سارق الأحلام

كتبت :مروة لطفي


 - ترددت كثيراً قبل الإمساك بالقلم وطرح مشكلتى على الورق خاصة أن جميع المشاكل العاطفية التى تنشر فى بابك وتعانى منها نساء .. لكن بعد تفكير طويل وجدت أن اعترافى أمام امرأة لا تعرفنى قد يساعدنى على حل أزمتى .. فأنا رجل فى منتصف العقد الرابع من العمر .. نشأت فى أسرة متواضعة وبعد انتهائى من دراستى الجامعية عملت بإحدى الشركات التجارية وتعرفت من خلالها على إحدى الجميلات، وكانت لديها ابنة وحيدة وتتمنى تزويجها لشاب يقبل العيش معهما فى المنزل، خاصة أنها أفنت عمرها من أجلها منذ ترملها فى عز شبابها .. وقطعاً .. تعتبر هذه الزيجة فرصة لأى شاب مثلى .. وبالفعل .. تزوجتها لأفوز بعروس وشقة دون تحمل أى أعباء مادية .. لأكتشف بعد الزواج أننى أخذت مقلب عمرى .. فزوجتى غيورة جداً فضلاً عن شخصيتها المعدومة أمام والدتها، التى تتدخل فى كل تفاصيل حياتنا، مما دفعنى للتفكير فى تطليقها خلال السنة الأولى من زواجنا لكن حملها لجنين جعلنى أتراجع مقرراً التركيز فى عملى عله يخفف من وطأة معاناتى .. ولأننى «شاطر» فى التجارة فسرعان ما حققت نجاحاً لأستقل بعمل خاص من خلاله استطعت شراء شقة مناسبة وأصررت على الانتقال إليها إلا أن زوجتى رفضت ترك والدتها، فخيرتها بيننا فكان حبها لوالدتها الأقوى لذا تركتها وابنى ليعيشا مع أمها وانتقلت لحياتى الجديدة .. ويوم بعد الآخر تباعدت المسافة بيننا لنصبح زوجين على الورق فقط منذ 3 سنوات، ثم بدأت أبحث عن الحب الذى يعوضنى معاناتى وكلما قابلته وارتبطت بفتاة تقدر آلامى النفسية .. أجد نفسى خائفاً من تكرار الفشل وأبتعد عنها دون مبرر واضح .. ولا أعرف هل يرجع ذلك لعدم إيجادى الحب الحقيقى حتى الآن أم أن تجربتى السابقة وراء فشلى ؟!

 ع.أ - القاهرة الجديدة                                                               

 - قد يقع أى منا فى اختيار خاطئ ينغص معيشته ويشعره بالندم، لكن أن نترك تبعات الندم تؤثر على تصرفاتنا فتلك هى المشكلة .. فقد أخطأت فى البداية عندما تملكك الطمع وأقدمت على زيجة باعتبارها فرصة لأى شاب على حد وصفك .. دون أن تبحث عن مدى ملاءمتها لك .. ثم تماديت فى الخطأ باستخدامك لهجة الإنذارات والخيارات مع زوجتك بدلاً من مناقشة خلافاتكما بموضوعية، بعدها .. حملتها وحدها مسئولية فشل علاقتكما على الرغم من أن نجاح أو فشل أى علاقة مسئولية مشتركة بين الطرفين، وأخيراً .. تبحث عن الحب لتظلم أخريات عن طريق لعب دور الضحية الذى تستعذبه، فما أن تتعاطف معك واحدة وتقبل ظروفك كما سردت حتى تتهرب منها بحجة الخوف من الفشل، ثم تبدأ فى البحث عن ضحية أخرى باسم الحب متناسياً أنك بإرادتك أو رغماً عنك تتلاعب بمشاعر أخريات لتسرق أحلى سنوات عمرهن كما سرقت أحلام زوجتك من قبل ، لذا أدعوك للتفتيش داخل خزانتك النفسية لتتعرف أكثر على عيوبك، ثم تفاضل بينها وبين مزاياك . وحينئذ تفهم نفسك فتستطيع أن تقرر ماذا تريد بالضبط بنظرة أكثر واقعية ، وتذكر أن الحب لا يأتى إليك كما أنك لا تذهب إليه ، لكنكما تلتقيان معاً فى منتصف الطريق، لذا عليك بالبحث عنه أولاً مع زوجتك فإذا فشلت فلتبحثان سوياً عن صيغة توافقية لشكل علاقتكما بما يضمن مصلحة ابنكما، والذى نسيته تماماً وسط مرحلة بحثك عن سعادتك الشخصية، بعدها .. تبدأ خطوات فعلية فى تنفيذ ما تريد، وننتظر تعليقات القراء على تلك المشكلة من خلال بريد المجلة الإلكترونى:

 حواجز أسمنتية

 - أحلم بالمستقبل فلا يأتى ..

 أرضى بوهم الواقع وأحاول جاهدة تكسير الحواجز الأسمنتية التى صنعتها من وحى خيالك أمام علاقتنا .. فأتلقى صدمة عمرى، هذه هى حياتى معك ..

 سدود .. وغيوم .. ووعود لا يكتب لها أبداً أن ترى النور ..

 ورغم إدراكى التام أن التشبث بالأوهام حماقة تعرض صاحبها للضياع، فإننى مازلت متمسكة بحبك .. فجميع طموحاتى تبدأ منك .. وتنتهى بك .. وما عدا ذلك مجرد تفاصيل صغيرة لا يمكن الوقوف أمامها أو حتى التفكير فيها ..

 لذا أصارع بشراسة كل الهواجس الواقعية التى تشير لفشل حكايتنا، مرددة على نفسى قبل الآخرين أن الحب قدر خارج عن نطاق خياراتنا، والزواج نصيب لا نملك سوى الدعاء له . فأرفع يدى للسماء راجية الله - سبحانه وتعالى - أن تكون قسمتى معك «اللهم يا مجيب الدعوات حقق رجائى» .

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 456 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,934,148

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز