بشهادة الرجال: امرأة هذا العصر
قوية..مسترجلة..مرعبة
كتبت :سمر الدسوقي
وسط ضجيج الاحتفالات بمارس شهر المرأة الذى تعيش فيه أبهي انتصاراتها بقهر الظلم والاستعباد، لابد وأن تتملك المرأة الحيرة بل والتعجب، حين تجد الرجال يرونها في ما نجحت فى حصده من حقوق ومكتسبات علي مدى العصور الغابرة، سياجا أحاطت بصورتها كأنثي رقيقة وجميلة وهادئة، ليحولها إلى شخصية أخرى يصل البعض في وصفهم لها بالمرعبة، وحتي نقترب أكثر من هذه النظرة المريرة .. دعونا نستمع لشهادات آدم حول حواء .. فى شهر عيدها
فى البداية يقول عمرو يوسف - مهندس كمبيوتر-، للأسف ما حصلت عليه المرأة من حقوق فى العمل على وجه التحديد، من حيث القدرة على العمل فى المجالات كافة إلى السفر للخارج، فالترقى لأعلى الدرجات، كذلك الحصول على أفضل الدرجات العلمية، حولها لشخصية شديدة القوة بل والعناد، لاتهتم بالرجل ولا تشعر بدوره فى حياتها، فهى بقوتها قادرة على حماية نفسها وبعملها قادرة على إعالة نفسها، أما الرجل فهو البرواز الذى تكمل به الشكل الاجتماعى لا أكثر ولا أقل، ولذا فقد أصبحنا كرجال ننحنى للأنثى الهادئة والمطيعة بل والحنونة، وهنا فأغلب الرجال الآن يرتبطون بزوجات لا يعملن أو لا يفضلن العمل أو بمجرد انتهائهن من الدراسة، حتى لا تنتقل إليهن عدوى هذه الأفكار!!
الصوت المنخفض وللأسف فـ أدهم عبد الحكيم- محامى شاب- له نفس الأفكار حيث يقول:
معظم الفتيات الآن «مسترجلات»، فقليلاًً ما تجد فتاة تتحدث بصوت منخفض، أو تخجل كما كان فى الماضى، أو تذهب للعمل أو الدراسة وهى ترتدى ملابس أنثوية، فمعظمهن الآن يرتدين الجينز ولا يتورعن عن تبادل النقاش والحوار بصوت مرتفع أو مقاطعة من أمامهن فى الحوار، بحجمة أنهن أكثر خبرة، كما أن طبيعة الحياة التى يعشنها ولهثهن الدائم وراء التعليم لدرجات عليا، والعمل حتى الوصول لمناصب متميزة، جعل شخصيتهن أكثر قوة وتحديا، بل وندية للرجل، وأكثر شىء يكرهه الرجل فى المرأة هو أن تصبح نده فى كل شىء، فالمرأة لابد وأن تشعر بأنها تحتاجه وتحتاج لحمايته وحبه وإلا نفر منها لأنها لا تشعره بكيانه!!
فتاة عقلانية
ولدى هشام وهبة -مترجم -، تجربة أخرى مع الفتيات تعد أكثر صعوبة، وكما يقول:
حاولت لأكثر من مرة أن أرتبط، ولكننى التقيت بفتيات كثيرات كن يجعلني أنفر من الفكرة بمجرد الجلوس معهن، ففتاة اليوم أصبحت عقلانية أكثر مما هو مطلوب، تحسب كل شىء بالورقة والقلم، تضع طموحاتها قبل أى شىء فى حياتها، فهى لابد وأن تنجح وتعمل وتترقى، ويرتفع دخلها المادى، حتى وإن جاء هذا على حساب أسرتها، كما أن معظمهن يضعن الزواج والأسرة فى المرتبة الثانية من اهتماماتهن الشخصية، فنساء اليوم مقارنة بأمهاتهن تحولن لشخصيات مرعبة وصعبة، بل وشديدة التعقيد، فالرجل يرغب بالمرأة المحبة العطوفة والتى تجزل من العطاء له ولأسرتها، قبل أن تفكر فى مصلحتها الشخصية.
فرض السيطرة
وأخيراً يؤكد آسر عبد الوهاب - محاسب وغير متزوج- أن نساء اليوم يصبن الرجال بصدمة حقيقية، فقد أصبحن أكثر اقتراباً منه فى الشخصية، أو بمعنى أوضح «مسترجلات» ومتوحشات، فكل منهن صاحبة قرار نفسها، لا تسمع فى العادة إلا صوتها، وحين تتناقش فى أى موضوع تجد صوتها أعلى من صوت الرجل، بل وفى بعض الأحيان تميل للعنف أثناء الحوار، فالتعليم والعمل والسفر والنزهات، بل والاستقلال المادى، منحهن قوة أكبر وقدرة على التحكم بصورة أكبر، كما انطبع هذا على الشكل الخارجى لمعظمهن، حيث بتن يرتدين ملابس أكثر عملية حتى تناسب سوق العمل وتساعدهن على الحركة، كما أن معظمهن لضيق الوقت أصبحن لا يهتممن بمظهرهن الخارجى، وكل هذا أفقد المرأة الكثير من رونقها وروحها الجميلة.
عيوب تربية
وبعد نقل هذه الشهادات إلى د عادل المدنى -أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر-، فيقول عنها:
مازال الرجل مهما تقدم ومهما عاش من تجارب أو اكتسب من خبرات بل وحصل على مراكز مرموقة فى عمله، يبحث عن النصف الثانى الذى يكمله، وهذا النصف وفقاً لتربيته من الناحية النفسية ليس النصف الذى يشابهه أو حتى يقترب منه، ولكنه النصف الأضعف الذى يجعله يشعر برجولته وكيانه وكما تربى ونشأ هنا يبدو فى الصوت المنخفض والمظهر الرقيق والناعم، وقلة الخبرة والاعتماد الزائد عليه، وهو ما يدفع للأسف ببعض الفتيات لادعاء هذه المقومات حتى يفزن بالرجل، فى حين تكون حقيقتهن غير ذلك، أما النصف الذى يبادله الرأى والنقاش ويتقاسم معه الحياة كنصف مكمل له، فهو فى الغالب مرفوض عنده، لأنه لم يترب على هذا ولم يعش هذا فى منزله، ومن هنا نجد أن معظم الشباب يبحثون عند الارتباط بالنموذج الذى يضاهى أو يشبه الأم، نموذج المرأة التى لا تعمل، أو حتى تعمل بدون طموح، ويكون اهتمامها الأول والأخير أسرتها، وهذا شىء طبيعى، ولكن الرجل لايستوعب فكرة عدم تأثير ذلك على اهتماماتها العملية.
وعن العلاج لهذه الرؤية يضيف: المرأة الذكية هى التى تجد الوسيلة لإقناع الرجل أنها مهما كانت لها حياتها الخاصة وطموحاتها واهتماماتها، فهذا لاينفى أنه الشخص رقم واحد فى حياتها، وعائلتها ستكون كذلك، كما أن عليها - وهو أمر متعارف عليه ونحتاجه جميعاً إنسانياً- أن تشعره بأنها دائماً تحتاج لدعمه ومساعدته ورعايته، وهو أمر طبيعى،فالمرأة ككائن مهما خرجت وعملت وكافحت، لابد وأن تجد بجوارها من يساندها ويدعمها، ولذا فما عليها فقط سوى أن تدعم هذا الشعور لديه.
المجتمع الذكوري
وهو نفس ما تؤكد عليه د. زينب شاهين - خبيرة علم الاجتماع والتنمية - قائلة:
المشكلة فى الرجل أنه منذ نعومة أظافره، نشأ وتربى على أن الأنثى كائن يأتى ترتيبه فى المرتبة الثانية بعده، فهى أحياناً ما تأكل بعده، ويختار هو التعليم والسفر والعمل، بينما تفضل لها الأسرة المكوث بالمنزل والزواج، وكثيراً ما تحرم من حقوق كثيرة داخل المنزل من حيث النقاش وتبادل الآراء واتخاذ القرار، بحكم أن هذا من سمات ومهام الرجل، ولكن مع التطور الحالى بالمجتمع بدأت تظهر نماذج أخرى، أكثر قدرة على القيادة والحديث وإدارة دفة الأمور واتخاذ القرارات وهذا للأسف غير مرغوب بالنسبة للرجل لأنه لم يعتده ولم ينشأ عليه، وحتى وإن ادعى الرجل تقبله من زميلة أو صديقة، فقد لا يفكر فى الارتباط بها، وبالتالى فالمشكلة ليست فى المرأة، فهى كائن يباشر حقوقه فى الحياة وليست قوية أو مرعبة كما يشير البعض، فالخطأ هنا من الرجل ونظرته وبالتالى فالتعامل معه يستدعى نوعاً من التواصل الخاص من المرأة، بحيث تشعره أنها إنسان فى البداية والنهاية وأن ما حصلت عليه من حقوق لم يغيرها، فإذا نجحت فى هذا كانت له النصف الآخر الذى يكمله، وليس النصف الذى ينفر منه
ساحة النقاش