لا أتصور أنهن يفهمن أنفسهن

كيف نفهم النساء..؟!

كتب :ادهم نور

  الأسبوع قبل الماضي تعرضت لتجربة قاسية جداً مازالت تؤثر في بدرجة كبيرة كانت زوجتي في زيارة لأهلها، طلبت مني أن تبيت عندهم يومين.. طبعا كانت المسألة شاقة جداً بالنسبة لي. فطوال عشرتي معها لم نفترق ،كما أن صغيرنا لم يتعود أن يبيت بعيداً عنها، ولأنه ما زال في المرحلة الابتدائية فمن الصعب أن يذهب معها، ويترك مدرسته

وافقت على مضض، ومثلت الرضا طبعا تشعر أنني أناني، فمن حقها أن تروح عن نفسها يومين مع أهلها بعيداً عن مطالبنا.. واعتبرتها فرصة أظهر لها فيها تقديري لمجهودها.

وتعهدت لها أن أتابع الصغير، وأن أصطحبه معي لمدرسته ، وأستذكر له دروسه، ووعدتها أن يسير البيت على ما يرام.. وتعود.

طبعا عانيت في البداية فزوجتي سيدة مصابة بوسواس النظام، والنظافة كحال كثيرات، وللحق فقد تركت لنا طعام اليومين ، كل ما علينا أن نحضره من الثلاجة ونضعه في الميكروويف ..الحق يقال افتقدتها كثيراً، افتقدت وجودها ولمساتها، افتقدت حتى تعليماتها:"لا تدخل بالحذاء فقد انتهيت لتوي من تنظيف الأرض" .."لا تنس وضع صندوق القمامة بالخارج قبل أن تنام" " لماذا لا تنتبه لإغلاق ستارة الحمام قبل أن تستحم؟" وللعجب كنت أحافظ على كل هذه التعليمات في غيابها رغم أنني دائما ما أخرقها في وجودها.

أخيراً جاء يوم عودتها.. سعيد أنا جداً، فكرت أن أجهز لها مفاجأة، شاهدت برنامجاً عن الطبخ، وذهبت إلى السوق وأحضرت كل المكونات ، في المطبخ بعد أن نام الصغير كنت أعد الوجبة الشهية.. ستفاجأ بما أعددته لها.

اعتذرت لصديق كان سيحضر لزيارتي، وشمرت ساعدي، وانهمكت في الطبخ!!! وأعددت وجبة جميلة وضعتها في الثلاجة ثم خلدت للنوم بعد يوم مرهق..ولم أنس أن أغسل ما استخدمته من أطباق..في اليوم التالي ذهبت إلى عملي بعدما اطمأننت على وصول صغيري لمدرسته.. في العاشرة صباحاً كنت أعلم أن زوجتي قد عادت.. أنتظر بلهفة مكالمتها، وأعد نفسي لكلمات الشكر، والامتنان فهي المرة الأولى في حياتي التي أقف فيها في مطبخ لأعد الطعام.. في الحادية عشرة كلمتني لكن صوتها كان متجهماً إلى حد ما، لابد أنها متعبة، وأكيد لم تلتفت بعد لمفاجأتي.. قالت"أدهم.. إيه اللي عملته ده؟ " قلت لها بكل أدب وتواضع" :وماذا يكون هذا بجانب تعبك معنا يا حبيبتي" فردت بنبرة أكثر حدة"، وطالما أنك تعرف أنني متعبة معكم ، عز عليك أن أرتاح؟ لماذا المطبخ بهذا الوضع الفظيع؟ أي معركة أدرتها في مطبخي؟ لماذا لا أجد شيئاً في مكانه؟ وأين ذهبت زجاجة الزيت؟ وأرضية المطبخ لماذا وصلت الى هذه الدرجة من الاتساخ؟ وتسمح تفهمني :كيف تخرج من البيت والفرن مشتعل؟ " الفرن!. اووووو تذكرت فعلا، نعم وضعت الصينية بداخله فعلا لتأتي وتجدي الطعام ساخناً، وأخرجت الصينية لكنني نسيت إغلاق الفرن.. لم أرد عليها لكنني أصبت بإحباط كبير... لقد حاولت أن أحافظ على نظافة البيت قدر استطاعتي، حاولت أن أساعدها، فكرت أن أفاجئها وادخل السرور على قلبها، قررت أن أريحها ولو ليوم واحد من عناء الوقوف في المطبخ.. لكن يبدو أن النساء لا يرضيهن شئ، تشكو الواحدة منهن إذا لم يساعدها زوجها، وإذا ساعدها تنتقده، وتربكه، وبدلاً من أن تشكره، وتساعده ليتعرف على ما تريده بالضبط فهي تكيل له الاتهامات.. ليت النساء يفهمن أن ما يجعلنا نهرب من مساعدتهن هو أنهن لا يعرفن بالضبط ماذا يردن منا على وجه التحديد، وما هي الطريقة التي نؤدي بها ما يردنه

المصدر: مجلة حواء -ادهم نور
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 620 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,978,829

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز