بعد 22 عاما من الانتظار
سنظل سعداء للأبد
كتبت: منار السيد
للأبد من الطبيعى أن تشعر الأم بسعادة بالغة عند رؤية وليدها لأول مرة ، لكن سعادتى مختلفة عن أى أم أخرى لأننى أحاول الحصول على هذا اللقب منذ فترة طويلة ، وينتابنى شعور أكبر بالقلق على صغيرتى يجعلنى أتساءل هل سأعيش إلى أن أراها تكبر أمام عينى ؟ هذه الكلمات جاءت على لسان «شارون كوميسكى» الأمريكية التى ظلت تنتظر» عاما اللحظة التى تصبح فيها «أما» حتى تحقق حلمها أخيرا.
- تروى «شارون» حكايتها فتقول تقابلت مع «شان» زوجى عندما كان عمرى 20 عاماً ووقعت فى حبه فى الحال وطلب منى الزواج وتكوين أسرة معاً ، وتزوجنا كنت أمارس عملى كمعلمة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات وأتطلع إليهم فى انتظار أن أرزق بطفل أو طفلة مثل هؤلاء الذين أعمل من أجلهم ، وعاما وراء عام كنت أرى زملائى الذين تزوجوا بعدى وقد أصبحوا آباء وأمهات مما جعلنى أقلق لأننى أردت الحمل منذ أول يوم من زواجى ، ولم استخدم أى وسيلة لمنع الحمل .
تأخر الحمل
أجريت العديد من التحاليل التى أثبتت أن كل شىء طبيعى وأننى لا يوجد أى سبب عضوى عندى أو عند زوجى لعدم الحمل ، وتحت إشراف الأطباء حاولنا مرارا وتكرارا العديد من المحاولات ولكن لم ينفع منها شىء ، فى الوقت الذى كان فيه الأطفال كثيرين حولنا ، فأصدقاؤنا المتزوجون بعدنا أصبح لديهم طفل ويفكرون فى إنجاب الآخر، وكنت سعيدة لهم ، ولكن كنت دائما أتساءل بينى وبين نفسى بحزن .
لماذا لم أنجب حتى الآن ؟
الأولي والأخيرةl وتضيف قائلة : «إنها أحياناً كثيرة كانت تطلب من زوجها أن يتركها ويتزوج من أخرى ليستطيع الإنجاب ولكنه كان دائما يقول «ستكونين أنت الزوجة الأولى والأخيرة فى حياتى» وبالرغم من سعادتى بكلامه ولكنى كنت أشعر بأسى تجاهه لمعرفتى بمدى رغبته فى أن يصبح أباً .
أخبار جديدة
وفى عام 1997 إنتقلت شارون وزوجها للعمل فى سنغافورة ؟ وكل شخص جديد يتعرفوا عليه يسأل هل لديكما أطفال ، وبالطبع تكون الإجابة «لا» ، ولكن هذه الإجابة خلقت سؤالا إجبارياً كل شهر «هل من أخبار جديدة» ، حتى شعرت بألم من تكرارى لكلمة «لا» ، وشعر أصدقائى بالذنب تجاهى ، وتجنبوا التنويه إلى الحمل مرة بعد مرة ، حتى أخذنى العمل أنا وزوجى عن التفكير فى أى شىء يشعرنا بالألم .
وأستطيع أن أجزم أن حياتنا كانت مثيرة ومليئة بالسعادة والرضا ، ولكن كان ينقصنا أهم شىء وهو الأطفال ليشاركونا سعادتنا وحياتنا .
وبعد العديد من المتابعات عند الطبيب ، إكتشفنا أن الخلل فى أننى لا أنتج عددا كافيا من الهرمونات مما أدى إلى إحتياجى إلى تناول بعض الأدوية لتنظيم إنتاج الهرمونات، وبالرغم من ذلك لم يحدث أى شىء .
طفل الأنابيب
وفى عام 2005 بدأت أنا وزوجى فى تجربة نوع آخر من العلاج وقررنا أن نناضل من أجل الحصول على طفل ؟
وأن نجرب طفل الأنابيب .. ولكنه إستنزفنا كلياً من حيث إنفاق آلاف الجنهيات بجانب ثمن العلاج المرتفع جداً ، وكانت النهاية فى إنكسار فؤادى عندما لم تنجح هذه التجربة أيضا فقررنا أن العلاج أصبح لا يجدى نفعاً معنا .
وإنتابنى الذعر فى عيد ميلادى الـ 35 الذى يعنى أن ناقوس الخطر سوف يدق ، فالخصوبة لدى ستقل ، وبالرغم من ذلك لم أترك شعور الإحباط واليأس يتملكنى أكثر من ذلك ، وقررت أن أقلل من الدموع والقلق والحزن أثناء وجود الدورة الشهرية ، لأننى شعرت أنه يجب أن أتحكم فى مشاعرى وإنفعالاتى .
الخبر السعيد
فى عام 2007 إنتقلت أنا وزوجى للعيش فى ليفربول، وفجأة تأخرت الدورة الشهرية، فأحضرت إختبار الحمل المنزلى الذى يبين أننى حامل وبالرغم من أن الوقت كان مبكراً على التأكد من ذلك ، ولكننا أخبرنا عائلتنا لأننا لم نستطيع الإنتظار .
وفجأة شعرت بأن جسدى يتغير وتظهر عليه علامات الحمل ، وشعرت أن كل أحلامنا ستصبح حقيقة فى نهاية الأمر ، ولكن بعد ، أسبوع أوضحت الأشعة التليفزيونية أن «الحمل وهمى»، وكانت الصدمة كبيرة بالنسبة لنا ، ولا أعرف حتى الآن كيف إستطعنا أن نتخطاها !
المرض اللعين
وفى عام 2008 كانت المفاجأة القاسية وهى أن الأطباء اكتشفوا مرضى بسرطان فى الرقبة ، وأخبرونا أننى سأحتاج إلى العلاج بالإشعاع الذى قد يؤثر فى نفس الوقت على الأمل البسيط المتبقى لى فى الحمل ، ورفضت ولكنى إكتشفت أننى تخطيت الـ 40 والوقت يداهمنى ، لذلك قررت العلاج .
وأخيراً حدث
وبعد فترة طويلة من العلاج شفيت تماماً من المرض ولكنى شعرت بعدها بتعب، وإنزعجت لشعورى أن السرطان سيعاودنى مرة أخرى ، وفى نفس الوقت تأخرت الدورة الشهرية وظننت أنها قد تكون الهرمونات تأثرت بالعلاج ، ولكنها تأخرت أكثر فقررت إستخدام إختبار الحمل المنزلى مرة أخرى ، وبالفعل كانت النتيجة إيجابية ولم أصدق حتى ذهبت للطبيب وأكد لى أننى حامل فعلا وليس الحمل وهميا ، وإنهمرت بكاء من الفرحة ورأيت تكوين طفلى فى الأشعة التليفزيونية وشعرت هذه المرة بنبضه بداخلى ، ومن الفرحة أخبرت كل أصدقائى وأقاربى بالخبر الذى إنتظروه معى منذ 22 عاما .
السعادة الأبدية
وقبل عيد ميلاد شارون الـ 43 أتاها المخاض ، وجاءت «آنا» إلى عالمها بعد انتظار طال سنوات تقول : ولن أستطيع أن أصف سعادتى أنا وزوجى وكل من حولنا ، ولا أستطيع أيضا أن أصف الإحساس بالوقت والحياة التى أعطتنى «آنا» إياها ، لذلك فحبى أنا وزوجى الذى دام رغم كل العقبات ، جاءت «آنا» لتزيده ولتجعلنا أسرة سعيدة للأبد.
ساحة النقاش