كلنا مصريون فى مواجهة الإرهاب
عز عليهم أن ننعم بالفرحة بالأمان والسلام والحب نستبشر به خيراً ونحن نبدأ عامنا الجديد .. أرادوا أن يقتلعوا الحب الذى يجرى فى قلوبنا .. ويزرعوا الفرقة والعداوة .. على يد الإرهاب الوحشى الغادر يصدرونه لنا .. يقتل الأبرياء منا فمعاً ولدنا على هذه الأرض الطيبة أرض السلام والأمان ..
ومعاً تربينا وتعلمنا وأحببنا وتزوجنا .. نتشارك الفرحة ونقتسم الحزن .. كلنا مصريون .. أبناء لأم واحدة هى مصر بلدنا .. هكذا نحن مسلمون ومسيحيون كيان واحد لم يستطع أحد أن يفرق بيننا على مر التاريخ .. يجمعنا الحب الذى يميز شعبنا يقوى إرادتنا لنقف فى وجه كل من يريد أن ينال من بلادنا هكذا صمدنا فى وجه كل محتل .. معا درع حماية قوى .. فى وجه الحملة الفرنسية - والاحتلال الإنجليزى .. اتحد الشعب الهلال مع الصليب وهب كياناً واحداً يرفض أن يمس أحد أرض بلاده ليسقط الشهداء وتختلط الدماء لا فرق بين مسلم ومسيحى كل فى حب بلاده مصر .. وفى مواجهة الإعتداء الإسرائيلى وقف جبهة واحدة ليعبر الهزيمة ويحقق النصر فى حرب 73 بدماء شهدائنا جميعاً .. ومعاً نزرع ونحصد ونعمل من أجل حياتنا وبلادنا معاً ننجح ونحقق الخير والأمان والسلام لبلادنا معاً نواجه صعوبة الحياة ونتغلب عليها .. نخفف عناء الأزمات التى نعبرها لتزيد من وحدتنا ..
من أجل ذلك عز على أعدائنا أن يروا شعبنا ينعم بهذا الحب والسلام الداخلى .. فقرروا أن يزرعوا الفرقة والكراهية ضد وحدته الوطنية وكيانة الواحد الذى بنى شعبنا عليه مجده وجعل بلاده شامخة عبر الزمن .. فمنذ دخل الإسلام على يد عمرو بن العاص .. حافظ على شعبها ككل .. لم يتعرض لأحد بل حافظ على الكنائس والمقدسات وأعلن الأمان والسلام لكل مسيحى فهذا هو الإسلام الذى يدعو للسلام للحب للتسامح دين الله السمح الذى أوصانا بنبيه الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بالنصارى واسماهم النصارى .. كما اسماهم الله فى كتابه القران الكريم وفى آياته «لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لايستكبرون». (سورة المائدة).
وجميعاً نعرف قدر هذا الحب فقد تزوج رسول الله بالسيدة ماريا القبطية التى أهداها له المقوقس حاكم مصر .. وكانت لها مكانتها العالية فى قلب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ورزق منها بابنه إبراهيم الذى حزن لفراقه حزنا كبيراً .. وكذلك كانت ومازالت مكانتها الغالية فى قلوب كل المسلمين .
وهكذا يؤكد ديننا الإسلامى على إيماننا بكل الأديان السماوية التى أنزلت من قبل من الله سبحانه وتعالى وبكل الأنبياء والملائكة كما فى سورة البقرة .
«آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله .. لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير» .
هكذا يكون الإسلام وهذا هو المسلم الصحيح .. وعلى ذلك تربينا ونشأنا..
الدين لله والوطن للجميع
نؤمن بالسيد المسيح «عليه السلام عيسى ابن مريم» وبالدين المسيحى دين سماوى من عند الله ونعلى من شأنه .. والسيدة البتول العذراء التى كرمها الإسلام وإختصها الله فى القرآن الكريم «بسورة مريم» من دون نساء العالمين .. ولها مكانتها العظيمة أيضا فى قلوبنا وكيف أن هذه السيدة العظيمة التى اختصها المولى أن تحمل أمانه السيد المسيح وحدها تواجه به العالم بالمعجزة الإلهية ليدعوا إلى توحيد الله .. وكيف لجأت إلى مصر تحتمى بها من ملك اليهود «هيرودس» الذى أراد أن يفتك به وبكل طفل صغير خوفاً من رؤياه .. وفى مصر وجدت كل الأمان بين شعبها فقالت طوبى أرض مصر مبارك شعب مصر ..
وأيضا ضرب رسولنا الكريم لنا المثل حين لم يجد من يستأمن عليه أتباعه من المسلمين الذين لاذوا من بطش الكفار وتعذيبهم بمكة ليفروا بدينهم .. إلا أمان النجاشى ملك الحبشة والذى يدين بالمسيحية وعاشوا عنده معززين مكرمين فى أمن وسلام - حتى أذن الله بالهجرة على الرسول ليخرج الإسلام ودعوة التوحيد بالله من جديد إلى النور والعلانية وتبدأ بالهجرة إلى المدينة المنورة فكيف لا نتذكر كل هذا عندما يحاول التطرف أن يعمى قلوبنا قبل عقولنا .. ولا نرى هذا الخطر الذى زرعه أعداؤنا لينفذوا إلى بلدنا القوى بحب أبناء شعبه وتماسكهم لا فرق بيننا كمصريين فكلنا نكمل بعضنا فالمسلم والمسيحى دائماً هو الإنسان المصرى الذى عاش يتمتع بخيرات بلده وأمانه ..
علينا أن نعى جميعاً أن التطرف فى الأديان والإرهاب وجهان لعملة واحدة وهو الخطر الحقيقى الذى يهدد مصرنا .. فالدين المسيحى ينادى بالمحبة وهى دعوة عيسى المسيح عليه السلام فقمة الإيمان فى المسيحية المحبة .. وعلى المحبة والتسامح دعا الخالق كل البشر ليسود الأمان والحب والقوة بين أبناء المجتمع والعالم .. وهكذا كانت دعوته فى كل الأديان ومنها اليهودية ولكن للأسف خرج الناس عن صحيح دينهم واستطاع البعض منهم باسم الدين أن يضلوهم وهم عنه أبعد ما يكونون وهذا ما جعلنا نرى من يفتى ليفرق بين أهل الكتاب كتاب الله ويكفر هذا .. والله ينادى بأن الدين لله هو وحده الذى يحاسب عليه ولم يفرض على أى نبى بفرض الدين بالقوة والعنف بل قال نعالى : ولو كنت فظاً غليظ القلب لإنفضوا من حولك .. وفى آية أخرى ليس عليك إلا البلاغ فكل له دينه والوطن للجميع .. هكذا كان رسولنا الكريم يؤكد على مبدأ المواطنة لكل من كان تحت لوائه ففى المدينة المنورة ضرب المثل والقدوة عندما دخلها وكفل الأمان والسلام لكل أهلها وكان من بينهم قبائل من اليهود أيضا .. وأعلن أنهم جميعاً لهم نفس الحقوق فى بلدهم .. وكذلك كانت مصر دائماً على مر الزمن يتعايش بها كل أبناء الأديان من يهودية ومسيحية ومسلمين فى حب وأمان وسلام ..
«مصر قوية بالإسلام والمسيحية»
وهو ما أكد علىه دائما رب العائلة المصرية السيد «الرئيس حسنى مبارك» .. فكلنا مواطنون مصريون نتمتع بحق المواطنة وجاء تعديل الدستور .. ليؤكد على حق المواطنة .
فالكل متساوون فى الحقوق والواجبات دون تمييز بالدين واللون والجنس والعقيدة ..
وما علينا إلا أن نتمسك جميعاً بهذا الحق الذى كفله لنا الدستور وأكد دائما عليه .
ولذا كانت صدمتنا التى روعتنا وأدمت قلوبنا على الضحايا الأبرياء .. وجاء خطاب الرئيس ليكشف عن جريمة الإرهاب .. التى استهدفت مصر كلها وليس جزءاً من شعبها .. وأكد على أنها جريمة فى حق مصر وكل المصريين وأن بلدنا ستقتص ممن يحاولون النيل من أماننا واستقرارنا .. وهنا يأتى دورنا جميعاً فهذه المحنة التى وحدتنا ليخرج الجميع ينادون بأننا جميعاً فى وجه الإرهاب .. فى وجه القتلة الذين لايدينون بأى دين .. لكى نحمى شعبنا ومقدساتنا .. وستأتى البداية لصلاة جماعية فى أعياد ميلاد السيد المسيح عليه السلام فهو أولى بأن نحتفل بمولده جميعاً لنصلى جميعاً فى يوم الجمعة عيد المسلمين أيضا هذا اليوم تتوحد فيه أعياد المسيحيين والمسلمين أقباط مصر فكلمة قبطى تعنى الإنسان المصرى القديم مسلم ومسيحى وهو كيان المصرى القوى الذى سيقف فى وجه الإرهاب ..
لهذا علينا أن نعلم أبناءنا وشبابنا فى البيت - داخل الأسرة .. وهذا هو دورنا وواجبنا لأبنائنا كأمهات وآباء . علينا اقتلاع ما حاول البعض أن يغرسه من تضليل فى البعض ليزرع الفرقة والكراهية بدلاً من الحب .. ونعلم ابنائنا فى المدارس ونغرس ذلك فى كل مواطنينا من خلال دورنا نحن كاعلاميين وهو دور الإعلام الهام فى وسائل التليفزيون والإذاعة والصحافة ومن خلال الأغانى والدراما التى تستعرض حياتنا وقيمنا التى تربينا عليها .. وبشكل محبب من خلال دور رجال الدين المستنيرين فى المساجد والكنائس أن نقف فى وجه المضللين من الجهلاء بالدين وأن نعقل كل مايقال لنا .. ألا نسمح لأحد أن يغسل عقول أبنائنا بالتطرف فالدين عند الله الوسطية والاعتدال لا إفراط ولا تفريط .. هو المحبة بين الناس وحسن المعاملة بين البشر وهو يغفر لمن يشاء فى عباداته ولا يغفر للناس تعاملاتهم حتى لايضعف المجتمع ويحل الدمار بدلاً من العمار .. وعلينا معاً جميعاً مسلم ومسيحى امرأة ورجل شاب وفتاة مجتمع مدنى بجمعياته الأهلية وسيدات ورجال أعمال مع مؤسسات الدولة ورجال الفكر وسيداته .. بإعلامنا وتمسكنا بصحيح الدين .. سيكون السلام والأمان دائما لمصر فى وجه كل الحاقدين ومن يحاول النيل منا ولندرك أن الحروب لم تعد حروب أسلحة بل هى حرب خفية يشنها العدو ضد صفوف وكيان الشعب الواحد ليضعفه والأمثلة حولنا تحاول أن تفتك بنا وتغتال بلادنا العربية واحدة تلو أخرى وللأسف .. اتحدت فيها مصالح الأعداء معاً ولكن علينا بوعينا وقيمنا التى تنادى بالحب والتمسك بالوطن جميعاً كمصريين .. ولنعى كعرب جميعاً الدرس قبل أن نضيع .
ساحة النقاش