كاملة أبو ذكرى:السينما .. حبى الأول والأخير
أجرت الحوار:سماح موسي
قدمت العديد من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة، بدأت كمساعدة مخرج لمدة 12 عاماً في حوالي (25 فيلما) مع مخرجين عظماء أمثال عاطف الطيب، نادر جلال ورضوان الكاشف قدمت العديد من الأفلام السينمائية التي لاقت إعجاب الجمهور منها «سنة أولي نصب»، «ملك وكتابة»، «عن العشق والهوي»، «1/صفر» الذي تعتبره حلمها الكبير ومرحلة عمرية جديدة فكانت أول مخرجة مصرية تفوز بجائزة أفضل مخرجة علي فيلم «1/صفر» بمهرجان فينسيا إنها المخرجة الشابة كاملة أبو ذكري التي كان لنا معها هذا الحوار ll lمن مثلك الأعلى فى الحياة والعمل؟
- والدى «وجيه أبو ذكري» علمنى كل شيء فى الحياة مثل الاعتماد على النفس والانتماء لمصر وتاريخها وعلمنى الشرف والكرامة والضمير والحب والصراحة والجرأة وعدم الخوف إلا من الله.
وعلمنى كيف أحترم الناس خاصة الفقراء منهم ولهذا أصور معظم أفلامى فى المناطق الشعبية مثل بولاق وشبرا وأنا أعشقها لأن الناس فيها يمتازون بالصراحة والوضوح والتلقائية والحرية.
أما قدوتى فى العمل فهو المخرج العظيم عاطف الطيب الذى أعتبره فدائياً حيث توفى ولم يتجاوز (47 عاماً) وكان شغله الشاغل هو السينما واستفدت منه التنظيم الكبير وكيفية التعامل مع الممثل ولم أتعامل مع شخص بمواصفات الأستاذ عاطف الطيب فى هدوئه وقوته وعلمنى أن القوة ليست بالصوت المرتفع ولكن إجبار الناس على احترامه وكيفية اختياره للسيناريو والتعامل معه بحرفية كبيرة
حدثينا عن فلسفتك ومبدئك فى الحياة؟
- مبدئى فى الحياة الحرية وفى نفس الوقت أن أكون مسئولة عن أى عمل أقوم به لهذا أعمل ما يرضينى مادمت مقتنعة به.
ما هى طموحاتك وآمالك على المستوى الشخصى والفنى
- على المستوى الشخصى أتمنى أن تنجح ابنتى «أبية» فى دراستها وحياتها وأن تتزوج إنسانا تختاره بإرادتها يحافظ عليها وتحافظ عليه أما على المستوى الفنى أتمنى أن أقدم قريباً «مذبحة الأبرياء».
كيف توفقىن بين عملك وبيتك وابنتك (أبية)؟ فى ظل انشغالك الفني؟
- أنا لا أقدم إلا عملا واحدا فى العام أو العامين لكى أتفرغ باقى الأيام لابنتى لأعوضها أيام انشغالى عنها وقال لى طبيب نفسى أن ساعة فى اليوم تكفى لكى أتناقش مع ابنى حتى تشعر أننا أصدقاء الحمدلله علاقتنا ببعض جيدة جداً.
ماذا تفتقد السينما الآن؟
- تفتقد السينما المواضيع والأفكار الجيدة والجديدة والسيناريوهات المحترمة التى فيها حبكة لأننا لدينا الآن تطور كبير فى المواهب والتصوير والصوت ولكن وللأسف يوجد تطور فى السيناريوهات ونفتقد أيضاً قلة دور العرض داخل محافظات وقرى مصر.
ما نوع الأعمال التى تحبين تقديمها؟
- أنا أحب السينما بكل أنواعها فهى حبى الأول والأخير المهم السيناريو الجيد وإذا قدمت أكشن سأبتعد عن النكهة الأمريكية وأتمنى أن أقدم اللون الكوميدى ليس لاضحاك الناس ولكن لتوصيل إحساس راق للناس.
هل فكرت فى التمثيل بجانب الإخراج مثل الراحل يوسف شاهين وخالد يوسف؟
- لم أحب العمل كممثلة فقد جربت عندما كنت مساعدة تصوير واعتذرت ممثلة وكنا نصور بالخارج فمثلت الدور بدلا منها وكانت تجربة سيئة وأنا بطبيعتى أكره مكياج السينما فالتمثيل مهنة صعبة تدمر الجهاز العصبى ترتبط بعمر معين أما الإخراج فيمكن العمل به حتى الموت والتمثيل يجعل الممثل داخل دائرة معينة رغم كل المشاكل التى يعانى منها فى حياته إلا أنه لابد أن يظهر وهو يبتسم وهي مهنة قاسية وخاصة للسيدات.
ماذا يمثل فيلم «1/صفر» لكاملة أبو ذكري؟
- أعتبر هذا الفيلم حلماً كبيراً بل فوق أحلامى يمثل لى مرحلة عمرية جديدة انتقلت به من خبرة إلى خبرة فهو محطة جيدة قطعت من خلالها مسافات طويلة وكنت مراهنة عليه بشكل غير طبيعى وكنت أدخل فى كل شخصية وأفكر فى الأحداث كل ثانية وكان مسيطراً عليّ وعلى تركيزي ورفضت العديد من السيناريوهات التى كانت تقدم لى بسببه فقدمته بإحساس مصري.
وأستفيد من أى خطأ ولم أندم وأى تجربة أقوم بها حتى ولو لم تلق إعجاباً تعطينى خبرة.
قدمت العديد من الأعمال الروائية القصيرة ما أكثر عمل تعتزين به؟
-أتمن جداً بفيلم «ملك وكتابة» بطولة محمود حميدة وهند صبرى وخالد أبو النجار فأيام تصويره كانت حلوة جداً والفيلم كان يقدم مشاعر بسيطة وإنسانية جداً وهذا الفيلم هو الذى عملنى كمخرجة وجعل لى اسما وعرفنى بالناس وعرفهم بيّ فهو أقرب فيلم لقلبى وعندما يتكرر عرضه أشاهده وابتسم عندما أراه.
دائماً الصعوبة تكون فى إيجاد سيناريو جيد وعندما نجده تقابلنا صعوبة فى إيجاد المنتج ليتحمس لانتاج العمل وبعد ذلك كله يهون والمخرج لابد أن يتفق مع المنتج فى اختيار الممثل حتى يختار ممثلاً جيداً للدور وفى نفس الوقت أجره يناسب المنتج.
ما القضية التى تتمنين تقديمها فى الفترة القادمة؟
- أتمنى أن أقدم فيلم (مذبحة الأبرياء) وهى رواية لوالدى وجيه أبو ذكرى وهذا حلمى الثانى بعد فيلم «1/صفر»
وسأقوم بالفعل بتصويره قريباً بعد الانتهاء من تصوير أول مسلسل تليفزيونى لى أعمل به حالياً وعنوانه (ذات)، ستقوم الكاتبة مريم نعوم بكتابة سيناريو الفيلم وتقوم ببحث جيد ووقت طويل لمقابلة أبطال الرواية المأخوذة من أحداث واقعية ويعد العمل فى هذا الفيلم كرسالة دكتوراه وليس مجرد سيناريو لأنه سوف يكون وثيقة للأجيال القادمة على تاريخ (مصر) وسيقدم العمل كشف عدو ثالث وراء هزيمة 1967م غير الإسرائيليين والطائرات وهذه فكرة جديدة لم تقدم على الساحة الفنية من قبل
ساحة النقاش