وفقا لدراسة أجراها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية تقول الاحصائية أن (40%) من الزوجات المصريات يضربن ازواجهن وهى النسبة الأعلى عالمياً . حيث تأتى بريطانيا فى المرتبة الثانية بنسبة 23% وامريكا فى المرتبة الثالثة 17% واخيراً الهند فى المرتبة الرابعة بنسبة 11% ..!!
الاحصائية تقول ايضاً: إن هذه النسبة ليست وليدة الصدفة فمصر كانت تحتل احد المراكز الخمسة الأولى لفترة طويلة وأنه فى عام 2003 م كانت النسبة (23%) إلا أن الأمور تطورت سريعا خلال السبع سنوات الأخيرة.
والدراسة تعود فى البداية كما صرحت د. «فادية ابو شهبة» إلى قيام المركز بعمل دراسة عن النساء المتورطات فى جرائم القتل العمد وتمت بالفعل وكان من بين نتائجها أن (4.84)%) من القاتلات متزوجات . وبالبحث تبين أن المرأة عندما ترتكب العنف ضد الرجل تفعل ذلك بعنف وشدة وقسوة تتفاوت درجاتها من بيئة لأخرى . أيضاً إتضح من الدراسة أن (40%) من السيدات يضربن ازواجهن ولاسباب مختلفة منها الحرمان العاطفى ، البطالة، الخيانة، الاستيلاء على أموال الزوجة . إلا أن أهم هذه الأسباب تردى الحالة الاقتصادية والتنشئة الاجتماعية الخاطئة التى تربت عليها الانثى وهى القهر والتحقير من مكانتها مما يدفعها إلى اختزان كل هذه الأمور السلبية والدفع بها عند ارتباطها برجل يكرر معها نفس اخطاء الأسرة.
ما يحزننى فى هذه الدراسة المشهد السلبى للمرأة المصرية والتى دائماً ما تتحمل وتتفانى من أجل بيتها وزوجها . وأبدا لم تكن يوما عنيفة أو أنانية ، فما الذى حدث ؟ ولماذا هذا التحول السلبى والسيئ فى شخصيتها ؟!
إن الاسر المصرية ربت ابناءها وخاصة البنات على الاحترام والتقدير وخاصة للرجل «الزوج» فما الجديد الذى طرأ على حياتنا ليجعل منا هذا النموذج . وليقدم لنا هذا الرقم المخيف ولنتربع على عرش العنف الاسرى . من الزوجة ميزان البيت ولمن لرجل البيت حاميه . صحيح هناك رجال يعيشون على قوت النساء ويعاملون الزوجة معاملة غير آدمية ولكن هذا النوع من الرجال لا يصل ابدا لهذه النسبة. ولهذا على المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية القيام بعمل دراسة مستفيضة ليقدم لنا الأسباب القوية والاساسية غير هذه الاسباب التى دائما ما تثيرها أى دراسة ويقدم معها أيضا الحل.. ويظل وراء هذه القضية مهما طالت السنوات لنرحم الجيل القادم وهو لديه الاستعداد الأكبر للعنف نتيجة لممارسته المختلفة لنحمى بلدنا من هذا الداء الخبيث.
ساحة النقاش