مظاهرة فى عيد الأم
كتب :أدهم نور
لم أندهش عندما وجدت أيمن ومصطفى وأحمد جيراني مع أبنائهم في نفس المتجر الذي اشتهر بتقديم أحلى هدايا عيد الأم. فقد كان كل منهم يبحث مع الصغار عن هدية مناسبة يقدمونها لست الحبايب في عيدها >>
وبعد انتهاء الجولة، جلسنا معًا على مقهى صغير في المول وتركنا الصغار في مدينة الألعاب يمرحون بعدما "نفضوا جيوبنا" لاختيار أجمل هدية! وكان الحوار الذي دار بيننا مضحكًا جدًا، عندما استرجعه الآن أضحك أكثر.. فعلا لقد اكتشفنا أننا معشر الرجال مظلومون بحق، فالرجل منا يروح ويتعب ويشقى ويتحمل، وفي النهاية يذهب مع صغاره لاختيار هدية، ولابد ألا يكون بخيلا، وإلا اعتبره الصغار لا يحب ملكة قلوبهم، أو قد يتصورون أنه يتعمد إحراجهم معها! وبعد ذلك تذهب الهدية إلى ست الكل لتشكرهم هم عليها.. أي قدر هذا نلاقيه؟؟
يعني نروح ونتعب ونصرف ثم يتم تقديم الهدية لها وينسحب الشكر عليهم!
لكن فعلا لا يضيع حق عند الله، ففد كنا نحتفل في عيد الأم ولا نتذكر الأب بهدية.. الآن جاء الدور علينا، لكننا لن نسكت كما سكت آباؤنا أبدًا.
ففي جلستنا التي رويت لكم عنها باح كل منا بمشاعره، واكتشفنا أننا نشعر بالقهر حقًا، لماذا لا يلتفت لنا أحد؟ وهل الأم أصبحت أمًا إلا بوجود الأب؟ وهل الصغير يكبر إلا برعاية والده؟ وهل الهدايا يتم شراؤها إلا من جيبه؟ رفقًا بالرجال يا عالم المرأة.. وقتها يبدو أننا شعرنا بحقد رغم أن كل منا يحب زوجته جدًا، لكننا بشر يا إخواننا ومن حقنا نشعر بحب الآخرين وتقديرهم لعطائنا.. وقررنا وقتها أن نقوم بمظاهرة يوم 21 مارس تنطلق من أمام احد مستشفيات الولادة الكبرى المشهورة نطالب بحق الشهيد.. نعم الشهيد، فكل أب هو شهيد طالما ينفق عمره ومشاعره ولا يتم الالتفات إليه ولو بعيد صغير مساواة بالأم..
في عيد الأم، كل منا يحضر هدية لأمه ولحماته ولزوجته ويصطحب صغاره يشتري لهم ما اختاروه من هدايا لأمهم.. ألا نستحق نحن أيضا أمام كل هذا أن نفرح؟ أليس من حق الرجل أن يفرح؟ أم أنه مخلوق فقط للعطاء؟ انتظرونا فقد نصمم فعلا على فكرتنا المجنونة في القيام بالمظاهرة
ساحة النقاش