فى الصعيد:

بعد ثورة 25 يناير

المرأة تعيد اكتشاف ذاتها

 

كتبت:حميدة سيف النصر - سوهاج

حلمت طويلاً بتحقيق المكانة التى تتناسب وتاريخها الطويل الحافل بالانجازات عبر المراحل التاريخية التى مرت بها مصرنا الحبيبة، ظلت متشبثة بين يأس ورجاء للخروج من شرنقة عادات وتقاليد ظالمة لا لشيء سوى كونها أنثى دون ذنب اقترفته كانت تجاهد بل وتكابر تطرق أبواباً جديدة لتحقيق النجاح ساعية دوماً نحو التميز والذى أثبتت المرأة الصعيدية أنها قادرة على صنع طفرات ناجحة رغم قلتها، إلى أن حدثت ثورة 25 يناير جاءت لتنفض غبار سنوات طويلة غطت على العقول، ذاك اليوم الذى رأته مصر تتوحد صفوفها رجالاً ونساء لتقرير مصيرنا جميعاً وكتابة تاريخ جديد تشرق فيه شمس الحرية بعيداً عن البؤرة الضيقة التى ظلت تحاصر المجتمع ولاسيما انطلاقات المرأة لتجعل منها كائناً غير قادر فى معظم الحالات إلا القيام بواجبها الأسرى من رعاية الزوج وتربية الأبناء منذ قيام هذه الثورة. l

وجدت أمامى حواء مختلفة تسير على طريق التنمية لتولد من جديد وتعيد اكتشاف ذاتها مرة أخرى بشكل حقيقى وسليم يتلائم مع امكاناتها الحقيقية الكامنة لتحقق الثورة هدفها نحو الانطلاق لعالم جديد يخلو من عادات سلبية خاطئة كثيرة عاش فى ظلها الإنسان رجلاً وامرأة قد آن الآوان للإنتصار عليها وكان هذا التحقيق من قلب مصر «أرض الصعيد».

لا .. للعنف ضد المرأة»

فى البداية تقول فاتن محمد مدرسة محافظة سوهاج: اليوم تشعر كل امرأة بالفخر والعزة يوم أن استعاد كل مصرى كرامته بعد حدوث هذه الثورة تملكنا إحساس جميل وهو والسمو والرقى فلابد أن يواكب الحدث الرائع ثورة أخرى على العادات والتقاليد الظالمة التى تحد من إبداع الإنسان خاصة المرأة فى البيئة الصعيدية أخذت أوقاتاً طويلة تعانى الفكر الراكد والقهر حتى فى بيتها وهذا لن يحدث إلا من داخلنا لابد أ نتصدى لكل مظاهر العنف والتمييز بكافة أشكاله حتى تشعر كل امرأة إنها شريكة فى هذا المجتمع وعضو فعال.

أما «مروة عبدالموجود» طالبة جامعية محافظة قنا تقول: أعيش حالة خاصة من السعادة ممزوجة بفخر جميل اقتربت من كل مصرى ومصرية، إحساس داخلى كأننا كنا محتلين داخل أنفسنا، أرى اليوم أن كل سيدة فى كل قرية ومدينة عاملة أم ربة بيت تعيد اكتشاف نفسها تقترب من امكانياتها تريد أن تفعل شيئاً إيجابياً فى المجتمع لا تكتفى بدور معين لأنها لا تشعر بإحباطات متراكمة بل تنظر لغدٍ مشرق تنال فيه كل حقوقها كمواطنة وإنسانة من الدرجة الأولى تتمتع بآدمية وكيان مميز.

ثقافة الحوار.. والاختلاف

تلمس «مديحة الدمير» محامية جانياً هاماً من جوانب اكتشاف حواء لذاتها بتحقيق هذا من خلال الحوار ومعاييره التى تحدده حتى نصل لجدوى دون إضاعة الوقت فى جدل من أجل الاختلاف، لكن علينا بتلقين هذا للأسرة والأبناء كيف تعود الأم صغيرها أن يناقشها ويعتد برأيه داخل الأسرة حتى لا ينشأ بيننا شخص إتكالى يبعد عن ملامح الشخصية السوية وأن نجعل مبدأنا العام أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وأن نقترب بأطفالنا منذ نعومة أظافرهم من الموضوعية وتحقيقها بشكل ناجح يبعدنا عن أى تعصب لمذهب أو جنس.

وترى إسراء على مركز طما بسوهاج بكالوريوس تجارة: أن المرأة الصعيدية بدأت عهداً جديداً بعد هذه الثورة الحاسمة فى تاريخ مصر، أصبحت تطوع هذا الجهد الناجح لتحقيق معطيات نهوض المرأة، وحدوث انتفاضة داخل كل مصرى ومصرية لتقديم أى شيء نافع ومفيد، رأيت كثيراً من بنات الصعيد وأنا واحدة منهن انطلق نحو العمل التطوعى وتتبنى كثير من التوعية أنفع بها غيري، بدأت أخرج لانتخب وأدلى بصوتى وأنادى لابد من التصدى لكل المظاهرالخاطئة التى ظلت مسيطرة على خريطة الحياة اجتماعية والتصدى لكل هذا بالتعليم وتحطيم اللامبالاة وتعريف المرأة بأنها أصبحت فارقة فى مجتمعها وأن عليها رسالة اجتماعية لابد وأن تقوم بها وهى دفع عجلة التنمية.

ثورة على اللامبالاة والسلبية

تتناول أسما مصطفى محافظة أسيوط- جامعية جانباً هاماً من معطيات ثورتنا البيضاء قائلة: من أهم الأشياء التى نستقيها من هذه الثورة أن يبدأ كل إنسان بنفسه للقضاء على المظاهر السلبية التى ظلت ملازمة للمجتمع خاصة المرأة التى ظلت بعيدة فترات طويلة من المشاركة المجتمعية ومدى السخرية التى تجدها إذا تحدثت عن الانتخابت أو خاضت أى نقد اجتماعى أو سياسي، إلى عهد قريب كان تغيير هذه النظرة يتطلب مجهودا مضنياً، أما الآن فإننا نعيش جوا مختلفا بمناخ خاص يحمل نسمات الانتصار واستعادة كرامتنا لدرجة أننى أشعر لو استطعت أن أمسك بهذه اللحظات عمر الزمن لاحتفظ ببريقها.

أخيراً وجدت نفسها

وتؤكد أ.د. سحر وهبى أستاذ الإعلام بآداب سوهاج على أنه قد حان الوقت لتأخذ المرأة فرصتها فى تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان كاملة خاصة أن التجارب أثبتت أن الناس تريد من تحمل رسالة معطاءة للمجتمع وتحمل على عاتقها عبء وهموم من يرشحونها وتجربة محافظة قنا خير دليل على ذلك بعد نجاح المرأة مستقلة بعيداً عن أى حزب يدعمها لأن المرأة لا تريد المساندة بل عملها هو المساندة الحقيقية ولابد أن نستعين كذلك بالعناصر الشابة للاستفادة من مجهودهن ودعم الحياة العامة بعطائهن. وأننى أرى من خلال هذه الثورة أن المرأة أخيراً وجدت نفسها، ومن تجد فى نفسها الكفاءة فالساحة متاحة للجميع النساء والرجال لأن المجتمع حالياً ينتقل تدريجيا وبشكل ناضج نحو حدوث تغيير حقيقى دون النظر للجنس رجلاً كان أم امرأة وأعتقد أن المجتمعات الصعيدية بدأت من خلال تجربة الكوتة أن تتقبل المرأة فى الساحة السياسية ودعمها لتأدية دورها على أكمل وجه وتبنى القضاء على مشكلة الأمية بكافة أشكالها بدءاً من الأبجدية والثقافية وتوعية الشباب فكرياً بشكل سليم، عندئذ تشعر كل امرأة تحمل فكراً أنها أدت رسالتها نحو مجتمعها.

 

المصدر: مجلة حواء- حميدة سيف النصر

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,751,361

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز