أبناؤنا والتعليم والامتحانات
بدأ موسم الطوارئ من جديد، داخل بيوتنا مع إمتحانات الترم الأول لكل مراحل التعليم فى مصر من ابتدائى وإعدادى وثانوى إلى الجامعات.. فالكل يسعى إلى نجاح الأبناء وتفوقهم.. خاصة والتعليم هو الاستثمار الحقيقى للبشر.. يرتقى بالفكر بعد أن يتمكن من القراءة والمعرفة.. وتحديد إتجاهاته وإمكانياته وقدراته حتى يستطيع إختيار ما يتناسب من دراسات تتوافق مع ما يتيحه سوق العمل من فرص.. بذلك يتمكن كل شاب وفتاة من أبنائنا من أن يجد نفسه.. وأيضاً يملك دخلا اقتصاديا أو ماديا مستقلا يعينه على الحياة أو يشارك به فى الحياة مع أفراد اسرته أو شريك حياته مستقبلاً.
فالتعليم قضية كل الناس.. وللأسف أيضاً أصبح مشكلة المشاكل لكل أسرة.. بعد أن تحول إلى سباق محموم من الدروس الخصوصية وأباطرتها التى لا ترحم وتناست أنها فى الأساس أمهات وآباء.. وأصبحت مشاكل الأمهات والآباء تتفجر من هذه الأعباء المادية التى تفوق إمكانياتهم ودخولهم المحدودة مهما حاولوا الالتحاق بعدة أعمال إضافية أو عمل «الجمعيات» لتوفير مبلغ من المال.. ولم تعد فقط الدروس الخصوصية قاصرة على الثانوية العامة بل إمتدت إلى كل سنوات التعليم وليس فقط شهاداتها ولتمتد إلى الجامعات بكلياتها حتى غير العملية.
بعد أن ابتعد التلميذ والاستاذ عن الإجتهاد فى التعليم داخل المدرسة والحضور ومتابعة الدروس .. بالطبع لا نريد التعميم ولكن للأسف أصبح الغالبية منه.. من أجل ذلك كانت المؤتمرات التى دعى إليها سيادة الرئيس حسنى مبارك لتطوير التعليم وحل مشاكله من أجل تطوير المجتمع ككل ومن أجل ذلك كانت مبادرة تطوير المدارس التى أعلنتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك بتشجيع المجتمع المدنى ورجال الأعمال على المساهمة فى تطوير المدارس وخاصة فى القرى والمدن والمحافظات الأكثر إحتياجاً .. والتطوير هنا والذى لمسناه لم يكن فى المنشآت والمعامل بالمدارس فقط ولكن الأهم كان تطوير العملية التعليمية من خلال مدرس أفضل فى الأسلوب وتوفير دورات لرفع كفاءته العلمية والتربوية للتعامل مع التلاميذ والطلبة والتشجيع على رفع المهارات .
من أجل تعليم أفضل
فعملية خلق حوار بناء بين المعلم والطالب والعكس يقوم على الاحترام والالتزام كل بواجبه سيعيد للتعليم مكانته ولن يكون ذلك إلا مع إصلاح التعليم الشامل بتفعيل جودة التعليم وبمشاركة كل جهات المجتمع من مؤسسات دولية مع جمعيات أهلية مشاركة من المجتمع المدنى .. ورجال وسيدات الأعمال والمال كما يحدث فى كل بلاد العالم وخاصة مع المشكلة السكانية والإنفجار السكانى الذى يلتهم كل سبل التنمية .. لابد أن نحول هذه المشكلة إلى ثروة بشرية نجيد استغلالها لتصبح منتجة ولن يكون ذلك إلا بربط التعليم ومحو الأمية بفرص العمل حتى لا تصبح الأسر طاردة لأولادها من التعليم حتى يقوموا بإعالتهم والصرف عليهم بدلا من العكس وهو الأساس .. يجب أن نركز أيضا على المعلم ورفع مستوى قدراته فى التعامل التربوى بعيدا عن العنف مع رفع قدراته على التدريس وإيصال المعلومة للتلميذ أو الطالب ولن ننكر هنا أن تكدس الأعداد داخل الفصول تمثل مشكلة حقيقية وكبيرة وهو أيضا أمر تابع للمشكلة السكانية .. ولكن يمكننا وضع الحلول للتغلب ولو التدريجى على هذه المشكلة .. أيضا وهو الأهم التركيز على تغيير أسلوب التعليم والذى أصبح الكل ينادى به حتى يأتى بنتائجه الأفضل على مستوى الأبناء ومن ثم على المجتمع ككل .. وهو البعد عن الحفظ والتلقين .. من أجل البحث والتفكير وإعمال العقل .. وإدخال الطرق المحببة لجذب التلاميذ والطلبة وتحبيبهم بالتعليم والمدرسة بعودة الإهتمام بالأنشطة والمواهب من رياضة وموسيقى وفنون وآداب وزراعة وعلوم استكشافية تكتشف المخترعين الصغار .. ونحمد الله أننا نجد الكثير من أبنائنا لديه قدرات إبداعية وعقلية من اكتشاف اختراعات علمية رغم صغر سنه فقط عندما يجد من يمد له اليد ليعينه على إكتشاف ذاته وما يمتلك من مواهب وقدرات ورغم عدم وجود نوادى العلوم كما كانت بالمدارس إلا أنها أصبحت متواجدة في مراكز سوزان مبارك للاكتشافات العلمية .. ونريد المزيد منها ومن خلال دور المدرسة ومراكز قصور الثقافة للأطفال والنوادى الصيفية بالمدارس .. فأصبحنا نرى مكتبات الطفل فى كل مكان لتجعل القراءة والتدرب على لغة العصر «الكمبيوتر والنت» متاحة للجميع .. والجميل أننا نرى إقبالا وتفوقا من أجيالنا من الصغار والذين لا تتعدى أعمارهم أحيانا 4 سنوات يجيدون استخدامها وكأنها بالفطرة بالنسبة لهم .. نرى ذلك فى المدن والقرى والنجوع والصحراء .. ولو تكاتفنا لنصل إلى كل مكان حتى تتواصل أجيالنا مع التقدم التكنولوجى وهو سبيل مغرى للتواصل والتعلم لهذه الأجيال .. منا من سيقول نوفر أولا الكرسى والسبورة لهؤلاء الأطفال ونحن لا ننكر ذلك ولكن نأمل أن نوفر لكل أبنائنا كل الإمكانيات .. فقط علينا أن نتشارك كل بما يستطيع أن يقدمه من إمكانيات مادية لمن يتوفر له .. وبالمجهود لمن يقدر على ذلك وبالمساهمة بالأفكار البناءة وليكن ذلك فى كل مراحل العمر للشباب بطاقاته والكبار بخبرات السنين والقدرة على العطاء والصبر وحب الصغار وتوفر الوقت بدلا من الوحدة .. فالإحساس بأنك قادر على العطاء وإسعاد الآخرين أو إفادتهم .. يشعر الإنسان بقيمته وتخرجه من حالة الإحباط واليأس والوحدة..
طوق نجاة
ولأننا كل يوم نسمع عن شكل جديد فى الثانوية العامة أو مراحلها والناس كلها أمل لعل هذه المشكلة المستعصية والتى يجتمع فيها الأبناء والآباء على حد سواء .. فبعد أن تأتى الدروس على الأخضر واليابس من ماديات البيوت .. تأتى الامتحانات ويبدأ معها التوتر والقلق والخوف من صعوبتها أو المقدرة على التحصيل الدراسى بشكل جيد والنجاح والتفوق بها من أجل الوصول إلى الكليات وليس فقط كليات القمة .. أرجو أن يكون تدريب الطلبة على اسئلة الفهم والتفكير وليس فقط الحفظ والتلقين من خلال كتب التقويم التى تقدم للطلبة .
الناس تستبشر خيرا فى تطبيق التقويم الشامل ولكن نتمنى عودة الحيادية والجدية فى تقدير التلاميذ والطلبة سواء فى مجال الدراسة أو القدرات والمهارات .. والحرص على البحث والفهم والتفكير والتحليل بعيدا عن التلقين والحفظ .. والإهتمام بمعامل العلوم والمكتبات ومعامل الكمبيوتر .. مع دورات تدريبية مكثفة أيضا للمعلمين والحرص على التواجد الدراسى من الطلبة والمعلم وأيضا تشجيع المعلمين بالتقدير المعنوى وإلقاء الأضواء عليهم وتوفير المنح لهم بالسفر أو الكتابة عنهم بالصحافة أو وسائل الإعلام المختلفة وأيضا بالتقدير المادى.
وعلينا أيضا وهو الأهم آباء وأمهات أن ندرك أن النجاح والتفوق يأتى دائما بمنظومة متكاملة تشمل الإحتواء الأسرى الذى يبدد الخوف والقلق من نفوس الأبناء ويقوى لديهم الثقة بالنفس وتشجيعهم على الاستعداد والمراجعة .. ومواجهة ورقة الامتحان دون رهبة .. والتعامل مع الامتحانات السابقة وحتى وقت محدد مماثل ليمر بتجربة حقيقية قبل الدخول للامتحان .. حتى نساعده على سرعة الإنجاز والتفكير فى الحلول واستحضار المعلومات .. ولا تكثرى أنت ووالدهم من الممنوعات طوال موسم الامتحانات بل من الأهمية أن تجعلى هناك متنفسا لهم لاستعادة النشاط من ممارسة رياضة خفيفة والترفيه السريع بين أوقات الاستذكار حتى لا تصبح العملية مرهقة ومملة ودون جدوى مما نراه من ضعف تحصيل أحيانا.
ولتكن نظرتنا لنجاح الأبناء وتفوقهم أكثر وعيا.. لنعرف أولاً قدرات التحصيل لدى كل منهم ونسبة الذكاء حتى لا نضغط عليهم ونحملهم فوق طاقاتهم بل نحفزهم ونشجعهم على اكتشاف مالديهم من مواهب يبرعون بها لينجحوا فى دراستها مثل الدراسة الفنية أو الموسيقية أو المهنية .. وأن الفشل هو النهاية للحياة فهناك من يقدم على الإنتحار من أبنائنا الأبرياء الصغار.. بل لنعلمهم الوصول للنجاح من جديد والبعد عن مقارنتهم بالمتفوقين من الأخوة والزملاء حتى لا نخلق العداوة والكراهية بينهم وبيننا.. ولنعيد النظر فى كليات القمة والوصول إليها وإلى ما يحتاجه سوق العمل من فرص متاحة وما يريده أبناؤنا ويقدرون عليه حتى يحبون ما يدرسون ويبرعون فيما يعملون فيما بعد .. ولنرحم أنفسنا من أعباء تفوق قدرتنا المادية من دروس خصوصية ولنتشارك مع المدرسة من البداية فى متابعة أبنائنا الدراسية والنفسية والإستعانة بالقنوات التعليمية التى يقدمها التليفزيون وما تقدمه أيضاً الصحف القومية من ملاحق علمية لكل المراحل.. ليكون العام الدراسى هادئاً على بيوتنا وأبنائنا.. ولتمر الإمتحانات بعيداً عن كل هذا الخوف والتوتر.. وعام دراسى موفق لجميع الأبناء بإذن الله.
العالم المصرى العالمى مجدى يعقوب الذى أحبه العالم وأعلى قدره لإكتشافاته الطبية فى مجال جراحة القلب لتخفف عن الكثيرين معاناتهم الصحية الخطيرة فهو ثانى جراح على مستوى العالم ينجح فى زراعة القلب. لنا كمصريين أن نفخر بعلمه الذى أوصله للعالمية وحبه وإرتباطه بوطنه فى تواضع العلماء الذى يشبه إنحناء السنبلة كلما إمتلأت بعلمها وإكتشافاته الطبية التى أفاد منها العالم وليقدم لأبناء بلده كل ما يحتاجون إليه فى مجال جراحة القلب على امتداد العالم وأرض مصر من خلال جمعيته الإنسانية «سلاسل الأمل» بعد أن قدم أكثر من 400 بحث علمى لجراحة وعلاج القلب وليقدم للأسر الأكثر إحتياجاً فى الصعيد مركز أسوان للقلب ليرفع عن المرضى عناء السفر للقاهرة وليصل إليهم بحبه وتواضعه ليخدم كل مريض فى إحتياج إليه فإستحق كل الجوائز العالمية وإستحق أن يتربع على عرش قلب كل المصريين أيضاً ليتسلم قلادة النيل من الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك تكريما لعلمه وإنسانيته ونيابة عن شعبه الذى ولد وتربى بين ابنائه لينطلق بعد دراسة الطب بجامعة بالقاهرة إلى العالمية.
ساحة النقاش