كتبت لك كثيرا، بل وأكدت لك أن الدنيا لاتعطى الإنسان كل شىء! يظل جزء مفقود أو مستحيل من الأحلام لايتحقق! والإنسان العاقل منا هو من يتقبل الواقع ويرضى بالمقسوم مع الاستمرار فى النضال من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، أقصد أننى لا أصادر على الطموح والسعى إلى تحقيق الحلم، لكننى أقول أنه عندما يتعذر الوصول إليه فإنه من الذكاء والإيمان بالله الواحد الأحد أن نرضى بما قسمه الله لنا ولا نتذكر وإلا ضاعت منا النعم العديدة التى لا نشعر بها طالما نعيش فيها والتى يفتقدها من يحرم منها، لذلك أناشد الجميع أن يحمدوا الله حمدا كثيرا وأن يرضوا بالموجود فالرضا لمن يرضى وإليك حكاية رجل محترم كان كل الناس يحسدونه على ما هو فيه من سعادة ظاهرة وتمتع بالحياة لكن فى داخله كان هناك قلب يتألم فى صمت ولسانه لاينطق عما فى قلبه !
هو لايزال شابا فى مظهره، رغم أنه بلغ الخامسة والخمسين من عمره، من ناحية الوسامة فهو يعتبر من أوسم الرجال فهو (طول بعرض) وأناقة فى الملبس وأسرة معروفة عريقة وهو رجل أعمال (مستور) أى ليس من المشهورين الذى تنشر عنهم الصحف كل يوم كل هذه العوامل مع سكناه فى أحد الأحياء الراقية وحب الناس له لدماثة خلقه كانت تجعل الناس يتساءلون .. لماذا هو حزين دائما ؟
قال قارئى محسن .. هل تسمحين لى أن أحكى لك حكايتى حتى تكون عظة وعبرة لكل البشر الذين تلهيهم الحياة ولا يفكرون فى «بكرة» أى فى الغد وماذا سيكون؟
قلت له .. بكل سرور .. كلى آذان صاغية !
قال .. أنا خريج كلية التجارة وأسرتى معروفة وأرجو ألا تشيرى إليها حتى لايعرفنى الناس وبعد أن تخرجت فى جامعة عين شمس بدأت العمل فى إحدى الشركات الكبرى موظفا وسرعان ما ترقيت فى وظيفتى ووصلت إلى مكانة كبيرة فى عملى !
وبدأت والدتى رحمها الله فى البحث لى عن عروس من بنات العائلة أو من خارجها لاسيما وأن أبى كان قد وفر لى شقة بمنطقة منشية البكرى وكانت شقة جميلة من ثلاث غرف وصالة معقولة جدا وإيجارها مناسب جدا وبدون موعد التقيت يا سيدتى بامرأة قالت أنها تكبرنى باثنى عشر عاما لكنها فاتنة الجمال، وكانت مطلقة ولها ابن هاجر إلى الخارج وابنة صغيرة تعيش معها فى بيتها الكبير الفاخر فى أرقى أحياء مصر، وكانت السيدة المذكورة تمتلك مشروعا تجاريا ناجحا فى نفس الحى الذى تعيش فيه يدر عليها دخلا كبيرا، باختصار كانت ميسورة الحال وكان لها علاقات اجتماعية متعددة وكانت لطيفة جدا !
ويستطرد السيد محسن ..
بدأت الحكاية معى - بصراحة تامة - تسلية فقط أتسلى بها ولا آخذ علاقتى معها مأخذ الجد، لكنها - والله أعلم - كانت قد قررت من جانبها أن تأخذ الأمور مأخذ الجد وزيادة بل قررت وصممت على أن تتزوجنى !
ولم يكن موضوع الزواج فى بالى على الإطلاق بل كانت أمى كل يوم تقترح عروسا بكرا صغيرة من أسرة تناسبنا وكانت كل الأسر ترحب بى عريسا لأنه لاينقصنى شيئاً !
نجحت عايدة فى أن تربطنى بها برباط الحب من خلال مكالماتها الدائمة ومن خلال خبراتها فى أن تصطحبنى معها فى لقاءاتها وسهراتها وبمرور الأيام وجدتنى مرتبطا بيومها كله نهارها وليلها وكانت تصطحب معها ابنتها الصغيرة عندما نتناول طعام الغذاء خارج البيت وأصبحت الأمور عادية بالنسبة للناس فأنا فى نظرهم - أو كما قالت لهم - محاسبها القانونى وقريبها وصديقها ووجدتنى يا سيدتى لا أرغب فى رؤية العرائس اللائى تعرضهن على أمى وأؤجل رؤيتهن إلى أجل غير مسمى وعلمت أمى بعلاقتى بعايدة وقالت لى ..
- أفق يا ابنى! لن تنفعك هذه السيدة بشىء ولن تنجب فهى فى سن يتعذر فيه الإنجاب ولديها ولد وبنت أنها تتسلى بك وسوف تندم إذا لم تتزوج فتاة بكرا من وسطنا وناسنا تنجب لك وتكون ربة بيت محترمة ترعى أولادها وأنت لست محتاجا للمال فراتبك جيد وشقتك موجودة ووالدك مقتدر ولن يتأخر عليك فى مهر أو شبكة .. أفق قبل فوات الأوان !!
فهل أفاق السيد محسن وسمع كلام أمه ؟
وماذا كانت نهاية علاقته بالسيدة عايدة ؟
وكيف سارت الأمور ؟
الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية!
ساحة النقاش