انتشرت مؤخرا ظاهرة جديدة بين بعض الفتيات تحكم أفعالهن وتسيطر علي عقولهن، وتحدد لهن كل شئ في حياتهن بداية من «شريك الحياة»، وحتي نوع «الرجيم» الذي سيحكم رشاقتهن، هي «الأبراج».

ورغم أننا وجدنا عددا غير قليل من الفتيات يعتبرن الأبراج هي أساس حياتهن وتصرفاتهن فإننا عندما تحاورنا معهن رفضن الإفصاح عن اسمائهن أو نشر صورهن وكأنهن يخجلن من معتقداتهن !!

تقول شمس .ع - مدرسة لغة انجليزية : كنت أعمل فى البداية كمترجمة فورية ، لكن لأننى من مواليد برج الأسد فلم يسمح برجى بالعمل كمترجمة، فلذلك غيرت مجال عملى إلى التدريس، لأن مواليد برج الأسد المهن المناسبة لهم هى مهندس معمارى أو مدرس أو رياضى؛ وأنا عادة أركن إلى كل ما يخص برج الأسد .

م.س - 29 سنة تقول : أرفض كل ما يتعارض مع البرج الخاص بى حتى فى أبسط الأمور، فأصبحت أتجنب التعامل مع الزميلات أصحاب الأبراج غير المتوافقة مع برجى وهذا الرفض ليس مقصودا ولكن لأننى من مواليد برج القوس وبالتالى فإنه من المستحيل أن اتعامل مع أحد مواليد برج الجدى لأنهن يملن لتحقيق ذاتهن والسيطرة على الآخرين وذلك لن يتوافق أبدا مع برجى ، وأحاول التعامل مع مواليد برج الجوزاء فالعلاقة بين القوس والجوزاء هادئة ومتناغمة، وتستكمل م.س كلامها :

رفضت عددا من «العرسان» لأن برجهم غير متوافق مع برجى وهذا جعل المشاكل بينى وبين أهلى تتزايد ويصفوننى بأننى «تافهة» لأننى أضع «البرج» فى أول اهتماماتى !

قالت ريم . ش - مهندسة : اعترف أن البرج يقود مسيرة حياتى فى كل كبيرة وصغيرة، فأبدأ يومى بقراءة «حظك اليوم»، بالإضافة إلى أننى عندما أتعرف على أى شخص يكون أول سؤال أوجهه له هو «برجك إيه ؟» لأعلم ما إذا كان هذا البرج متوافقا مع برجى أم لا؟

أما غادة - 24 سنة فتقول : علاقتى وتعاملى مع الأبراج أصبحت شبه مرضية لأننى أحرص أن أتابع كل ما يخص برجى ؛ فمثلا كان من الضرورى أن أتبع «ريجيما» خاصا بطبيعة برجى فأنا من مواليد برج الحوت وهو من الأبراج المائية التى لها نظام غذائى محدد عندما قرأته ونفذته وصلت لنتيجة رائعة فمن يعلم كل ما يخص برجه سيعيش حياة هنيئة ومتناغمة مع كل من حوله.

وتؤكد عليا . ص - مهندسة أن سبب عنوستها هو تمسكها بفكرة ضرورة أن يكون الزوج برجه متوافق جدا مع برجها بحجة أنه إذا كانت الأبراج متوافقة سوف تستمر الحياة الزوجية بهدوء وبدون مشاكل !

يوضح د. حسام الدين محمود عزب - أستاذ الصحة النفسية والعلاج النفسى بجامعة عين شمس - أن السبب الرئيسى فى انتشار حب البعض «للأبراج» ومتابعتهم الدائمة له هو وسائل الإعلام والصحف التى تخصص مساحة للأبراج وكل ما يخصها، وانتشار هذه الظاهرة هى معلم من معالم عصور الانحطاط فكل حقبة زمنية يوجد بها مرحلة انحطاط، وخلالها يلجأ البعض إلى ما يجعل «عقله هاربا» مثل الدجل والشعوذة ويدخل التعامل مع الأبراج فى هذا المصنف بالإضافة إلى أنه دخل فى إطار جديد يأخذ شكل التقدم التكنولوجى حتى تكون له مصداقية فنجد الدجال يجلس أمام اللاب توب ويبدأ فى قراءة بعض الأشياء الموجودة أمامه على الشاشة ؛ إن الأبراج وكل ما يتعلق بها هى خرافات ليس لها أى أساس من الصحة طالما أنها فى غيبة العقل ؛ وطالما أنها لا تقف عند حد التسلية فالحالات التى تأتى عندنا للعلاج بالعيادة النفسية عديدة من بينها احدى السيدات التى طلبت الطلاق بعد زواجها بفترة قصيرة لأنها اكتشفت أن برجها مائى وزوجها هوائى فتخيلت أن الزيجة ستفشل فقررت أن تطلب الطلاق ! فمرحلة تغييب العقل ترسخ هذه الخرافات لأنها تصبح بمثابة مخدرات معنوية تعمل على تدمير شبابنا، ولهذا فمن الضرورى أن نعمل جميعا كيد واحدة وأن نكثف جهودنا للتصدى لتلك الخرافات التى انتشرت مؤخرا .

 

 

 

المصدر: رانيا علوى - مجلة حواء
  • Currently 39/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 1110 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,725,589

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز