المرأة العربية واحدة في كل البلدان العربية همومها .. مشاكلها.. أحلامها .. تتشابه كثيرا مع اخواتها العربيات في عالمنا العربي من المحيط إلي الخليج . هذا ما لمسناه في المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية المنعقد في تونس لمدة ثلاثة أيام تحت شعار المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة . علي هامش المؤتمر كان لحواء لقاء مع سيدة يمنية همومها المرأة العربية ومشاكلها لا تعرف اليأس وتعشق المستحيل والتحدي جزء من شخصيتها في الحصول علي مكاسب أكثر للمرأة الدكتورة رمزية عباس القرياني الأمين العام للاتحاد النسائي العربي ورئيسة اتحاد نساء اليمن ورئيسة وفد اليمن في المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية المنعقد في تونس .

فى تونس عاصمة المرأة العربية كان لقائى معها الدكتورة رمزية صاحبة الابتسامة الهادئة الجميلة والارادة الحديدية تقول تعلمت فى مصر فأنا خريجة فلسفة وعلم اجتماع من كلية الآداب جامعة القاهرة وحاصلة على ماجستير فى الأدب السياسى والدكتوراه فى الأدب الشعبى وعملت بالخارجية بعد تخرجى عينت مدرسة تربية فى معهد المعلمات وطلبت نقلى إلى وزارة التربية والتعليم فى الإدارة وكانوا زملائى يقولون لى غطى وجهك وأنا أرفض وقرأت اعلاناً فى الجريدة عن طلب لوزارة الخارجية فصممت على العمل فيها .. وادخل المقابلة وكنت أول امرأة تدخل فى الخارجية وطلعت الثانية ويظهر أنهم اعتقدوا أنى رجل واسمى رمزى وتقدمت لجامعة صنعاء وكان الامتحان بالأرقام وليس بالأسماء وهذا من حسن حظى وطلعت الثانية وكان المتقدمين مائة والمطلوب عشرة وتمسكت بفكرة العمل فى الخارجية وكنت أول امرأة تعمل فى السلك الدبلوماسى وأول امرأة تعين «قنصل» فى الهند وكانت ضجة كبيرة وعانيت حتى صدر قرار من رئيس الجمهورية أن المرأة تعمل فى أى مجال مثلها مثل الرجل ولا قانون يمنعها وتعينت مستشاراً مفوضاً فى سفارتنا فى تونس ووزيراً مفوضاً فى تونس لعدة سنوات ثم واشنطن حاملة الملف السياسى ثم سفيرة فى تشيكسلوفاكيا فى عام 99 ولكنى لم أوافق لأن أولادى صغار وأخذت درجة سفير وعدت لليمن 2001 وأخذت تفرغاً للعمل بالمجتمع المدنى..

الاتحاد النسائى العربي

وعن الاتحاد النسائى العربى تحدثنا الدكتورة رمزية القريانى أمين عام الاتحاد تقول الاتحاد النسائى العربى تأسس عام 1944 وأسسته هدى شعراوى فى مصر وكان بداية التأسيس بـ 7 دول عربية وعملت مؤتمراً كبيراً حضرته الملكة فريدة زوجة الملك فاروق وحضر من الهند وامريكا وسويسرا وبعض الدول الأوربية .. وظلت هدى شعراوى الرئيسة حتى توفيت وانتقلت الرئاسة إلى الدكتورة سهير القلماوى تحت مظلة جامعة الدول العربية ثم تنقل من لبنان مصر وعاد إلى مصر ثم سوريا ورجع إلى مصر مرة أخرى وكانت اتفاقية كامب ديفيد فانشق الاتحاد النسائى العربى شقين شق جبهة الصمود وكان احد الشقين فى العراق والآخر فى سوريا والرئيسة حميدة عليمن وفى العراق منال يوسف عبدالرزاق والأمانة العامة فى ليبيا حتى دخل الاحتلال الأمريكى فى العراق فتلاشى الاتحاد النسائى العربى ، وحاولت الاتحادات النسائية الأخرى تعيد انتخابها وكانت لجنة تحضيرية شكلت فى لبنان ولجنة أخرى فى الأردن وأخرى فى تونس على أساس إعادة الوحدة النسائية العربية ولم تحرك ساكناً ولم تستطع إعادة الوحدة وعملناها فى اليمن كتحدٍ لإعادة الاتحاد النسائى العربى 2005 وشكلنا لجنة تحضيرية ودعونا كل النساء العربيات وحضرن فى صنعاء وعملنا إعادة دستور الاتحاد ثم عملنا مؤتمراً وفيه تم انتخابى أمينة عامة للاتحاد النسائى العربى لمنطقة الخليج والجزيرة العربية والجزائر كنائبة للمغرب العربى وفلسطين نائبة للمشرق العربى وتمت إعادة الوحدة العربية وفى صنعاء نصدر مجلة شهرية شبيهه بحواء وإن كانت حواء مجلة عريقة وكانت فصلية ثم شهرية «وترأس تحريرها الدكتورة رمزية القريانى» .. والمجلة فيها أبحاث ودراسات وملفات وكثير من الدول العربية يشارك فيها والآن فى عصر العولمة يكون التواصل سريعاً وعندنا «وايب سايت» ونعمل دورات للمكتب الدائم واجتماعات الاتحاد عملنا فى سوريا وفى السودان والأردن والجزائر وعملنا العام الماضى ندوة كبيرة فى الجامعة العربية حول التشريعات فى الدول العربية الخاصة بالمرأة وتبادل الخبرات فيما بيننا وأفضل قوانين الأحوال الشخصية فى الدول العربية حتى نستفيد منها ومن حسن الحظ أن الجامعة العربية تقدم نفس التشريعات وجلس الخبراء معنا وإعادة مفردات لقوانين الأحوال الشخصية لإعادة صياغتها على أساس تدخل ضمن استراتيجية الجامعة العربية.

وكان المفروض اللائحة ثلاث سنوات وتدخل انتخابات أخرى وفى عام 2008 كان هناك اجتماع فى الأيسكو فى بيروت والدول العربية أعيدت الثقة فى الأمانة العامة للاتحاد وقالوا نستمر فى صنعاء حتى فترة ثانية وإن شاء الله فى عام 2011 يكون فى انتخابات للأمانة العامة للأتحاد ونرى من تتولى الأمانة من الدول العربية ونحن أعضاء مستشارون فى الأمم المتحدة واستشاريون فى الجامعة العربية..

هل يوجد نشاط بين الأتحاد النسائى العربى ومنظمة المرأة العربية ؟

- إلى الآن لايوجد بيننا وبينهم أى نشاط ملموس فقط فى الفاعليات والمؤتمرات يدعوننا كمشاركين وفى الاتحاد ندعوهم كمشاركات .. تحضر الدكتورة ودودة بدران .

ونحن عندنا أنشطة كبيرة جدا، حملات لمناصرة المرأة فى البيئة ، عندنا حملة كبيرة قدناها فى مجلس التعاون الخليجى وكانت قد تولتها البحرين عن سرطان الثدى والكويت وعملنا ندوات عديدة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحول المرأة والانتخابات وعدة قضايا عملناها وأنا أقول نحن منظمة شعبية ولنا توجهات ولهم توجهات ونلتقى معهم فى توجه واحد هو دعم النساء فى مواقع اتخاذ القرار، ودعم النساء فى التمكين الاقتصادى ، ودعم النساء ليس فى معرفة حقوقهم السياسية فحسب ولكن فى معرفة حقوقهم العائلية .

حقوق المرأة

وتحدثنا الدكتورة رمزية عباس القريانى الأمين العام للاتحاد النسائى العربى بحماس شديد ولم لا فهى امرأة تعشق التحدى حفيدة بلقيس .. وتقول للأسف نعانى الكثير فى دولنا العربية ومن خلال عملى حتى فى الاتحاد النسائى المرأة لا تعرف حقها كزوجة ونعتقد أن الزوج هو كل شىء وهى فى البيت الشغالة والمربية بالعكس حقوق المرأة سواء من الناحية الإسلامية فالشريعة الإسلامية وضعت لنا حقوقاً متوازية مع الرجال فلم يذكر الله أآة فى القرآن إلا يقول المؤمنون والمؤمنات بل كرم الله المرأة بسورة النساء ولم يكرم الرجل بسورة اسمها سورة الرجال وهذا دليل التكريم الكبير للمرأة حتى فى حقوقها العائلية ، المرأة عندما تتزوج فهى شريك وليست خادمة فالرجل إذا كان مقتدراً يحضر لها خادمة وإذا لم يكن مقتدراً من حقها أن يشاركها فى العمل مع بعض فى البيت أو يعطيها مقابل عملها فى البيت حتى الرضاعة يحضر لها مرضعة أو يعطيها مقابل ما ترضع، لذلك نحن نطالب أن تحصل المرأة إذا حدث وطلقت بعد عشر أو عشرين سنة وهذا يحدث فى عالمنا العربى حتى فى كل العالم وحسبت ما حصل عليه زوجها أثناء زواجهما من مكاسب مادية عليه أن يتقاسم معها ثمن ما عملته فى بيتها وليس كما يقول السلفيون أن الاتحاد النسائى يريد أن يخرج عن الشريعة الإسلامية ويطالب مناصفة المرأة العربية فى حقوق الزوج بعد طلاقها حتى تواكب العالم الغربى وهذا غير صحيح .

نحن نطالب من منظور اسلامى .. المرأة لا تعرف حقها العائلى ، حقها الاجتماعى من منظور إسلامى نحن لا نطالب كما يقولون كالغرب لأن الإسلام سبق الغرب بمئات السنين وأعطى للمرأة حقوقاً متوازية مع الرجل بل فاقتها .. لدينا برامج عديدة جدا باليمن، برنامج للحماية القانونية للمرأة وهذا البرنامج لديه العديد من البرامج حول التوعية بحقوق المرأة العائلية والسياسية والاقتصادية أيضا، فلو نظرنا للمرأة من الناحية الاقتصادية لوجدناها أفقر انسان فى العالم هى لا تحصل على 1% والنساء منظومة متكاملة والدول العربية جزء من هذه المنظومة وغير صحيح أن المرأة العربية مغلق عليها ويختلف من منطقة إلى أخرى وكذلك الدول العربية عاشت فى الغرب كثير من النساء فى الغرب وأمريكا فى قناة خاصة للنساء المعنفات اللاتى يضربن من أزواجهن ويعذبن ، والدول العربية محافظة وفيها شىء من الاحترام للمرأة والحق العائلى أكثر احتراما للمرأة، ولكن أقول أن المرأة بحاجة إلى دعمها وتمكينها اقتصاديا وإذا تمكنت أولا من تعليمها وبرامجنا أهم شىء فى التعليم لأن التعليم مفتاح التنمية وتتمكن من الحق الاقتصادى كعاملة ومن الحق السياسى كمثقفة .. نسبة الأمية كبيرة جدا فى عالمنا العربى ، لازال المفهوم الصحى عند النساء قليلاً جدا .. الصحة الانجابية من حق المرأة أن يكون لها رأى فى عدد أولادها وأن يكون لها حق فى الانجاب، أن يكون لها حق فى اختيار الزوج ولازال كثير فى مناطقنا العربية اجبارها على زواج لا تريده، لازالت تعانى من الزواج المبكر وتعدد الزوجات، لازالت تعانى من عدم الأمومة والطفولة الآمنة وبالتالى على الاتحادات النسائية بشكل عام المحلية قبل أن تكون عربية والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى عليهم حقوق كبيرة على المرأة يعملون على وعى المجتمع ليس المرأة وحدها ولكن المجتمع رجالاً ونساء بأهم حق من حقوق الفتاة الصغيرة وهو التعليم واختيار الزوج وحقها فى العمل وحقها فى تمكينها اقتصاديا وسياسيا .

وعلى كل الجمعيات دفع الوعى المجتمعى بأهمية النساء والرجال فى مجال العمل فى التنمية المستدامة فهم شقان لا يمكن الانفصال عنهما وأن يكون هناك استعانة كبيرة برجال الدين فى توعية المجتمع فتأثير الدين على مجتمعنا كبير .. وعندنا فى اليمن رجالدين متشددون وسلفيون ولايستطيع المجتمع يقتنع إلا برجال الدين ولذلك نأخذ المتفتحين ونعمل لهم دورات تدريبية وينزلون للمجتمع للتدريب وتوعية المجتمع ..

وهل ياترى الأمين العام للاتحاد النسائى كان لها حق الاختيار فى الزواج وهل تحصل على حقوقها العائلية؟

- تضحك وتقول تزوجت ابن عمى وهو يكبرنى بثلاث سنوات وكنت مخطوبة له وأنا فى العاشرة من عمرى فو قدرى ولم أهرب من قدرى وتزوجنا وأنا فى الثانوية وذهبنا إلى جمهورية مصر العربية لنتعلم فى الجامعة وأشعر دائما أننى وهو أصدقاءنخرج معاً وزوجى سفير اليمن فى جنيف وبينى وبين زوجى حب وتفاهم كبير.

 

المصدر: فاتن الهوارى - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,769,795

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز