التوحد..
يمكنك أن تعالجى طفلك منه
كتبت : سماح موسى
يصيب التوحد بعض الأطفال الصغار قبيل السنة الثالثة من عمرهم وهو خلل وظيفي بالمخ ينتج عنه اضطراب يؤدي إلي انعدام التواصل الاجتماعي مع ظهور سلوكيات نمطية متكررة، أما أعراض هذا المرض فهي الصمت التام والصراخ الدائم بدون سبب وخمول تام بدون هدف وتأخر حواس اللمس والشم والتذوق وتجاهل الآخرين وتوجد أعراض أخري كثيرة لمعرفتها أو لمعرفة العلاج.. حاورنا بعض المتخصصين في علاج هذا المرض
تقول د. سميرة إسماعيل أستاذ الوراثة الإكلينيكية بشعبة الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم (DNA) بالمركز القومى للبحوث أن مرض التوحد له خواص معينة ومتعددة منها عدم التفاعل والتواصل الاجتماعى أى أن الطفل لايستطيع اللعب مع أى طفل فى سنه وإذا لعب معه دائماً يضربه ويحاول أن يأخذ أى شىء يمسكه هذا الطفل الآخر، ويكون له نشاط متكرر أو لعبة معينة يلعبها باستمرار دون تغيير ودائماً يقوم بعمل أفعال غير مفهومة مثل أن يرفرف بيده أو يلف حول نفسه عدة مرات أو يمسك بلعبة معينة أو قلم جاف.
أما عن الخاصية الثالثة للتوحد فقد كان من المعروف أن نسبة (30%) من أطفال التوحد عندهم تأخر ذهنى ولكن بالخبرة اكتشفنا أن النسبة الصحيحة هى (99%).
الخاصية الرابعة هى أن التأخر اللغوى شديد جداً سواء اللغة الداخلية أو اللغة التعبيرية (الكلام نفسه) وإذا تكلم يقوم بترديد الكلام الذى يقوله الآخرون.
وعن أسباب الإصابة بمرض التوحد تقول د. سميرة: حتى الآن لايوجد سبب معين رغم أن الدراسات السابقة ذكرت أن سبب الإصابة إما تعرض الأم لنقص الأكسجين أو تعرض الطفل لنقص أكسجين أثناء الولادة أو تعرض الأم لإصابات بكتيرية أو نتيجة التطعيمات التى يأخذها الطفل نظراً لما تحتويه على مادة الزئبق التى تؤدى إلى حفظ الطعم فنتيجة تعرض الطفل لهذه المادة تؤدى لإصابته بمرض التوحد ودراسات أخرى أكدت أنه يوجد وراء الإصابة بهذا المرض أسباب وراثية تتعلق بزواج الأقارب وإذا أصيب أحد التوائم فالتوأم الثانى 100% مصاب أو عندما يكون أحد الأفراد مصاباً داخل الأسرة فبديهى أن باقى أفراد الأسرة مصابون بالمرض.
ولكن ما توصلنا له أخيراً هو أنه لايوجد حتى الآن سبب واحد للإصابة بمرض التوحد حتى دولة (اليابان) نظراً لتقدمها ولكثرة الإصابة بالمرض بها أنها حتى الآن لم تتوصل إلى الجين المسبب له. فى الشهور الأولى
توضح د. سميرة أنه يسهل اكتشاف هذا المرض منذ الشهور الأولى من مولد الطفل فتلاحظ الأم انعدام التواصل البصرى بين الأم وطفلها فلا ينظر فى عينيها نهائياً ولايوجد تبادل عاطفى بينهما فلا يضحك لها ولا يستجيب لندائها عليه مثل أى طفل عادى لدرجة أن الأم تعمل لطفلها كشفاً على أذنه وتتأكد أن أذنه سليمة ويقوم بتحديق بصره فى سقف المنزل.
والتعامل الأمثل مع الطفل المصاب بالتوحد يستلزم أولاً رسم المخ فقد وجد أن عدداً كبيراً من مرضى التوحد مصابون ببؤرات مرعبة فلو تغلبنا على هذه البؤرات بالأدوية أمكننا تحسين حالته.
ثانيا: عمل تحليل المعادن الثقيلة (الزئبق والرصاص) فى الدم إذا وجد نرسلهم إلى أساتذة متخصصين فى إخلاء السموم من الدم فيعطونه مركبات تسمح بإزالة هذه المعادن من دمائه.
ثالثا: نقيس شدة التوحد بأسلوب (CARS) الذى نعرف من خلاله هل التوحد (بسيط أم ضعيف أم متوسط) فهو عبارة عن أسئلة توجه للطفل ومن خلال الإجابة نقيس بشدة التوحد.
رابعا: نقيس أيضا حساسية الكازين (حساسية الألبان والقمح) فإذا تأكدنا من وجود هذه الحساسية نقوم بإبعاده عن تلك المنتجات فوراً بالإستعاضة عنها بأشياء أخرى.
خامسا: تعديل السلوك وتنمية المهارات فنبدأ بالمهارات الإدراكية والاعتماد على الذات، لأن الطفل المصاب بالتوحد لايستطيع الأكل بمفرده أو الشرب أو الاستحمام أو التحكم فى البول والبراز فيعامل مثل الطفل الطبيعى، ونعلمه بالتدريج كيفية التحكم فى البول والبراز وهذه التدريبات تكون عن طريق مدارس متخصصة لمرضى الاحتياجات الخاصة وكل طفل على حسب مستوى استجابته وننصح الأم بعدم فقدان الأمل والصبر وعدم مضايقة الطفل وتلبية احتياجاته لأن هذا الطفل تصيبه نوبات غضب لأتفه الأسباب فيوجد برامج لكيفية التحكم فى غضب الطفل ومحاولة أن يكون لكل طفل مدرب مخصص له داخل المدارس المتخصصة وأن تتابعه الأم أيضا.
فننتقل بعد ذلك إلى مهارة التخاطب ونبدأ باللغة الداخلية!، مثلا أن نعلمه هذا باب وهذا تليفون.. ليس ضرورى أن ينطق كلاماً بل يمكن أن يشير إلى هذه الأشياء وبعد ذلك ننتقل إلى اللغة التعبيرية فبعضهم يرددون كلاماً فى مواقف غير مناسبة فمثلاً نبدأ نعرفه بجملة عبارة عن كلمتين وبعد ذلك إذا أدركنا نزود له الجمل وهكذا..
استخدام الحاسب الآلي
تؤكد د. سميرة أن استخدام الحاسب الآلى يكون بعد المرور بالمهارات السابقة فإذا قمنا بعمل فحوصات وتأكدنا من أن لديه هذه المهارات فيمكن أن يصل الطفل لمرحلة الاستجابة والفهم عندما يجلس أمام الحاسب الآلى (فنحاول أن نجعله يميز بين الأشكال والألوان والحروف الأبجدية والأرقام من خلال صور مثلا)،
أما د. علوية عبدالباقى أستاذ طب نفسى أطفال ومراهقة بجامعة عين شمس وزميل جامعة ميرسير بالولايات المتحدة الأمريكية فترى أن علاج مريض التوحد له محاور كثيرة للعلاج.
المحور الأول: العلاج التخاطبى ولابد للأم أن تخاطب الطفل وتتحاور معه وأيضا تقوم بعمل جلسات تخاطب للمريض.
المحور الثانى: لابد أن نركز على محور التواصل الاجتماعى لأنه مهم جداً وهذا يتم من خلال إشراكه فى حضانة ولابد أيضا أن ندفعه للعب مع أقرانه.
المحور الثالث: العلاج الدوائى وينقسم إلى علاج بالأدوية، ولكن لابد من عمل رسم مخ حتى نستبعد كهربة المخ، فإذا تأكدنا من وجود كهرباء فى المخ لابد أن نعالجها من خلال أدوية مضادة للصرع بجرعات خفيفة وأيضا العلاج بالفيتامينات التى من أشهرها المكملات الغذائية مثل (أوميجا 3 وأوميجا 6) بجرعة عالية وأمثالها وأيضا العلاج بالكالسيوم والأدوية والتى تضبط المزاج.
وهناك علاج الطب البديل مثل اللعب والعلاج بالموسيقى والعلاج بالدراما.
أما علاج الحاسب الآلى من خلال برامج موجودة على الكمبيوتر خاصة بالتخاطب لكى يميزوا بين الأشكال والحروف من خلال بصرهم وهذا من ضمن الأدوية التى نقوم بها لعلاج النواتوية وتنصح د. علوية الأم إذا لاحظت على طفلها أنه لم يتواصل معها بالعين بصريا أو لم ينظر إليها عند لعبها له أو مناداتها عليه ولم يشعر بلمسها له أو إحساسه بالألم يكون غير طبيعى مثل باقى الأطفال فتقوم بالذهاب للطبيب مباشرة لتشخيصه خلال الشهور العشرة الأولى من عمر الطفل حتى يتم علاجه سريعا
ساحة النقاش