلمية للمؤتمر .. خلية نحل تعمل بكل جد وتعاون من أجل هدف واحد نجاح المؤتمر وخدمة ضيوف تونس المكتب الإعلامى يقدم النشرات والتسهيلات لكل الإعلاميين المشاركين .

حواء كانت هناك لحظة بلحظة فى الجلسات ومع ضيوف المؤتمر ورؤساء الوفود كان لنا معهن هذا اللقاء .

رئيسة الوفد التونسى

كان اللقاء الأول مع الوزيرة ببية بوحنك شيحى وزيرة شئون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين بالجمهورية التونسية وعضو مجلس تنفيذى فى منظمة المرأة العربية ورئيسة وفد تونس فى المؤتمر تحدثنا عن عمل الوزارة التى ترأسها فتقول وزارة تعتنى بشئون المرأة فى كل ما يهم المرأة من استراتيجيات وقوانين ومتابعة وتنفيذ قوانين وكل العلاقات المرتبطة بالمرأة على الصعيد الوطنى والدولى والثنائى، ومنظمة المرأة العربية بطبيعة الحال .. وفيما يتعلق بالأسرة وهى وزارة أفقية بالنسبة للأسرة والطفولة والمسنين باعتبار أنها وزارة تشرف على تطبيق السياسات المتعلقة بالأسرة والطفولة والمسنين ولكن التطبيق يرجع إلى وزارات أخرى ..

وعن المشاكل التى تعانى منها المرأة العربية؟

تقول الوزيرة ببية بوحنك شيحى المرأة العربية مشاكلها واحدة، القوانين موجودة والمؤسسات موجودة التى تسهر على تطبيق القانون موجودة فى كل البلاد العربية ولكن التمكين مازال ضعيفاً ليس بالمستوى المنشود خاصة فى العمل والحياة العامة والحياة السياسية وهذا يرجع كما نقول للرجل ربما تصور أنه هو العائق أمامها لتمكينها من هذه المستويات ولكن أحيانا تكون المرأة هى الواقع لذلك باعتبار أن المرأة فى أغلب الأحيان وهذا يرجع لثقافتنا نعطى الأهمية للأسرة والمرأة لكى يكون عندها تمكين سياسى وتمكين فى الحياة العامة لابد من الوقت للعمل فى المجتمع المدنى والاشتراك فى كل الأعمال التى لها صلة بالسياسة والعمل الاجتماعى وهذا فى أغلب الأحيان تكون المرأة مقصرة فى نفسها .

وهذه أمور ثقافية المرأة تتصور أن تربية الأطفال لابد أن تقوم بها وكذلك الطبخ ويجب للمرأة أن تتأمل فى وضعها فثمة شغلات ممكن للرجل يعاونها فيها ولازم نفرض على الرجل أن يعاونها فى البيت ويجب أن تتخلى عن هذه المهام التى تعتقد أنها من مهامها ويلزمها أن تفيق ويكون فى شراكة بينها وبين زوجها والمرأة اليوم تحب أن تكون شريكة الرجل خارج البيت ولكنها لا تحب ترك مهام البيت للرجل .

والمرأة التونسية شراكة عندها فى العمل والبيت ولا يوجد سى السيد فى البيت وإذا بحث عن أمينة لن يجدها ولكن بكل اقتناع، الرجل التونسى يقتنع بمساعدة زوجته فى البيت ويقوم بعدة أشياء بالإضافة إلى تنشئة الأطفال .

حالات الطلاق الكثيرة وتأخر سن الزواج ربما بسبب معرفة المرأة وتمسكها بحقوقها؟

تقول الوزيرة ببيه بوحنك وزيرة المرأة والأسرة فى الجمهورية التونسية الطلاق ليس من هذه المشاكل وتأخر سن الزواج بسبب حرص الفتاة على الدراسة والعمل .

والمرأة التونسية فى جميع المجالات حصلت على حقوقها تعمل فى حقول النفط فى الصحراء سبع مهندسات والقانون حتى الطيران توجد أربع سيدات «كابتن طيار» وجميع المهن اقتحمتها المرأة التونسية ولا يوجد شىء تنادى به وعندنا خمس وزيرات ورئيسة جامعة مديرة مستشفى وفى البرلمان نسبة السيدات 07.27 .

وعن المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذى احتضنته تونس الخضراء بكل الحب والاهتمام تقول الوزيرة ببيه بوحنك وزيرة المرأة والأسرة ورئيسة وفد تونس فى المؤتمر بفضل رئاسة الدولة كان الاستعداد لهذا المؤتمر الدولى ورئاسة السيدة الفاضلة ليلى بن على للمؤتمر دراسة متألقة وكانت جادة كل الجد لنجاح المؤتمر وأهم إنجازات المؤتمر نشر ثقافة حقوق المرأة وسد الفجوة بين التطبيق والنص فى القوانين الموجودة فى الدول العربية والعناية بالحرفيات ووضع يوم عربى لهن والمخرج الأخير والأهم اعطاء أهمية للشباب واختيار يوم 7/7 يوم للشباب العربى .

والوزيرة ببيه يوحنك خريجة كلية الحقوق والمدرسة العليا للإدارة وحاصلة على ماجستير فى القانون ومتزوجة من أستاذ جامعى وعندها ولدان الكبير يدرس الطب والصغير يدرس الهندسة فى ألمانيا .. وأسالها عن نجاح أولادهما رغم انشغالها بالعمل؟ تبتسم وتقول هذه ملاحظة جيدة هم ناجحون ليس لمجرد نجاحى فى العمل ولكن بفضل الشراكة فى البيت مع الزوج .

والمرأة لكى تنجح لابد من وجود ثلاثة شروط الإرادة السياسة للدولة ثمة إرادة للارتقاء بوضع المرأة والأب هو الذى يربى البنت ويمكنها من الوصول إلى أحسن المراكز .

والثالث هو زوجها يكون متفهماً ومتبنى القضية ويؤمن بالشراكة كل هذا يدفع بالمرأة للنجاح .. والحمد لله الثلاثة موجودون فى حياتى وفى حياة أكثر من امرأة تونسية .

رغم كل الظروف مصر والجزائر حبايب

وكان اللقاء الثانى مع الوزيرة نوارة جعفر رئيسة وفد الجزائر فى المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية والوزيرة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة .. شخصية مثقفة جذابة كانت إعلامية من قبل عملت بالإذاعة والتليفزيون ثم برلمانية لدورتين وناشطة بالمجتمع المدنى وتترأس جمعيات كثيرة منها جمعية عنوانها من «الأم إلى الأمة» وعن عمل الوزارة فى الجزائر تقول تم إنشاء هذه الوزارة عام 2002 وكانت عبارة عن وزارة للأسرة والتضامن ثم الإدارة السياسية للسيد الرئيس بوتفليقه نظرا للأهمية التى يعطيها لقضايا المرأة فكانت التسمية وزارة الأسرة وقضايا المرأة؟

وهل تختلف قضايا المرأة فى الجزائر عن قضايا المرأة فى العالم العربى ؟

تقول الوزيرة نوارة جعفر قضايا المرأة متشابهة فى كل العالم ومتقاربة فى العالم العربى، قضايا المرأة اليوم تعرف تناولاً كبيراً فى مجال الحياة العامة نظراً لما تكتسبه مسألة ادماج المرأة فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للنهوض ببلدنا .. لأن تهميش جزء من الأمة اعتقد أنه تهميش للتنمية الوطنية وهناك وعى فى العالم العربى بضرورة الأهمية للعنصر البشرى مبنية على المساواة وتكافؤ الفرص وكما تعلمين كل الدساتير فى العالم العربى تبرز قضية المساواة ولكن تطبيق هذا المبدأ الدستورى يختلف من بلد إلى آخر .. فى بعض البلدان خطت مشاركة المرأة فى الشأن العام خطوات ملحوظة وفى بعض الدول العملية بطيئة خاصة من حيث تعديل القوانين والوصول إلى مراكز القرار والوضع يختلف من دولة إلى أخرى وممكن تقسيم اهتمام الدول العربية واهتمامها بالمرأة دول خطت خطوات مثل دول المغرب العربى وهذا بشهادة تقارير دولية وخاصة تقارير التنمية سنة 2005 .. تصنف دول المغرب العربى من ضمن الدول العربية التى خطت خطوات كبيرة وخاصة فيما يتعلق بالجانب التشريعى فيما يتعلق بقضية القوانين فى الجزائر مثلا التعديل الذى يمس قانون الأسرة سنة 2005 يحدث توازناً بين الرجل والمرأة ويولى أهمية كبيرة لحماية الطفولة وعند الطلاق لابد أن يوفر الرجل البيت للمرأة والمرأة لاتخرج من البيت إلا بتوفير زوجها لها بيتاً ومنزلاً لائقاً يتناسب والأطفال .. وقضية مهمة فى قانون الأسرة التوازن بين الواجبات والحقوق والعلاقات الزوجية مبنية على الاحترام والتكافؤ والتراحم وقضية الجنسية للمرأة تعطى المرأة الجنسية لأولادها إذا كانت متزوجة من أجنبى وكذلك الرجل الجزائرى للمتزوج من أجنبية تنقل الجنسية مباشرة لها .

وعن سلك القضاء تقول الوزيرة نوارة جعفر هذا جدا مهم المرأة فى الجزائر تقاضى فى كل شىء فى الجنائى منذ الاستقلال عام 1962 اليوم نسبة النساء فى القضاة فى الجزائر أكثر من 38% وهى أعلى نسبة فى العالم العربى .

وسلك العدالة بصفة عامة نسبة النساء تفوق الرجال نسبة 60% وكل عام عدد النساء القاضيات يفوق عدد الرجال فى سيدات رؤساء محاكم وسيدة وكيلة جمهورية وسيدة رئيس مجلس الدولة وسيدة محافظ لولاية وكان عندنا خمس وزيرات الآن ثلاث عدد البنات فى الجامعة نسبتهن 65% أكثر من الرجال ثلاث سيدات رؤساء جامعة المرأة وصلت إلى المناصب القيادية رئيسة بلديات (عمدة) ويقمن بواجبهن على أكمل وجه بشهادة الرأى العام عندنا نائبة لرئيس مجلس الأمة .. وفى البرلمان النسبة مازالت ضعيفة حوالى 8% ولا يوجد عندنا مشاكل فى تبوء المرأة للأماكن القيادية ولكن نريد توصل إلى الشراكة وهناك خطط واستراتيجيات لترسم أهدافاً لتحقيق قضية المساواة حتى الدول الغربية منذ قرنين لم تصل إلى المساواة ماعدا الدول الاسكندنافية ومع ذلك هناك فرق كبير حتى فيما يتعلق بالأجور، فى بعض الدول الغربية هناك فرق بينها وبين الرجل فى الأجر حوالى 25% ولكن ليس لدينا اختلاف فى الأجر .

ونحن نريد الشراكة فى البيت فالمجتمع العربى مجتمع ذكورى ولازال يعتقد الرجل أن المرأة دورها الأساسى فى البيت وبالتالى لها دوران دور خارج البيت ودور داخل البيت ونحن من خلال السياسات المرسومة الآن والحملات الإعلامية التى نقودها ضرورى اشتراك الرجل فى شئون البيت حتى تتمكن المرأة من الحفاظ على صحتها ومن خلال حملات إعلامية وبرامج تربوية وهناك تعديلات واصلاحات فى المنظومة التربوية أدخلت فيها المسائل المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والتربية على حقوق الإنسان والمبادىء الديمقراطية ونحن نأمل إعطاء هذه الاصلاحات تعطى ثمارها على المدى المتوسط أو المدى القريب.

وتؤكد الوزيرة نوارة على أهمية دور المجتمع المدنى وخاصة فى العالم العربى حيث توجد مشاكل كثيرة حيث مازالت المرأة تتعرض للتميز، مهما كانت النتائج التى تحققت فى ذاك البلد أو تلك الدولة أو ذاك الوطن فمازالت الصورة التمييزية مازالت موجودة فى العالم العربى وأمامنا تحديات كبيرة جدا شريطة ألا تكون المنظمة لوحدها وأن يكون مع المجتمع المدنى والباحثين والمثقفين ورجال الدين، واركز على رجال الدين لأن لهم دوراً كبير وديننا الحنيف وننتمى إلى دين يدعو إلى التسامح إلى التكافؤ إلى التضامن دين لايلغى الآخر دين العالمين لماذا لا نجعل من ديننا شعلة يستفيد منها الآخر، نظرة الآخر إلينا من خلال كوننا مسلمين نظرة غير صحيحة ولابد أن نعمل على مستوى هذه المنظمة لاعطاء الرؤية الشمولية لديننا الحنيف ومكانة المرأة فى ثقافتنا الروحية وإلى انتمائنا بصورة عامة .. لو المنظمة تتوغل فى النسيج الاجتماعى نضمن بقاء نجاحها والحمد لله ماشية فى الطريق الصحيح .. والدكتورة العزيزة ودودة بدران اعتقد أنها أعطت المنظمة وزناً كبيراً من خلال إيمانها بالدور الذى ممكن تقوم به أوطاننا سواء على صعيد العالم العربى أو الدولى .

هل هناك تعاون بين وزارة المرأة فى الجزائر ووزارة الأسرة والسكان فى مصر ؟

تقول الوزيرة نوارة جعفر العلاقة بين مصر والجزائر قوية جدا ونعرف الوزيرة مشيرة خطاب والتقينا بها فى مناسبات عديدة وهى متمكنة فى هذا المجال .

وما حدث بين مصر والجزائر ما كان لازم يحدث بين شعبين متحابين ويحكمنا مصير واحد وتاريخ واحد .

رحمة المهدأة

وفى طريقى إلى الفندق بعد حضورى الجلسة الختامية ضللت الطريق فرزقنى الله بفتاة تونسية جميلة أخذتنى معها ووصلتنى إلى الفندق اسمها رحمة الهمادى الإعلامية التونسية الجميلة التى أرسلها الله لى رحمة من عنده خريجة إعلام معهد صحافة وحاصلة على ماجستير فى تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتعمل فى عده مؤسسات إعلامية تونسية وسعادتها كبيرة بحديثها وتشريفها للقاء السيدة الأولى فى مصر .. هى والوفد الإعلامى التونسى تقول استقبلتنا السيدة الفاضلة سوزان مبارك سيدة لطيفة جدا واجرينا معها حواراً وقالت إن القريب إلى قلبى رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية لوجود الشباب وخاصة اشتراك المرأة الشابة والشباب فى المؤتمر .

وأسال رحمة هل الاختلاط بالمجتمع الفرنسى واتقان اللغة الفرنسية يعطيكم نوعاً من الحرية أكثر من اللازم ؟

تقول رحمة الجميلة أنا امرأة حرة وليست منحلة متحررة عندى حرية فى القول والعمل حرية اتنفسها ولكن نحافظ على هويتنا العربية أخذنا من الغرب حرية التعبير وحرية أخذ القرار قوة المرأة فى شخصيتها وأخذ قرارها بالمبادرة والحفاظ على كيانها .. ومن العرب أخذنا قيمنا الإسلامية، قيمنا الدينية وقيمنا العربية الاحترام المتبادل بين الأشخاص .

تحية لتونس الخضراء عاصمة المرأة العربية التى استطاعت المرأة أن تنتزع حقوقها بجدارة .. لا نقول وداعا لهذا البلد الجميل .

وشعبه الكريم المضياف ولكن نقول إلى اللقاء.

 

 

المصدر: فاتن الهوارى - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,690,796

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز