الناشطة السياسية اللبنانية رويدا مروة :
الثورات العربية.. ظلمت النساء !
كتبت :سمر الدسوقي
في الوقت الذي تحتفل فيه نساء العالم بيومهن العالمي 8مارس، مازالت بعض الدعاوي تناهض هذا في لبنان، في الوقت الذي تعاني منه اللبنانية ذاتها من انتهاك لحقوقها علي اعتبار أن جرائم التحرش الجنسي والاغتصاب والعنف الزوجي لا يعاقب عليها القانون، هذا بخلاف ما تتعرض له العربية عموماً من تهميش في أعقاب ثورات الربيع العربي ومع الناشطة السياسية رويدا مروة -رئيسة المركز الدولى للتنمية والتدريب وحل النزاعات المتخصص فى رصد فى هذه الانتهاكات وغيرها - نقترب من واقع النساء العربيات
تقول: بدأت الاهتمام بهذا المجال فى سن مبكرة بانضمامى إلى اتحاد العمل النسائى، كما عشت لفترة ليست بقصيرة فى غرب أفريقيا ولبنان، فى بداية اندلاع النزاعات المسلحة، والثورات الشعبية المعروفة، لذا تركز اهتمامى على العمل فى مجال حقوق النساء والأطفال وبالأخص فى أماكن النزاعات، سواء من خلال العمل الأهلى أو كتاباتى النقدية، ومع بداية إطلاقى للمركز حرصت على إطلاق حملة وطنية وعربية لرفض استغلال الطفل والمرأة فى النزاعات المسلحة، وبهذه الصورة استمر نضالى فى دعم حقوق وحريات النساء وتكريس مبدأ المساواة بينهن وبين الرجال كما أكد هذا الدين الإسلامى ونصت عليه فيما بعد الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وعن وضع المرأة العربية حالياً، وخاصة بعد ثورات الربيع العربى تقول: ما زالت النساء يعشن أوضاعاً صعبة وحتى قبل اندلاع هذه الثورات، ففى العراق مثلاً نجد أن المشاركة السياسية للمرأة ضئيلة وتقلدها للمناصب الإدارية العليا محدود، كما أن العاملات فى القطاع الخاص غير مشمولات بقانون الضمان الاجتماعى والتأمينات الاجتماعية، وفى سوريا تبرز مسألة عدم إعطاء المرأة ميراثها كاملا فى حالة لم تنجب ابناً ذكراً رغم مخالفة ذلك للشريعة الإسلامية، وفى لبنان هناك تعدد قوانين الأحوال الشخصية ووجود نصوص مجحفة لها فيما يتعلق بسن الحضانة والطلاق وتجريم الاغتصاب الزوجى والعنف الأسرى، هذا بجانب عدم قدرة المتزوجة من أجنبى على منح جنسيتها لأبنائها.
وتضيف الناشطة مروة: لذا فمازلنا نناضل وننظم الاعتصامات ونقوم بحراك كبير كجمعيات نسائية لبنانية بل ونطلق مبادرات لعلاج وضع المرأة فى لبنان والعالم العربى، خاصة بعد أن ازداد تهميش النساء سياسياً فى أعقاب ثورات الربيع العربى، وهنا على المنظمات المعنية بالمرأة ألا تكتفى بالرصد بل تتحرك وتشارك النساء بالوقفات والاعتصامات أسوة بالهيئات النسائية المغربية التى نظمت وقفة لدعم تمثيل المرأة فى الحكومة الجديدة والبرلمان.
وأكبر تحدِ يواجهك فى ممارستك لدورك هذا ؟
- الصورة النمطية التى يأخذها الرجل عن المرأة من أنها مجرد كائن جميل لا يمكنه أن يفكر !!
«لا للختان».. فى تونس
تسببت بعض الدعاوى الدينية، التى أثارها بعض الدعاة العرب فى تونس مؤخراًَ، بشأن الاهتمام بختان الإناث، فى وقت كانت وما زالت تونس تعد فى طليعة الدول المناهضة لهذا السلوك الغاشم، فى إثارة حفيظة المنظمات النسائية والحقوقية والتى خرجت فى مظاهرات حاشدة لمواجهة هذه الدعوة، فى الوقت الذى حذرت فيه وزارة الصحة من العودة إلى مثل هذه الممارسات الضارة، وعن مواجهة مثل هذه الدعوات السلبية التى تثير العديد من المشكلات بالنسبة لأوضاع الفتاة فى المجتمع العربى، تقول المحامية «رضوى القاضى» الناشطة الحقوقية، لقد كان لمصر جهد واضح فى هذا الشأن من خلال المجالس المعنية بشئون الطفل والتى قامت بحملات واسعة النطاق أسفرت عن تجريم هذه العادة، رغم ما يدعمها من عادات وتقاليد بالية، وبالتالى فعلى الرغم مما يتم التوقيع عليه من معاهدات دولية تجرم هذه العادة من قبل الدول علينا وأن نسعى لاستصدار قوانين رادعة داخل كل دولة على حدة لمعاقبة ممارس هذا الفعل مع حرص من لديها هذه القوانين على التشدد فى تطبيقها
ساحة النقاش