يانساءنا العزيزات .. افهمونا

كتب :أدهم نور

 كنت وزوجتي في طريقنا لزيارة أصدقاء لنا، البيت في منطقة جديدة انتقلوا إليها. من البداية نصحت زوجتي أن تنتهي من ارتداء ملابسها في وقت مناسب، لأن الطريق جديد على ولا أحب أن أصل بعد موعدي

 وكالعادة ذهبت نصائحي أدراج الرياح، انتهيت أنا من كل شيء وصرت مستعدا للخروج بينما زوجتي مازالت تنتقي ملابسها. لا أحب هذه العادة في النساء، لماذا دائما يخرجن دولاب الملابس كله عندما تستعد الواحدة منهن للخروج؟ وبعد استعراض كافة الأثواب يتم اختيار الثوب الأول! حاولت كظم غيظي فلابد أنني تعودت مثل هذه التصرفات على مدى سنين زواجنا، وطبعا اختيار الثوب يستتبع جولة أخرى في الأدراج للبحث عن مكملات أناقة تناسبه، ثم جولة أخرى بين العلب الملونة لمساحيق تجميل، وأخيرا نهاية الجولة بتصفيفة شعر مناسبة، أخيرا تم صدور الفرمان العثماني بالإفراج وسنغادر البيت. طبعا كنت متوترا بعض الشيء لأنني لا أعرف الطريق جيدا رغم أن صديقي قد وصفه لي بشكل جيد ، إلا أنني كأي رجل - وهذا ما لا تفهمه النساء للأسف- يضايقنا بشدة أن نشعر بأننا لا نعرف الطريق حتى لو كان الأمر يتعلق بطريق لبيت أحد الأصدقاء. المهم ركبنا السيارة وتوجهنا إلى حيث وصف لي صديقي، للأسف المدن الجديدة شوارعها عجيبة ومتشابهة ولا تجد فيها لافتات تعينك، لذلك بدأت بالارتباك قليلا لكنني حاولت ان اكتم ضيقي الا ان زوجتي كعادتها لم تهدأ، بدأت تشعر بالقلق لكنها لم تكتمه، " ادهم .. أنت تهت كده"، "ادهم.. هتصل لك بأشرف تسأله" ، "ادهم كده هنتاخر"، بدأت أضيق منها فأنا في محنة لأنني تائه، وهي لا ترحمني، وأخيرا كان اقتراحها الذكي"ادهم فيه هنا محل انزل اسأل فيه" هنا انفجر غيظي، وعلا صوتي،" إيه؟ مافيش صبر؟ وليه أسال إذا كانت الوصفة مضبوطة؟" فردت:" ما أنت مش عارف توصل وتوهتنا". المهم انتهى الأمر بأن أقسمت أن نعود إلى البيت، ولن نكمل، وبالفعل عدنا وأنا كلي غيظ وأصبحنا متخاصمين.

 للأسف النساء لا يفهمن كيف يعاملن الرجل في مثل هذه الأمور، الرجل يجد نفسه في قلق لا يوصف عندما يضل الطريق، وبطبيعته الرجولية يكره أن يسأل أحدا عن الطريق، فهو يعز عليه أن يسال لأنه يحب أن يصل لأموره بنفسه خاصة لو كانت زوجته معه، انه لا يحب أن يظهر فاشلا أمامها، هذا ما يحسه الرجال، أتمنى أن تفهمنا المرأة وتفهم أنه عندما يضل زوجها الطريق فلا تضايقه ولا تنصحه أن يسأل.. فقط تسكت وإذا قال إنه ضل تقول له " لا عليك الطريق جديد وهذا أمر عادي ومن خطط الشوارع هنا غير دقيق، صدقوني لو فعلت هذا سيفعل كل ما في وسعه ليصل، بل قد يذهب من نفسه ويسأل من يعرف. أرجوكن افهمونا

المصدر: مجلة حواء -أدهم نور
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 491 مشاهدة
نشرت فى 2 مارس 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,794,941

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز