أسرار الرجال
لست ضعيفا ..
لا تحركنى امرأة ولو كانت زوجتى!
كتب : أدهم نور
هل حقا أن الرجل تغيره المرأة على أهله؟ وهل هو بذلك مخلوق يسهل التأثير عليه؟ هذا السؤال قفز إلى ذهني عندما لاحظنا تغير معاملة أخي الأصغر معنا بعد زواجه. أمي تصر أنه ابتعد، وشقيقتي ترجع الأمر لزوجته التي تتحكم في تصرفاته! وأنا أتابع الأمر وأحاول أن أفهم
هل حقا الرجل تغيره امرأة؟ وهل لابد أن تغيره للأسوأ؟ ولماذا عندما يتغير الرجل مع أهله نلقي باللوم على زوجته؟ هل المرأة أقوى شخصية وتأثيراً؟ عندما درست وضع أخي ، وجدت أن الأمر يختلف كثيراً إنسان يقع تحت ثلاثة تصنيفات: الصنف الأول، وهو قليل جداً بيننا هو من لا يتغير أبداً مهما كانت الظروف ،شخصية مثالية تعطي كل ذي حق حقه هذا النوع لا تغيره امرأة، الصنف الثاني، وهو أيضا قليل جداً، وهو العاق لنفسه ولأهله، ولكل العلاقات الإنسانية، هذا الرجل لا يحتاج لامرأة لتغيره، أما الصنف الثالث، وهو الغالبية العظمى التي يقع غالبية البشر تحته، الإنسان في هذا التصنيف يصبح مستعداً للخير ومستعداً للشر أيضا، ولكن بنسب متفاوتة، يمكنه أن يكون باراً لكن قد تأتي أوقات، ويتخلى عن بعض واجباته، يمكنه أن يكون متفانياً ، لكن قد تزوره فترات من الأنانية، هذا النوع من البشر يمكن التأثير عليه لكن هذا التأثير لا يأتي إلا من خلال استعداده هو، فحتى تحت هذا التصنيف هناك مقدسات لا يسمح الرجل بالاقتراب منها ، والزوجة في هذه الحالة مهما بلغ دهاؤها لن تؤثر فيه إلا بما يرضى المرأة مهما بلغ تأثيرها لا يمكنها أن تصنع رجلاً بمقاييس تحددها، كل ما تفعله أنها «بدهاء حوائى» تحاول اكتشافه، واختبار نقاط ضعفه ، فتبرز ما تريد إبرازه، ويساعدها هو ، وإذا تصورنا أن هناك رجلاً فاضلاً مع أسرته، ثم جاءت من حولته إلى عاق ، فإننا بذلك نعطي المرأة جبروتا ليس لها، ونضفي على الرجل ضعفاً ليس فيه، أصل المشكلة أن نساء كثيرات يتصورن أن عقد الزواج هو عقد تمليك ، فأنا تزوجتك معنى هذا أنني امتلكتك، ولن أسمح لأحد أن يشاركني فيك، لذلك لابد من صنع قنوات تفصل بينك، وبين من تتعلق بهم من أهلك. لكن ما يغيب عن الرجل أن المرأة إذا كانت هذه هي خطتها فعلا فهي لا تبدأ التنفيذ إلا بعد دراسة الرجل جيداً فهي كامرأة تريد أن تربح الرجل، وتربح بيتها واستقرارها لذلك تصنع الفخ بشكل ذكي، فتعرض زوجها لعدة اختبارات لتقف على مدى تمسكه بأهله، وما هي النقاط التي لا يمكن أن تتجاوزها معه، وما هي المناطق المصرح لها بالاقتراب منها، وعندما تتأكد من حبه لأهله، وتمسكه بهم تحاول أن تعرف درجة هذا الحب، والتمسك، وما إذا كان حبه هذا لهم لن يضر بمكانتها عنده، ولا يأتي على حسابها، وحساب بيتها ، فإذا تأكدت من ذلك حاولت أن ترضى بالأمر الواقع طالما لن يصيبها ضرر، أما إذا وجدته مغالياً يضع مصالحهم فوق مصالحها ومصالح أبنائها حاولت جذبه تجاهها، وتسليط الأضواء غير المباشرة على أخطائهم فإن لم تفلح فقد أصبح هناك عداء مستتر، وتبدأ في نفورها الصامت، هذا النفور الذي يجعل حبة القمح من أخطائهم بحجم قرص الشمس، ومع الوقت تتسلل مشاعرها تجاههم فيبادلونها نفوراً بنفور، وتتوتر العلاقات، ويصبح الرجل في وضع لا يحسد عليه صنعه بنفسه دون أن يدري، ولأنه رجل فهو يحمل الكثير من المشكلات التي تفوق التوقف عند حماقات تحدث بين زوجته، وأهله ، ولأنه رجل فهو يؤثر السلامة لذلك تكثر في البداية مشاحناته مع شريكة حياته ثم يبدأ في إبعادها عن أهله تدريجياً، ومع وجود البيت، والأولاد، والمسئوليات والمطالب تقل فترة اندماج الرجل مع أهله وتزداد فترات العمل، والأصدقاء، ولأنه لا يمكنه الاندماج مع أهله الذين تنفر منهم زوجته،وهو أيضا لا يبيع أهله بزوجة لا تحبهم يزداد تمسكه بطرف ثالث، وهو العمل. والأصدقاء..وفي الأسبوع المقبل نكمل..
ساحة النقاش