بعـــــد 25 ينــــايـــــر
أحلام أطفالنا .. حاجة كبيرة قوى
كتبت :نجلاء أبوزيد
أحلام أطفالنا تقدم لنا صورة لمستقبل بلدنا . وفي الماضي كانت أحلامهم وأمنياتهم لمستقبلهم تنحصر بين العمل بالفن أو الكرة .
المهم حاجة تجيب فلوس لكن بعد 25 يناير تغيرت الأحلام وأتسعت المدارك لتقدم لنا أحلام شكل تاني لأطفال الثورة.
وحول أحلامهم وكيفية تحقيقها كان هذا التحقيق مع الأطفال .
أمجد يوسف 10 سنوات تحدث قائلاً لقد شاركت فى الثورة حيث ذهبت إلى ميدان التحرير مع والدى أكثر من مرة وهناك ألتقيت بشباب أتمنى أن أصبح مثله فى المستقبل لقد رأيت شباباً يحبون مصر ويحبون العمل ويريدون أن يساعدوا غيرهم حتى وإن لم يكونوا يعرفونهم . وبعد نجاح الثورة تمنيت عندما أكبر أن أصبح طبيب طوارىء لأنقذ الحالات الخطرة وفى نفس الوقت سأهتم بالمشاركة فى شئون الحى الذى أسكن فيه لأننى تعلمت أن التغير لا يحدث إلا بأيدينا وأننى إذا كبرت دماغى فلن أخدم بلدى ولا نفسى .
رشا صلاح 13 سنة تقول: بعد الثورة شعرت أن الأمل عاد إلى روح الأطفال والشباب فقد كنت أسمع من أمى دائما عبارة لا توجد فرص عمل وأى بنت ليس أمامها إلا الزواج أما الآن فأجدها تشجعنى على المذاكرة لأصبح عالمة أخدم بلدى . فجأة بدأت أشعر أن هناك مستقبلاً ينتظرنى وأن الفرص كثيرة بشرط أن أجتهد حتى أخذ نصيبى منها .
كريم عبدالعزيز : 9 سنوات يقول : أنا أعشق كرة القدم وألتحق كل صيف بدورات رياضية حتى أصبح لاعباً مشهوراً لأحقق مكاسب وفلوس كثيرة وكان يشاركنى حلم الكرة والشهرة كل أصدقائى لكن بعد الثورة ورؤيتى لصور الشهداء وسماعى لحكايات عن بطولاتهم أصبحت أتمنى أن أصبح ضابطاً فى الجيش لأحمى بلدى وأن تكون الكرة هواية . والفلوس لم تعد أهم شىء المهم أشعر أن لى قيمة فى البلد بصراحة أشعر أننى أحب مصر وأريد أن أخدمها وأموت شهيداً لأجلها !!
بسملة أحمد 12 سنة تقول: أحلم بأن أصبح عضو مجلس شعب لأضع قانوناً يحمى الأطفال من أى ضرب فى المدارس وبعد أحداث الثورة بدأت أشارك فى منع أى شىء يتعارض مع كرامتنا كأطفال مصريين وكونت مع زملائى مجموعات للدفاع عن مصالحنا فى المدرسة وفى حالة حدوث أى مشكلة نتدخل للتعامل مع الأدارة لصالح زميلنا . فالضرب والشتائم وعدم الشرح بضمير كلها اشياء مرفوضة ولا نسمح بحدوثها . وزملائى يلقبونى بالزعيمة ولهذا أعتقد أننى فى المستقبل سأعمل فى خدمة الناس وأفضل مكان لذلك هو مجلس الشعب إذا دخلته ولم يكن لى مصلحة خاصة .
كمال أشرف 16 سنة يحلم بأن يصبح مهندس جيولوجى مثل د. فاروق الباز وأن تتاح له الفرصة ليشارك فى مشروع التنمية الذى يقترحه د. الباز ويؤكد أن المستقبل الآن سيكون للعلماء لا للفنانين ولاعبى الكرة الذين يحصلون على الملايين والغالبية العظمى من الشباب لا تجد فرصة عمل. ويضيف كمال أن جلساته الآن مع أصدقائه أختلفت فقد أصبح لهم خطة عمل لتنظيف المنطقة جزئيا الآن وأن يتوسعوا فى العمل خلال الأجازة الصيفية وسيحاول أن تكون أجازته لهذا العام بداية طريقة للبحث العلمى !!
وتعليقاً على ما قيل تحدثنا مع د. مارى عبدالله أستاذ علم النفس التربوى فقالت : ثورة 25 يناير أحدثت حالة خاصة فى الوجدان المصرى بمختلف أعماره وفجرت كل ما هو جميل بداخل الإنسان المصرى الحقيقى . وإذا ركزنا على الأطفال سنجد أنهم بدأوا يقدرون تحية العلم ويشعرون بالفخر لأدائهم لها . وأصبح الطفل مدركاً لكونه جزءاً أصيلاً من هذا الكيان وأنه رغم صغر سنه مسئول بشكل ما عن مساندة هذا الوطن ودعمه . ولهذا تغير شكل حلمه وتطلعه للمستقبل فبعد أن كان يرى أنه لا مستقبل فى هذا البلد إلا للواسطة وأبناء طبقة ما أصبح يشعر بالعكس . وعندما يشرق المستقبل فى عيون الأطفال فإن كل شىء فى حياتهم يتغير . وتضيف أن القيم السائدة فى المجتمع تشكل بشكل مباشر وغير مباشر فى النظرة للمستقبل من هنا فإن أحلام أطفالنا قبل الثورة كانت ترصد الخلل الواضح فى قيم المجتمع حيث كان العلم والعلماء فى درجة متدينة بالمقارنة بكل ما يحقق مكاسب مالية ضخمة أيا كان مصدرها بعكس الأحساس العام الآن الذى يؤكد أن المستقبل سيكون للمجتهدين وأن لكل مصرى دور فى النهوض بالوطن وأنه بالرغم من المشكلات وعدم الاستقرار الحادث الآن إلا أن المستقبل سيكون أفضل وبالتالى فالأطفال يشعرون بالانتماء وهذا الشعور يفجر بداخلهم الأحلام البناءة التى تطمئن الأجيال الكبيرة على مستقبل الوطن . فأحلام الأطفال هى المؤشر لمستقبل البلد الذى يعيشون فيه .
ساحة النقاش