فى رمضان.. دعوة للتكافل والتراحم لحل مشاكلنا
كتبت : إيمان حمزة
مازلنا مع أيام رمضان المباركة ولياليه السمحة التى تجمع الناس على البر والخير .. على اتقان العبادات وحسن المعاملات بين البشر للتقرب إلى الله .. وإلى حكمة الصوم التى تقوى النفس وتطهره .. وليصبح البدن كما يدعونا رسولنا الكريم: «صوموا تصحوا» فالصوم يقوى العزيمة على مواجهة العادات الضارة من الإمتناع عن إدمان التدخين واستعباده لإرادة الإنسان لتفجر كل براكين غضبه لمجرد الابتعاد عنه قليلاً .. رغم علمنا بكل أضراره البالغة والمدمرة لصحتنا وصحة من حولنا من أبنائنا الذىن يستنشقون دخانها لتدمر صحتهم دون ذنب فالصوم يقوى العزيمة والإرادة .. وأيضا يمكننا من التحكم فى النفس والسيطرة على أهوائها .. وهو أصعب جهاد .. جهاد النفس .. والصوم صحة للجسم فهو يطهره من السموم ويجدد حيويته .. ويخلصه من الشحوم الزائدة التى تمثل عبئاً على القلب وشرايينه .. وهو السبيل الآمن لحل مشاكلنا الصحية مثل السمنة وأضرارها الجسمانية والنفسية على أصحابها .. ولن يكون ذلك إلا بحكمة الصيام الصحيح .. وليس بالصوم لساعات ثم الإنطلاق مع مدفع الإفطار إلى التسابق لإلتهام الكثير من الطعام والشراب والتدخين بشراهة وكأننا نعوض مافات .. بشكل مبالغ فيه ليتحول شهر الصوم إلى شهر الأكل والإسراف والتبذير .. ولتضيع علينا كل فوائده والحكمة منه .. ويتحول إلى شهر المشاحنات نتيجة للمشاكل المالية وما تسببه من خلافات كبيرة بين الأزواج فى البيت .. ومشاحنات لاتنتهى بين الإنسان ومن يتعامل معهم فى عمله وحياته كلها .. أو التكاسل عن العمل بحجة الصيام فتتوقف مصالح الناس أو تتأخر .. ولأننا جزء من الناس فالأمر يضر بنا جميعاً .. ويعطل مصالحنا وعجلة دوران العمل والإنتاج وحياتنا جميعاً بلا إستثناء . والصيام منهم ومنا برىء .. فهل نسارع إلى الخير والتقرب إلى الله بحسن المعاملات بين العباد وبين الإنسان ونفسه وجهادها .. لتستقيم حياتنا ونقدر على مواجهة تحدياتها وهنا يأتى دائماً دورنا كأمهات وآباء بأن نكون صمام الأمان ونضرب بأنفسنا المثل والقدوة لأبنائنا .. بحرصنا على ترشيد الأستهلاك .. وما أحوجنا جميعاً لنمد أيدينا لكل فقير ومحتاج لنعينه على سد إحتياجاته وإحتياجات عياله .. ما أحوجنا جميعاً إلى رضا المولى عنا ليبارك أبناءنا وحياتنا فلنتعاون ونتكاتف ونتكافل لإعانة شبابنا على خلق فرص عمل من مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر تعينهم على الحياة والزواج .. ولتعين الأمهات بلا عائل ولا سند على إكمال رحلة حياتهن مع الأبناء بل يمتد الأمر لإعالة الأجداد والجدات والأخوات .. ما أحوجهن جميعا لكل العون على هذا الحمل الكبير .. لنتعاون بجهودنا جميعاً كل بما يقدر عليه لنوفر لهم حياة كريمة من فرص عمل ممتدة ونحن نمحو أمية غير المتعلم منهم حتى يعرف حقوقه وواجباته وحتى يحفظ حقوق أبنائه ولا تضيع منه بسبب جهله لمعرفة القراءة والكتابة وكم رأينا هذه الحوادث المحزنة الواقعية من قصص النصب والاحتيال حتى من أقرب المقربين ومن ضياع الميراث والأملاك .. حتى لو كانت تعينهم على الحياة البسيطة فقط .. فلنعد الحب والتراحم والقيم الجميلة إلى حياتنا من جديد نعيد الشهامة والتسامح .. أن نجتمع على الفرح ونفرج كربة من يحتاج إلينا .. ليفرج الله عنا فى الدنيا والآخرة ..
ولنصل رحمنا بأمهاتنا وآبائنا ممن أفنوا العمر من أجلنا ونعيد الفرحة إلى قلوبهم بالتواصل بالأحفاد ليستمدوا منهم القيم والأخلاق الجميلة .. ولننعم برضائهم ودعواتهم لنا .. وقد أثبت كل علماء الطب النفسى أن إحساس الإنسان برضا والديه عنه يعطيه طاقة ومناعة صحية ونفسية تحميه من أمراض العصر كالاكتئاب والضغط والسكر والأزمات القلبية .. وغيرها ..
طوق نجاة
وهى فرصة للتقرب إلى الله بالتسابق بالعبادات طمعاً لمغفرته وثوابه العظيم بالصدقات والزكاة .. وعمرة رمضان التى أصبح البعض يحرص على القيام بها مرات عديدة وخاصة فى شهر رمضان ولو علم المعتمر الذى قام بها من قبل أن الثواب لايضيع بل يتضاعف أجره عند الله .. لوجهها لأعمال الخير لمن يحتاج إليها من هؤلاء المسنين الذين لايجدون من يعينهم على الحياة والمرض أو هؤلاء الأطفال من اليتامى . أو إلى هؤلاء الشباب الذين يدفعون بأنفسهم إلى الموت طلباً لفرصة عمل بالخارج ليقعوا بأنفسهم فريسة سهلة فى شباك عصابات النصب والموت .. بعد أن إستدانوا وباعوا كل ما يملكونه وأهلم ليشتروا الوهم بالهجرة غير الشرعية ليلقوا مصيرهم المحتوم فى مراكب متهالكة فى عرض البحر ليفقدوا حياتهم غرقاً كما نرى ونسمع عن هذه الحوادث الدامية . ومن يفلت منهم ليصل إلى بلاد الحلم والثراء يتبدد كل أملهم مع ترحيلهم من السلطات الأمنية بهذه البلاد إلى هنا من جديد .. ولكن بعد أن فقدوا كل شىء لينتظرهم الديانة أو ليهددوا بالسجن ..
رمضان وروح الثورة
فلتكن دعوتنا بالحب لنعين هؤلاء بجهودنا جميعاً هؤلاء الشباب حق أبنائنا علينا - فلنتكاتف ونتشارك كأفراد وكجمعيات أهلية ورجال وسيدات الأعمال مع جهود الدولة ومؤسساتها .. لنجعل لكل هؤلاء مشاريع للعمل ومسكن كريم يمكنهم من حياة كريمة .. ولنحل أيضا أزمة الزواج لهم وللفتيات اللاتى يعانين من مشاكل تأخر فرص الزواج لنساعد كل هؤلاء الفتيات بتزويجهن بالمساندة المادية والمعنوية ليتزوجن من يرضين بحسن أخلاقه وقدرته على تحمل المسئولية .. ولنساعد الشباب على إكمال نصف دينه ونرحم المجتمع من جرائم الإنحرافات .. وأيضاً نساعد أطفال الشوارع الذين يقذف بهم آباؤهم وأمهاتهم من ضيق الحال .. ليواجهوا الهوان والذل والإستعباد من عصابات الشوارع التى لاترحم فلنتكاتف جميعاً لننقذهم ونعيد لهم طفولتهم ولنرحمهم ليرحمنا الله جميعاً ..
أعتقد أن رمضان يعيد إلينا روح الثورة التى توحدنا عليها جميعاً من عمق حبنا لمصر وإنتمائنا إليها .. وعلى كل القيم الجميلة التى ظهرت جلية توحدنا من الحب والإيثار والتسابق إلى تقديم الخير لكل من حولنا خوفنا على بلدنا وعلى الجميع وكأنهم أهل لا فرق بين مسلم ومسيحى فقير وغنى كبير وصغير الكل يسارع إلى عمل الخير من أجل وطنه وبحب وإيثار فهل نستعيد هذه الروح الجميلة من رمضان لتستمر طوال العام .
ساحة النقاش