كونها امرأة لم يشكل عائقا أمام طموحها العلمي واختيارها تخصصا فريدا لم تقتحمه المرأة في تلك الفترة ، وتصميمها علي تكملة مشوار البحث العلمي في هذا المجال زادها صلابة وإصرارلتواصل طريق النجاح الذي رسمته لنفسها ا. د أسماء شطا رئيس قسم البيدولوجي بمركز بحوث الصحراء سابقا ووكيل شعبة مصادر المياه والأراضي الصحراوية بالمركز عندما قررت الدراسة بكلية الزراعة في أوائل السبعينات كانت الطالبة الأولي التي تطلب الحراسة، قسم تربة ومياه وأول سيدة تتخصص في هذا القسم.. وعن اختيارها لمهنة للرجال فقط في فترة كانت عوائق كثيرة أمام المرأة في الدخول لمجالات متعددة تقول:

نشأت فى أسرة علمية، والدى أطال الله فى عمره كان رئيساً لمعهد بحوث الصحراء فى الفترة من 1960 حتى 1980 وهو الأب الروحى لى ، ونحن ثلاث بنات كلنا اخترنا نفس مجال الدراسة ، وعند دخولى الجامعة لم يسعفنى الحظ فى الالتحاق بكلية العلوم كما كنت أطمح لأن والدى فى تلك الفترة كلف من الرئىس السادات إبان الثورة الليبية برئاسة 16 شركة بترول تم تأميمها فى ليبيا ولكننى كنت مصممة على تحقيق حلمى فإلتحقت بكلية الزراعة قسم الميكروبيولوجى وهو علم يهتم بدراسة أصل ومنشأ تكوين الأراضى) وكنت أول طالبة تطلب الالتحاق بهذا القسم ووجدت رفضا ولكننى صممت وكنت أيضا أول سيدة تتخصص فى الكلية فى (التربة والمياه) وتخرجت فى الجامعة عام 1975 لأكمل مشوار البحث العلمى والتحق بمعهد بحوث الصحراء الذى هو الآن مركز بحوث الصحراء .

حدثينا عن مجال التخصص وأهم الأبحاث التى قمت بها ؟

- تخصص يهتم بمعرفة أصل ومنشأ تكوين الأراضى وهو مفيد من الناحيتين الأكاديمية والتطبيقية ، حيث يتم تقييم الأراضى الزراعية وأعرف مدى صلاحيتها للزراعة ونقوم بحصر وتقييم الأراضى الصحراوية وأقسمها تبعا لصلاحيتها للزراعة ومن أهم أبحاثى أننى قمت برسم أول خريطة لمصر تدرس علاقة العمليات الجيولوجية وتكوين الأراضى وتكمن أهميتها فى أن مصر بلد حار وعمليات تكوين الأراضى ترجع للجيولوجيات فى المقام الأول والخريطة تساعدنى لمعرفة موقع الأراضى الصالحة للزراعة فى مصر ولم تستغل.

بالرغم من أن الصحراء تمثل 95% من مساحة مصر ولكن المستغل من هذه المساحة لايزال ضئيلا بالنسبة للمساحة الكلية منها ؟

بالفعل وفى مصر ملايين الأراضى الصحراوية الصالحة للزراعة ولكن المشكلة تكمن فى الماء ، فالماء الموجود غير كاف ، لذلك نختار من كل توزيع مجموعة أراضى يكون حولها تجمعات سكانية نظرا للموارد المالية بالإضافة لإمكانية توافر المياه الصالحة للزراعة، والذى يحدد الجزء الخاص بالمياه يكون متخصصا فى قسم (تربة ومياه) أنا أحدد مدى الصلاحية للزراعة ومتخصصو المياه يقولون رأيهم العلمى الخاص بالمياه هل هى متوافرة للزراعة أم لا.

إذن تقييمك للأراضى الصحراوية يتطلب دراسة على أرض الواقع . ماهى أكثر الصعوبات التى تواجهك أثناء القيام بهذا العمل ؟

أواجه صعوبات كثيرة وعلى سبيل المثال فى آخر مشروع قمت به فى منطقة السروالجواير بشمال سيناء قابلنا ألغاما ، بالإضافة آلى كثبان رملية زاحفة غطت مدرسة موجودة والسيارات فى الرمال بجانب أنه فى هذه المنطقة وسط الجبل تتعذر الاتصالات أما الإقامة فأحيانا تمثل مشكلة كبيرة، فالمركز به 10 محطات بحثية مجهزة نجد فيها سبل الراحة عند السفر لاجراء أبحاث ولكن أحيانا نذهب لأماكن لاتوجد بها محطات تابعة للمركز مثل رأس غارب فإضطررنا الى التوجه إلى شركات البترول العاملة هناك للإقامة وبالفعل استضافونا .

وفى توشكى لجأنا هناك إلى شركة مياه لتوفر لنا أقل سبل الإقامة الآدمية وسط الصحراء .

كل هذه الصعوبات التى تواجهينها وفترات طويلة من السفر - ألم يؤثر ذلك على الأسرة كزوجة وأم ؟

- أنا اخترت هذا المجال حبا فى والدى والذى ألجأ اليه حتى الآن فى المشورة العلمية وطلب النصيحة ووفقنى الله بزوج متفهم لظروف العمل أو البحث العلمى فهو يقدر ذلك .

لى إبنة درست الفنون التطبيقية وابنى تخرج فى الأكاديمية البحرية ويعمل معيدا بها ولا أنسى دور زوجة والدى التى ساعدتنى كثيرا خاصة فى فترة دراسة الدكتوراه .

ماهى أمنياتك ؟

- أتمنى أن ما يتم فى مركز بحوث الصحراء من دراسات تطبيقية يتم تطبيقها على أرض الواقع من قبل المسئولين فلا يوجد اتصال بين الجهات البحثية والجهات التنفيذية وهى مشكلة البحث العلمى فى مصر ، بجانب أنه فى السابق كانت الإمكانيات قليلة ولكن كنا ننجز أكثر أما الآن بالرغم من التقنيات الحديثة إلا أن الباحث مطحون بمشاكل ومشاغل الحياة اليومية التى لا تنتهى .

وماهى نصيحتك للمرأة ؟

أنصحها بأن تبدأ يومها مبكرا . هذا يجعلها تنجز أعمالها كلها ولا تقصر فى شىء لو كانت عاملة، فأنا استيقظ فى الخامسة فجرا وانجز أعمالى المنزلية قبل الذهاب للمركز مما يساعدنى كثيرا عند الرجوع إلى المنزل.

 

المصدر: إيمان عبدالرحمن - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,376,803

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز