نائب نقيب الصحفيين الليبيين.. زينب شاهين:

المرأة الليبية.. أول من دفع فاتورة الثورة

كتبت :سمر الدسوقي

من بنغازى تلك المدينة السباقة إلى النضال والمقاومة والتى حوربت واضطهد أهلها، كانت الإعلامية زينب شاهين نائب نقيب الصحفيين الليبيين، وعضوة المكتب الدائم للجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب فى مقدمة المعتصمين بساحة التحرير، وليس هذا بغريب عليها، فقبلها كانت فى مواجهات مستمرة مع الرقيب الليبى من خلال كتابتها، بل وكان لدعم القضايا العربية مكانة خاصة فى حياتها العملية، والآن وبعد نجاح الثورة الليبية .. هل ضمد هذا النجاح جراح النساء الليبيات؟ خاصة بعد أن تم إلغاء الحصة المخصصة لهن بالبرلمان ll

تقول: نضالى مع النظام الليبى السابق بدأ من قضايا الفساد والمحسوبية والقبلية والنقاب والخمار وزواج الزوج مرة ثانية، فكنت أسعى لتمريرها بأى طريقة من خلال مسئوليتى بمجلة «الثقافة العربية» أو «البيت» أو «صحيفة الجماهيرية»، مما جعلنى أصطدم مع الرقيب بحكم تناولى لموضوعات ومقدسات شائكة، فقد كنا نعمل فى بيئة ملغومة لمدة تزيد عن ربع قرن، ولم أكن الليبية الوحيدة التى لم تغب عن الحراك النضالي، فالمرأة الليبية اعتقلت وسجنت وهجُرت منذ اندلاع الثورة، بل وكانت تقف كتفاً بكتف مع الرجال تحفزهم وتوفر المدد لثوار الجبهات وتستقبل النازحين من المدن المجاورة للاعتصام فى الساحات والميادين، وتحملت عبء الأزمة الاقتصادية التى ضغطت على البلاد خلال الثورة فباعت حليها، وتدافعت للمستشفيات الميدانية للتبرع بالدم وإسعاف الجرحى، وإعداد الوجبات، وكان لتعاملها بقوة مع كتائب المخلوع فى بعض المدن أثر فى تعرضها للعديد من جرائم الاغتصاب، ومع هذا لم تتوقف فقدمت أفلاذ كبدها للقتال وفقدت ذويها، بل وأصيبت هى نفسها، فهى أول من دفع فاتورة الثورة.

lناضلت كثيراً للدفاع عن القضية الفلسطينية والعراقية، فماذا عن ثورة ليبيا؟

- كان ومازال للقضايا العربية دور كبير فى حياتى فقد سافرت بنفسى لأم الشهيد الفلسطينى محمد الدرة حتى أضمد جراحها، وكنت فى مقدمة من حضروا إسقاط العلم الأمريكى عن العراق، وفى ليبيا كنت يداً بيد مع غيرى من النساء والثوار فاعتصمت بساحة التحرير وشاركت زميلاتى فى الأعمال الخيرية والتوعية بها، ودعوت لمظاهرة تندد بجرائم الطاغية، كما أعددت تقريراً مفصلاً بوصفى عضو المكتب الدائم للجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب عن الجرائم البشعة التى تعرض لها الإعلاميون خلال الثورة، وكرمنا شهداءهم بناء عليه، كما شاركنا فى إصدار أكثر من 120 مطبوعاً وهو عدد لم تشهده ليبيا منذ ما يزيد عن نصف قرن، للتعبير عن الوضع وإيصال صوتنا للخارج من خلال المكتب الإعلامى الذى أنشأ لمواكبة الثورة.

l وهل حصدت المرأة الليبية ثمار نجاح الثور؟

- الحراك السياسى الرسمى بعد الثورة، كان دون طموحات المرأة، بل ومحبطاً لحقوقها ومتجاهلاً لأدوارها التاريخية ولم يرق إلى الحد الأدنى من سقف التضحيات.. ولذا فالحراك النضالى النسوى بليبيا مستمر حتى الآن بالميادين والساحات لتصحيح مسار الثورة {

السودانية.. ومأزق الختان!

بالرغم من تغير واقع المرأة السودانية ونزولها للعمل والدراسة، المشاركة فى التنمية وبناء الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتكوين اتحاد عام لها يرعى شئونها منذ سنوات.

إلا أن عادة ختان الإناث مازالت تطالها وبنسبة ليست بقليلة يصفها البعض بأكثر من 80%، بل وتصل للفئات المثقفة أيضاً!!

تقول د.عزة كريم أستاذ علم الاجتماع: مثل هذه القضايا المجتمعية المرتبطة بالعادات والتقاليد، تحتاج إلى سنوات طويلة حتى يتم علاجها، والأمر يرتبط بالتوعية وإقامة الندوات من قبل الجهات المعنية بشئون المرأة، بل والقيام بزيارات للأسر فى القرى والنجوع لتوضيح أبعاد هذه القضايا لهم، بل وآثارها النفسية والصحية السلبية، مع اشتراك الرائدات والقابلات الريفيات فى هذه الحملات لأنهن أقرب وأكثر تواصلا مع النساء