الناشطة السورية مزن مرشد:نعيش تحت الحصار !
كتبت :سمر الدسوقي
من أجلهن أقيمت جمعة خاصة عرفت بـ«جمعة الحرائر»، إنهن نساء سوريا اللاتي وقفن كغيرهن من النساء العربيات بعزة وشموخ ليشاركن في رسم تاريخ وطنهن، سواء من خلال الصفوف الأمامية للمظاهرات والمسيرات التي تشهدها مدن وقري سوريا حتي الأن، أو من خلال التضحية بفلذات أكبادهن وذويهن في هذه الثورة، حتي وصل عدد الناشطات المعتقلات منهن حتي الأن لأكثر من عشرين سجينة سياسية، فكان نصيبهن من القتل والجرح والاعتقال لا يقل بأي حال من الأحوال عن الرجال، ومن داخل الشام ودعماً لهؤلاء النسوة حاولنا الاقتراب من الإعلامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان والمرأة «مزن مرشد» محاولين التعرف علي وضع سوريا ونسائها اليوم، وما هو مأمول لسوريا الغد
بداية تؤكد عن اهتمامها بدعم حقوق الإنسان والمرأة على حد سواء: كنت دائما أؤمن بضرورة المساهمة الفعّالة لكل فرد من أفراد المجتمع فى الوصول ببلده لصورة مشرقة من الحياة المدنية التى تراعى فيها حقوق الأقليات والمواطنة وبالأخص حقوق المرأة والطفل، فتطوعت كناشطة سياسية فى لجان الدفاع عن حقوق الإنسان فى سوريا، وكنت أحد فريق نشطاء مناهضة العولمة فى سورية، وعلى الصعيد الشخصى كنت مدافعة عن حقوق المرأة والطفل بل وتدربت ودافعت عن الكثير من قضايا الجندر ونصوص اتفاقيات حقوقق الطفل والإنسان، ومن خلال عملى كإعلامية كان يشغلنى وضع النساء المهمشات واللاتى استطعن التغلب على ظروفهن الصعبة والنهوض بأنفسهن وأسرهن فكن محور لبرنامجى «ضوء فى أخر النفق» لأبرز ما عانين من فقر واحتياج واضطهاد وكيف نجحن فى قهر كل هذا والنجاح فى حياتهن، ونفس الأمر قمت به من خلال برنامج «حكاية أم» والذى رصدت من خلاله قصص النساء الوحيدات اللاتى طلقن أو هجرن أو تركهن أزواجهن وأصبحن العائل الوحيد لأسرهن، فقد كان يشغلنى بناء جيل يحترم النساء ويقدر ما تقدمه المرأة من جهد وتضحية.
وعلى ذكر الجهد والتضحية .. ماذا عن واقع مشاركة المرأة فى الثورة السورية الحالية ؟
- المرأة السورية كغيرها من النساء - وفقاً لرأيى الشخصى - هى دائماً من يدفع الثمن الأكبر وخاصة أيام النزاعات والثورات وعدم الاستقرار لأنها تتحمل العبء مضاعفاً، فهى هنا إما مشاركة بشكل شخصى ومباشر، أو بشكل غير مباشر سواء من خلال دعم المصابين أو العائلات المنكوبة، ويخطئ من يعتقد بأنها يمكن أن تكون شخصاً محايداً فالواقع اليوم لا يفرق بين رجل وامرأة، ونظراً لخصوصية الوضع فى سوريا فالمرأة هى المتضرر الأول سواء كانت أماً أو زوجة أو بنتاً، فهى بجانب ما تدفعه من ثمن غال كمذيعة تعيش فى أوضاع صعبة من جراء هذه الظروف، هى وأسرتها وأبناؤها.
وعلى ذكر هذا الوضع هل يمكن أن تحدثينا قليلا عن طبيعة الحياة فى سوريا حالياً وما تواجهنه من صعوبات فى ظل الظروف الراهنة ؟
- نحن نعيش فى أزمة حقيقية بكل شىء، ابتداء بالثقة وانتهاء بضرورات الحياة، فنعانى من انقسام حاد فى الشارع السورى ومن غلاء أسعار غير معقول وغير مسبوق، وأزمات ليس أقلها فقدان مواد الطاقة اللازمة للتدفئة وليوميات الحياة، هذا بجانب الانقطاع شبه المتواصل فى التيار الكهربائى وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب الكثير منها، إضافة إلى أزمة الأمن فى الشارع بحيث بتنا نخاف أن نخرج من بيوتنا فقد لا نعود، فكلنا فى دائرة الخطر، أى كانت انتماءاتنا سواء كنا مؤيدين أو معارضين، فنحن تحت الحصار، وليس هناك أى حسابات ضامنة لأى شىء فالكل مستهدف والكل فى دائرة التساؤل.
ومن خلال ما تدفعه الثائرة السورية من دم وجهد وتضحيات فى هذه الثورة، كيف ترين المستقبل؟
- فى الحقيقة لست متفائلة على الإطلاق وأخشى ماأخشاه أن نخسر بلدنا بين ليلة وضحاها، وهنا تكمن الطاقة الكبرى، فأعتقد أن الأمور ستبقى كما هى ولفترة طويلة
ساحة النقاش