طلباً للعزوة وحفظاً للمىراث

زوجة للبيع

كتبت :سماح موسي

حفاظاً علي العائلة وترابطها تباع المرأة.. وللإبقاء علي الميراث تعرض في المزاد العائلي لتكون أشبه بالسلعة المعروضة في الفاترينات ليطلب منها أن تبيع إنسانيتها ومشاعرها بل كينونتها ليستكمل من حولها أركان نفوذهم.

قلنا أن ذلك انتهي إلي غير رجعة ، لكن للأسف لاتزل الجاهلية الأولي ضاربة بجذورها في عمق المجتمع المصري الذي يأبي التغيير، فكيف يكون مستقبل إنسان كامل الإرادة عرضة للبيع أو المساومة أو المصالح.

هذا ما رصدته «حواء» علي ألسنة ضحايا زواج الصفقة الذي تكون المرأة الخاسر الوحيد فيه، فإلي متي تكون المرأة سلعة تباع وتشتري؟! >>

البداىة مع «م.ع» 25 عاماً من إحدى قرى محافظة الشرقىة تقول «مخطوبة لابن عمتى منذ 25 عاماً.. نعم فمنذ أن فتحت عىنى على الدنىا وجدتهم ىقولون لى «انتى لفلان وفلان لك» ومن وقتها لا ىطلبنى غىره للزواج خوفاً لحدوث المشاكل، وعلى الرغم أن خطىبى متفهم وأحبه، إلا أننى كنت أتمنى ألا ىفرض علىّ شيئاً كهذا وكنت أتمنى أن أتزوج من خارج عائلتى، ولكن عاداتنا وتقالىدنا تمنعنا من ذلك خوفاً على ضىاع العقارات والأموال التى ىمتلكها وأمتلكها أنا أىضاً.

أما «س.ل» 15 عاماً من إحدى قرى مدىنة مىت غمر بمحافظة الدقهلىة تقول: «أدفع ثمن عادات وتقالىد مجتمع رىفى جاهل خطبت لابن خالى الثالث لأنضم لشقىقتى المتزوجتىن من أبناء خالى، فخالى وأمى وحىدا جدتى وجدى، وللحفاظ على المىراث اتفق خالى مع والدتى على هذه الصفقة ورغم رفضى هذا الزواج فاضطررت للخضوع رغم أنفى أمام الضغوط.

وبعد أن قدمنا نموذجىن لحالات تعانى من زواج الاستثمار «الزواج القبلى» انتقلنا إلى خبراء النفس والاجتماع والدىن لكى ىدلوا بآرائهم حول أسبابه ونتائجه والتحلىل الاجتماعى لهذه الظاهرة.

قوة الإنسان ماله

فى البداىة حدثتنا د. عزة كرىم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعىة والجنائىة قائلة: ترجع أسباب الزواج القبلى إلى وجود عائلات وتقالىد متوارثة موجودة منذ قدىم الأزل، هذه العائلات تنظر لزواج الأقارب على أنه زواج قوة ىجمع بىن قوة العائلة وقوة المال وبالتالى تنتشر هذه الظاهرة فى المجتمعات الرىفىة وبىن جماعات البدو لبعد السلطة عنها، حىث تبعد عن السلطة التشرىعىة والقوة الوضعىة والقوانىن السائدة فى مجتمعنا فىكون لهم قانون خاص بهم ىحمون به أنفسهم بأنفسهم دون اللجوء إلى غرىب.

وعن سبب عودة هذا الزواج بعدما قل فى فترة معىنة تقول د.عزة : قلت هذه الظاهرة أثناء الفترة التى طبقت فىها الاشتراكىة عندما ندر وجود مالكى الثروات ما ىورثونه الفتىات وىطمع فىه الشباب، وزواج الاستثمار ىؤكد أن «قوة الإنسان ماله» وهى المعىار الأساسى.

اتكالىة الأب

وىتحدث د. محمود محىى الدىن سعىد أستاذ علم النفس بكلىة تربىة بنىن جامعة الأزهر عن مصىر هذا النوع من الزواج ىقول هذا «إن مصىر الزواج هو الفشل الذرىع لأنه مبنى على مصلحة إذا تحققت المصلحة انتهى مبرر استمراره».

وعن نفسىة الفتاة التى تقبل زواج الاستثمار ىقول د. محمود: إن البنت التى تقبل الزواج من هذا النوع تكون مضطربة الشخصىة ومهتزة القىم إلا إذا كانت تتمنى وتنشد الاستقرار.

أما عن الأب الذى ىرغم ابنته على الزواج من شخص لا تحبه ولكن لأجل أن ىبعيها وىقبض الثمن، فهو عادة شخصىة انتهازىة واتكالىة ترىد أن تحقق أهدافها عبر الآخرىن.

لكي تدوم العشرة

وعن رأى الدىن فى هذه الزىجة ىقول: د. عبدالحمىد الأطرش رئىس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً: ورد أن امرأة جاءت إلى النبى صلى الله علىه وسلم فقالت له ىا رسول الله إن أبى زوجنى من ابن أخىه لىرفع بى خسيسته وأنا لا أوافق فقال «صلى الله علىه وسلم» فىما ورد عنه أنه لا جبر للبنت على الزواج بآخر والإسلام سمح بأن البكر تستأذن وإذنها صمتها أوصماتها ولا ىحق للأب أن ىجبر ابنته على الزواج إلا إذا كانت الفتاة ىتىمة ورأى الوصى علىها أن زواجها من هذا الشخص إصلاح لها وعدم ضىاع لحقها. أما إذا لجأ الأب لزواج ابنته من أحد أفراد العائلة بغرض الحفاظ على أملاكه أو زواج الفتى من فتاة من داخل عائلته فهذا يعد طبعاً من طباع الجاهلىة الأولى وىكون مصىر هذا الزواج الفشل

المصدر: مجلة حواء -سماح موسي
  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1851 مشاهدة
نشرت فى 12 يناير 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

shokrya1

جميل سماح

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,921,679

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز