«حواء» تكشف عنها..

فصام أم مرض نفسى..

مخلوقات غريبة تطاردنى!

كتبت :سمر عيد

قام من نومه ونظر في المرآة فرأي خطيبته تبتسم له، كيف هذا القد توفيت منذ شهر تقريباً ولقد حضر دفنئها وجنازتها، وفجأة بدأت تحدثه قائلة هل، مازلت تحبن؟! هل سترتبط بفتاة أخرى بعد وفاتي؟!!

شعر بالهلع وبدأ يصرخ فهرولت أمه إلي غرفته قائلة: ما بك ياولدي، فقال:- صفاء في المرآة تحدثني لطمت أمه علي وجهها، وقالت له:- لقد مسك شيطان من المقاب سوف أطلب لك شيخاً يفهم في أمور الجن حتي يعالجك.

وهنا تبدأ الكارثة، عندما يشعر أحدنا أنه يتحدث مع أشخاص غير موجودين علي أرض الواقع أو يرى مخلوقات غريبة أو خيالات أو يشعر بلمس شئ لايراه، عندها يفسر المجتمع ذلك علي أنه مس شيطان والعياذ بالله، ولا أحد يعلم أن ذلك هو أول خطوة في طريق الانفصام.ll

ويحدثنا ع. ن. موظف بالمطار قائلاً:- لقد واهمتنى هذه الحالة فى مرحلة مراهقتى، كنت كلما فتحت الدولاب أجد نيراناً ولهباً يهب من قلب الملابس، وكنت أصرخ وأبكى وأهرول إلى أمى لكى تطلب المطافئ، ولكن أمى كانت تدخل إلى الغرفة وتفتح الدولاب فلاتجد شيئاً، كنت أنا وحدى من يشاهد هذه النيران فى المنزل، ولقد أشار بعض الجيران على أمى أن تذهب بى إلى قريتنا (وتدق لي زار)، ولكن أمى كانت إنسانة متعلمة وواعية فذهبت بى إلى الطبيب النفسى الذى كتب لي روشتة، وكررت الدواء لمدة سنتين ثم اختفت هذه الحالة، ولم أعد أشاهد هذه النيران.

صوت أمى في أذني

وتقول «م.ع» تلميذة بالمرحلة الثانوية قائلة:- لقد توفيت أمى منذ بضعة أشهر ولكنى أشعر بنها مازالت معى وأراها فى الأحلام كثيراً، وأسمع صوتها يتنادينى إلى درجة أننى أستيقظ من نومى على صوتها، وهى تنادى على وأشعر بها توقظنى فى الصباح، ولقد قرأ لى أبى بعض آيات من القرآن فهدأت ولم أعد أشعر بها ولا أسمعها تنادينى، ولكن أشعر بالحزن الشديد على فراقها وأشعر أننى أدخل فى اكتئاب شديد من شدة الحزن.

جنية البحر

ويقول «أ.س» يعمل فى الغطس بالغردقة : كنت متحمسا فى البداية لكى أتعلم الغطس وذهبت إلى الغردقة لكى أتعلم ذلك، وأمضيت شهوراً لكى أتعلم الغطس وبالفعل أصبحت مدرباً للغطس بعد ذلك، وفى أحد الأيام كنت أود أن أغطس قبل الغروب بقليل مع أحد زبائنى الأجانب، وفجأة لمحتها من بعيد تظهر فى البحر وتختفى ثانية، وتغوص معى حين أغوص وأراها خلف الشعب المرجانية إنها امرأة فى غاية الجمال، ثم أصبحت تظهر لى كل يوم وأشعر أنها تنادينى لكى أقترب منها، وعندما حاولت الاقتراب منها لم أجد شيئاً، وجدت الماء فى يدى عندها أدركت أن من تطاردنى ليست إنسانة وأنها جنية بحر، ثم أصبحت أشعر بضيق شديد إذا لم أجدها فى البحر وأصبحت أبحث عنها وأطاردها فوق الماء وتحت الماء.

أنا مراقبة

وتقول «ن.ع» حاصلة على ليسانس آداب:- أشعر أن هناك من يراقبنى، لقد كان أبى يراقبنى وأنا صغيرة فى المدرسة، ويرصد، حركاتى حتى يتأكد أننى لا أحب شاباً أو أعطى مواعيداً غرامية لأحد، وعندما توفى أبى أصبحت أشعر أن أمى تستأجر أحداً ما لكى يراقبنى، وأصبحت أتلفت ورائى فى كل مكان حتى عندما أركب ميكروباصاً أو أتوبيس أشعر أن الناس كلها تراقبنى، وتنظر إلى وتترصد حركاتى.

الهلاوس جزء من الانفصام

ويعلق د. هاشم كمال بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر على الحالات السابقة قائلاً:- لاشك أن تلك الهلاوس السمعية والبصرية تكشف عن بالإصابة والانفصام هو مرض من الأمراض الذهانية ويصاب به إلا من البشر، وإذا حسبنا هذه النسبة فى مصر يمكننا القول أن هناك على الأقل (800) ألف شخص مصاب بالإنفصام فى مصر، والإنفصام النفسى ثلاث حلقات، فهو يصيب أولاً: إلادراك، ثانياً: التفكير والذاكرة، ثالثاً: الاستجابة، ومن ضمن حالات الانفصام أن يشعر الإنسان أن هناك عسكريا واقفاً بالشارع لأن أحد جيرانه قد أبلغ عنه أو يشعر الإنسان أنه مراقب، وهناك من يرصد حركاته.

مرض وراثي

وتتفق الدكتورة إيمان صبرى أستاذ علم النفس ووكيلة كلية الآداب جامعة الفيوم مع الرأى السابق وتضيف وهناك خطأ شائع فى لفظ الانفصام هذا المرض يسمى «الفصام وليس الانفصام، كما يسقطه البعض وهو مرض عقلى ولراثى فى بعض الأحيان يجعل المريض يرى ويسمع أشياء ليست موجودة فى الواقع، ويتعامل معها على أنها حقيقة فى حياته والمريض هناك يحتاج إلى رعاية طبية مكثفة، وفى بعض الحالات المتأخرة لا يستطيع التعامل مع الآخرين نهائيااً، وطبعاً نظراً للجهل والأمية فى المجتمع يتعامل الناس مع هذه الحالة المرضية على أنه «مس من الجن» فيقولون فلان (ملبوس)، بينما يكون المريض فى حالة مزرية، ويحتاج إلى علاج، وقد يحتاج إلى حجز فى مستشفى للأمراض العقلية، وأوجه كلمة إلى أى إنسان يتعرض لهذه الأعراض أن يتوجه إلى الطبيب مباشرة.

وألا يحاول أن يعالج هذه الأعراض من تلقاء نفسه، أو يبحث عمن يخرج له الجن الذى «لبسه» .

نظرة المجتمع

وإذا كان الفصام من الأمراض الذهانية التى تحتاج لعلاج نفسى ودوائى فهل يساعد المجتمع فى تحسين حالة المريض أم أنه وراء زيادة حدته؟!..

تقول د. نورا رشدى أستاذة الخدمة الاجتماعية للأسف هناك نظرة مجتمعية غير سليمة لمرضى الفصام وقد ظهرت بوضوح من خلال الدراما التليفزيونية حيث يصور المريض النفسى على أنه شخص مجنون لا يستطيع التعامل مع الآخرين، ولكن هذا نوع من الهراء فلقد تعاملت مع المرض النفسيين وكنت أعلمهم التعامل مع الآخرين وكانوا هادئين ولقد تعاملت مع مرضى الانفصام الذين كانوا يبدون طبيعيين جداً، وهذا المرض موجود من أيام الفراعنة فقد عرف الفراعنة مرض الانفصام على أنه اتصال أرواح شريرة بهذا الإنسان، ولايزال هناك بعض الناس يؤمنون بهذا المعتقد الخاطيء، وهناك دراما منصفة قد صورت مريض الانفصام على حقيقته مثل فيلم «آسف على الإزعاج» الذى قام ببطولته النجم أحمد حلمي، وعلى الرغم من أن مرض الانفصام مرض عقلى إلا أن المجتمع أحياناً يتسبب فى ظهوره فإذا نظرنا إلى واقع الشباب فلا عمل ولا مسكن ولا زواج، ترى أن كل هؤلاء الشباب يعيشون حالة من الإحباط والاكتئاب الأمر الذى يدفعهم إلى الانعزال عن واقعهم ودخولهم فى مرض الانفصام.

 

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد
  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1400 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,852,432

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز