أعتقد .. والله أعلم .. أن الحظ والقسمة والنصيب تلعب أدوارا مهمة فى إمكانية عثور الإنسان على نصفه الثانى المناسب!

وأقول هذا الكلام لأنه ربما يعتقد البعض أنهم قد عثروا على نصفهم الثانى فعلا، لكن بمرور الأيام يثبت العكس ويتبينوا بعد فوات الأوان أنهم كانوا واهمين وأن من عثروا عليه لم يكن النصف المناسب على وجه الإطلاق.

من هنا أعود وأؤكد أنه لا شىء فى هذه الدنيا ثابت ومؤكد ولا جدال فيه سوى وجود الله سبحانه وتعالى خالق هذا الكون. وحقيقة الموت فى أية لحظة حتى ولو كنا فى بروج مشيدة! لا شىء فى عالم المشاعر والقلوب والمستقبل له قواعد ثابتة! يقولون أن زواج الحب يستمر مدى الحياة؟ وأقول ليس فى كل الحالات فأمامى عشرات المشاكل التى نشبت بين الأزواج والزوجات بعد قصص حب استمرت سنوات وهناك زيجات موفقة لم يكن الحب عاملا أساسيا فيها عند الأقتران وهناك زيجات تقليدية أى زواج (الصالون) موفقة جدا وهناك أخرى غير موفقة بالمرة! أعود وأقول إنه الحظ والقسمة والنصيب! ولا شىء مؤكد!

 

 

قارئى محمد (29 سنة) ما شاء الله عليه ولا قوة إلا بالله، فهو ابن بار بأمه وأبيه تخرج فى جامعة القاهرة من هندسة الاليكترونيات وسافر فى بعثة إلى الخارج وعاد خبيرا اليكترونيا محترما، التحق بالعمل بشركة كبيرة وتابعة للقرية الذكية، وهو لطيف المعشر، وسيم وأنيق الملبس قال لى.. جئت إليك بناء على نصيحة أمى التى تعرفك منذ أن كنت جارتها فى حى كوبرى القبة، وهى التى أقنعتنى بأن أزورك بنفسى حتى تريننى على الطبيعة وحتى أحكى لك كل شىء بدون مواربة لكى تنصحيننى بما ترينه صالحا لحياتى المستقبلية.

واستطرد قارئى محمد وكان قد نهض واقفا أمامى فاتحا يديه على الجانبين.. وحياة أولادك يا سيدتى.. هل تريننى إنسانا قبيحا؟ هل ترين أننى (مبهدل) أو سليط أو منفر؟

قلت له.. لماذا تقول هذا الكلام يا ولدى أنت من أحسن عائلات مصر ووالدتك سيدة تربوية محترمة وصلت إلى درجة وكيلة الوزارة فى التربية والتعليم ووالدك مشهود له بالنبل والعزة وهو أحد أبطال حرب أكتوبر الأمجاد وأنت محترم وحاصل على الماجستير فى علم الاليكترونيات فلماذا تقول لى هذا الكلام غير الصحيح!

قال وهو فى غاية التأثر.. لا أعرف يا أمى ماذا يحدث لى فكلما فكرت فى الارتباط بفتاة إما أن تبتعد عنى أو ابتعد أنا عنها والعجيب أننى فى كل مرة لا أشعر بالأسف لأن عنصر عدم التواؤم والانسجام يكون قد استولى على نفسى!!

واستطرد محمد.. أوشكت على الوصول إلى سن الثلاثين وأريد أن أتزوج على شرط أن أشعر فى داخلى بأنها زيجة العمر وأنها يجب أن تستمر لا أريد أن أتزوج وأنفصل أو أطلق زوجتى وهذه مشكلتى التى جئتك من أجلها!!

فقلت له.. بالراحة يا محمد وأحكى لى عما يؤرقك أو يزعجك من الفتيات اللائى التقيت بهن بغرض الزواج وهل كانت هناك قصص حب فى حياتك؟

قال محمد.. أغرب شىء فى حياتى يا أمى العزيزة أننى لم أرتبط بقصة حب بمعنى الحب! لم تكن هناك فتاة فى حياتى مهمة جدا تجعلنى أسهر وأفكر فيها أو اهتم جدا بالسؤال عنها كل يوم أو أغار عليها من الآخرين، لم تتواجد تلك الخاصية فى حياتى بل كانت هناك صداقات وزمالات وأصدقاء وصديقات فى نادى هليوبوليس نلتقى فى مجموعات ونقضى أحلى الأوقات، وكانت هناك فتاة واحدة من بين تلك المجموعة هى التى كانت تهتم بى وتحرص على أن تهاتفنى كل يوم وتقترب منى وعندما تركتها وسافرت فى بعثة إلى أمريكا لدراسة الاليكترونيات عدت فوجدتها قد تزوجت من قريب لها خارج (الشلة) التى كنا نرتبط بها فى نادى هليوبوليس وعلمت أنها «مبسوطة» جدا مع زوجها وأنها حامل وعلى وشك الولادة!

واستطرد محمد.. قالت والدتى إن المسألة قسمة ونصيب ولا يجب «الزعل» على ما فات وعلىّ أن أفكر فى الارتباط بفتاة أخرى على شرط أن تكون مناسبة وأن تكون مهتمة بى كإنسان!!

وبالفعل، حسبت أننى وجدتها وكانت تعمل فى نفس الميدان الذى أعمل به، لكنها كانت موظفة فى شركة أخرى غير التى أعمل بها، وكانت تكبرنى بعام ونصف عام وقلت.. مش مهم السن!

فماذا حدث؟ هل حدث توافق وتفاهم ونية زواج أم لا؟ باقى الأحداث أحكيها لك العدد القادم بإذن الله!

 

المصدر: سكينة السادات - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,696,788

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز