يا بخت المطلقات ويـا خيبة العوانس!

كتبت :مروة لطفي

أنت العزيزة.. أعترف أنني أعجبت بك لأبعد مدي، شيء ما في شخصيتك جذبني إليك ربما طفولتك طموحك، أحلام الزواج الوردية التي لا تزال تداعب خيالك رغم اقترابك من العقد الرابع من العمر.. أو مزيج من كل هذه الأشياء، لا أعرف بالضبط.. لكنني رجل أنهكته تجارب العمر لتحرمه من نعمة الأوهام العاطفية.. فلا أستطيع أن أظلمك أو أظلم نفسي معك.. فأحلامك الزوجية تفوق طاقتي النفسية حتي أنني عجزت عن مسايرتك فيها.. الأمر الذي دفعني للتخلي عن مشاعري تجاهك، لأبحث عن امرأة خاضت تجربة زواج سابقة.. فتعلمت منها خبايا التعامل مع رجل مثلي.. ولهذا أعلمك بصراحة «آسف لن أتزوجك»

 هذه الرسالة تلقتها إحدى صديقاتى من الرجل الذى أسكنته قلبها وحلمت بالزواج منه، فطعنها بخنجر الفراق بحجة أنها لا تزال آنسة، وعن حكايتها تقول: تعرفت عليه عن طريق إحدى صديقاتى.. فهو يبلغ من العمر 45عاما ويبحث عن زوجة بعد فشله فى تجربة سابقة أسفرت عن طفل يعيش مع مطلقته.. وقد قامت صديقتى بترتيب لقاء بيننا، حيث أصغره بخمسة أعوام ولم أحظ بزوج حتى الآن.. وفى أحد النوادى الكبيرة تم اللقاء والذى أسفر عن انجذاب كل منا للآخر؛ لتبدأ قصتنا معاً.. فكثيراً ما حدثنى عن مشاكله مع زوجته السابقة وما نجم عنها من فتور فى علاقته بابنه.. وقد حاولت كثيراً التقريب بينه وبين صغيره، فضلاً عن موافقتى على إقامته معنا بعد الزواج حيث كانت تهدده مطلقته، فهل قدر تمسكى به؟! لقد أنهى علاقتنا بحجة أننى مازلت آنسة ويخاف علىّ من سخافات مطلقته، لذا فضل الزواج من مطلقة، لديها أبناء حتى يتحمل كل منهما مشاكل الطرف الآخر.

 علاقة سابقة


 دعاء -38سنة -هى الأخرى تعانى من رفض الرجال للاقتران بها تقول: ما إن تخطيت سن الـ35 حتى أقلع العرسان عن دق بابى، فبعضهم يرانى معقدة، والآخر يؤكد على وجود علاقة سابقة فى حياتى منعتنى من الزواج.. ويتفق الكل على تفضيل المطلقة أو الأرملة ولا أعرف السبب !!

 أما سهام -35سنة- فلها حكاية أغرب من الخيال تقول: عندما وصلت إلى سن 33 خشيت على نفسى من رفض الرجال، لذا قبلت الزواج من شخص غير مناسب وكنت على يقين من فشل تجربتى قبل خوضها، لكننى أسرعت لإتمامها؛ حتى أحمل لقب مطلقة قبل سن 35 فأجد من يرضى بالزواج منى وقد كان؛ حيث يقف العرسان على بابى وأبحث حالياً عن أفضلهم.

 للرجال دوافعهم

 - وإذا كانت المطلقات والأرامل أوفر حظاً من العوانس فى الزواج.. فلماذا يفضلهن الرجال ؟! .. وهل للمجتمع دور فى ذلك التفضيل؟!

 يقول طارق عيد - محاسب قانونى -45سنة: بعد خوضى تجربة زواج فاشلة خرجت منها دون أبناء .. فكرت مجدداً فى الزواج.. ولأننى لا أزال فى سن مناسبة فكثير من الأقارب والأصدقاء رشحوا لى آنسات فى منتصف الثلاثين.. وكنت كلما جلست مع إحداهن أجد داخلها أمنيات ورغبات غير واقعية عن الحياة الزوجية، فضلاً عن وضعهن لقائمة من الشروط اللانهائية بدءاً من المهر والشبكة وانتهاء بحفل الزفاف، ورغم أننى ميسور ماديا فإن نفسيتى غير مؤهلة لخوض تجربة الزواج من فتاة ليست لها أى خبرة، لذا فضلت الارتباط بمطلقة حتى نضمد جراح بعضنا دون أن يرهق أحدنا الآخر..

 ويؤكد محمد العابد -50سنة - أن الزواج من مطلقة أو أرملة يصبح ضرورة للرجل الذى تعدى سن الخمسين ويرجع ذلك إلى نظرتها الواقعية للحياة الزوجية مع رغبتها فى إنجاح العلاقة مهما كان الثمن.. على عكس الآنسة التى فاتها قطار الزواج.. فعادة ما تكون اعتادت على الوحدة، فضلاً عن اعتزازها بذاتها واعتمادها التام على نفسها، ومن ثم يصبح الزواج بالنسبة لها مجرد تكملة للديكور الاجتماعى الذى يمليه عليها المجتمع وليست رغبة حقيقية منها، وإلا ما الذى منعها منه على مدى سنوات شبابها ؟!.

 أما حازم عبدالله -47سنة- فيرى أن العانس يكون بها عيب فى الغالب، فإذا لم يكن راجعا لمظهرها الخارجى، فقطعاً سببه طموحها العملى الذى لا يتحمله الرجال، وإذا لم يكن هذا أو ذاك فمن المؤكد أن هناك عيباً بشخصيتها سوف يظهر بعد الزواج؛ ليحيل حياة الرجل إلى جحيم. لهذا نفضل نحن الرجال عروسا سبق لها الزواج حتى لو كان أحدنا لم يتزوج من قبل!!.

 عقلاء ولكن..


منذ سنوات مضت رصد الكاتب المتميز فيصل ندا المشاكل الزوجية من خلال مسلسله الشهير «تزوج وابتسم للحياة».. فتُرى من هى العروس المناسبة للرجل بعد سن الـ35 من وجهه نظره ؟!

 - يضحك فيصل ندا قائلاً: عندما يفكر الرجل فى الزواج فى هذه السن يبحث عن فتاة بكر صغيرة تعيد له شبابه، لكن فى الحالات القليلة التى ينتمى فيها الرجال لفئة العقلاء.. تكون الفتاة الصغيرة غير مناسبة لهم، لذا يختارون من تناسبهم فى العمر بشرط أن تكون مطلقة أو أرملة حتى تعرف الحياة بحلوها ومرها فضلاِ عن اعتيادها على المشاكل الزوجية، ومن ثم تحاول تجنبها حتى لا تتعرض للفشل ثانية، فالمرأة المطلقة مكسورة من وجهة نظرنا كرجال لذا نبحث عنها إذا تقدم بنا العمر بينما نرفض الارتباط بعانس؛ خوفاً من عدم تأقلمها على الحياة الزوجية بعد سنوات طويلة من الانطلاق دون قيد، بالإضافة إلى اعتيادها على ندب حظها لعدم زواجها مثل باقى النساء، فيصبح الارتباط بها وبالاً على الرجل الباحث عن الاستقرار.

 الخبرة الحياتية

 ويعلق الدكتور على مختار- استشارى الطب النفسى ومدير مركز الاستشارات النفسية بالجامعة الأمريكية- قائلاً: لا شك أن الرجل يكتمل نضجه عند دخوله سن الأربعين مما ينعكس على أولوياته الحياتية ليصبح العمل قضيته المحورية.. فإذا لم يكن متزوجا سعى لتكوين أسرة تكمل صورته الاجتماعية وتساعده على الاستقرار المهنى..

 من هنا تصبح أفضليته الاختيار للمرأة التى سبق لها الزواج، ويرجع ذلك إلى قدرتها على التأقلم معه سريعاً نتيجة خبرتها الحياتية السابقة، كما أن قدرتها على الإنجاب من عدمه تكون معروفة مقدماً مما يساعد على إنجاح العلاقة فضلاً عن فرصة نجاح علاقتهما الحميمية بشكل أفضل؛ نظراً لتجربتها الزوجية السابقة، على عكس الآنسة التى فاتها قطار الزواج فتكون مفتقدة الخبرة الحياتية اللازمة ومن ثم تختلف نظرتها للحياة الزوجية عما تمليه الظروف الواقعية، لهذا لا يقدم كثير من الرجال عليها.

 وتتفق د. شادية قناوى -أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس- مع الرأى السابق وتضيف أنه: كلما كبر الإنسان فى السن صعب عليه تغيير نمط حياته.. من هذا المنطلق يفضل الرجال المطلقة أو الأرملة بعد سن الـ40، ويرجع ذلك لاعتيادها على التأقلم مع الطرف الآخر.. كذلك تلعب نظرة المجتمع دوراً رئيسياً فى تدعيم هذه الفكرة.. لذلك نحتاج لتصحيح المفاهيم حتى لا تظلم فئة بسبب عادات اجتماعية بالية

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3029 مشاهدة
نشرت فى 2 مارس 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,922,929

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز