جمال وعلاء .. ،علامة النصر !!

كتبت:نبلية حافظ

تأتى أحداث مجلس الوزراء المؤلمة لتستدعى لذاكرتى مشهدا استفزنى وجعلنى أطرح العديد من التساؤلات ولكن للأسف لم أجد حينها إجابات مقنعة وشافية لما رأيته بعينى .. المشهد الذى أتحدث عنه وقع أثناء محاكمة مبارك ونجليه.. ففى إحدى جلسات المحاكمة التى كانت تبثها شاشات الفضائيات قام كل من جمال وعلاء مبارك بالتلويح بعلامة النصر أمام المتواجدين داخل قاعة المحاكمة.. وقتها تساءلت عن معانى ودلالات هذا التصرف.. وماذا يقصدان به..؟ وهل هو مجرد تصرف تلقائى غير مسئول ..؟!

التساؤلات كانت كثيرة .. ولكنها كانت بلا إجابات ولم أكن أتوقع على الإطلاق أن الإجابات التى بحثت عنها طويلا سوف تأتينى بمرور الأيام ومن خلال أحداث مؤلمة متلاحقة شهدها الشارع المصرى منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن.. أحداث تؤكد على أن من دبر وخطط لها هم أفراد لهم مصالح قوية فى إحداث الفوضى والخراب بمصر.. فمن منا ينسى أحداث كنيسة أطفيح ثم أحداث مسرح البالون وأحداث إمبابة ثم ماسبيرو ثم شارع محمد محمود .. كل هذه الأحداث الممنهجة تؤكد لى وللملايين غيرى أن من أضاعوا شعب مصر وأفقروه ونهبوا ثرواته وأهدروا كرامته هم من يريدون إحراق هذا الوطن والإجهاز على ما تبقى منه. لم يكتفوا بما جنوه وحصدوه على مدار الثلاثين عاما. وصورت لهم أحلامهم أنهم يستطيعون حصاد المزيد والمزيد من الأطماع والاستيلاء على ما تبقى من مقدرات هذا البلد .. وإن لم يحققوا أحلامهم هذه فيكفيهم الخراب والدمار والفوضى !

لم نكن بحاجة على الإطلاق كل هذا الوقت لكى نعلم علم اليقين أن من وراء هذه الأحداث نزلاء طرة وأتباعهم من رموز النظام السابق.. ولكن كنا نتمنى أن تخرج علينا الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق لتعلن لنا الحقائق كاملة بكل وضوح وشفافية كما أعلنها البعض الآن.. ألم يكن من الأفضل أن يتم الإفصاح عن أسماء هؤلاء مبكرا لكى نتجنب كل هذا الدمار.. ألم يكن من الأفضل الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن..!!

لماذا كل هذا التباطؤ فى التحقيقات.. ؟ ولماذا التعتيم وإخفاء الحقائق ؟ هذه السياسة الخاطئة لن يقبلها الشعب المصرى الثائر.. لقد أزالت ثورة 25 يناير الغمامة عن وجهه وأصبح لديه الوعى والفهم لكى يحكم على كل ما يدور من حوله.،. لن يقبل هذا الشعب بأساليب الحكم البالية .. ولن تنطلى عليه سياسة الإلهاء والخداع فرفقا أيها السادة القائمين على حكم البلاد بهذا الشعب الثائر.. رفقا به فكفاه ظلما واستبدادا.. أعطوه حقه فى معرفة كل مايدور حوله من أحداث.. لا تسجنوه مرة ثانية داخل الجدران المظلمة التى عاش فيها طويلا .. اجعلوه ينعم بنور الحرية ويشعر بكرامته وآداميته لأنه يستحق منكم كل الفخر والإعزاز .

أما أنتم يامن تراهنون على هدم مصر وخرابها أنتم خاسرون وستبقى مصر آمنة مطمئنة بأهلها وخيرها.. وسوف يحفظها الله دائما من أحقادكم وشروركم.. وسوف يكون النصر لنا بإذن الله.. لأن النصر للشرفاء من هذا الوطن.. أما الخونة فلهم الخزى والعار وعقاب عادل من الله.!