رئيس جمعية الصم والبكم:
أطالب بمجلس أعلى ل ذوى الإعاقة
كتبت : ايمان الدربي
بداية يؤكد د.تامر بهاء الدين رئيس جمعية الصم والبكم أن فوزه بجائزة الأميرة هيا بنت الحسين كان العامل الرئيسى وراءه تجربتى فى محو أمية الصم من خلال إنشائى جمعية أهلية تطالب بحقوقهم وإنماء قدراتهم العقلية والذهنية والبدنية، حيث تبلغ نسبة الأمية بينهم 99%.
واعتبر الجائزة مكافأة لرحلة التحدى التى خضتها طوال حياتى وما واجهته فيها من صعاب، فالمشوار كان طويلاً ومر بعقلى أثناء لحظات تسلمى الجائزة جميع محطاته من إحباطات وعقبات ومشكلات، وأهدى هذه الجائزة للصم والبكم فى مصر والعالم.
كيف تحديت إعاقتك ولم تمثل عائقاً أمام تفوقك فى الحياة؟
- لم أولد معاقا وكنت أخا لشقيقين توأمين، وعرفت الإعاقة بعد أن تناولت دواء خطأ أفقدنى السمع فى صغرى لألتحق بمعهد إمبابة للصم والبكم، الذى واجهت فيه صعوبة فى التعلم نتيجة لعدم إجادتى لغة الإشارة، لأنضم لإحدى مدارس ضعاف السمع لأواجه أيضاً مشكلة فى مجاراة زملائى لفقدى حاسة السمع بشكل كامل.
وأتذكر أننى عدت إلى منزلى ذات يوم باكيا، حزنا لرغبتى فى التعلم وهنا كان لأمى دور عظيم، حيث أصرت على استكمال تعلمى القراءة والكتابة، وساعدنى أبى وشقيقاى لإيمانهم بقدراتى لأبدأ فى تحصيل المواد الدراسية، وأحصل على الاعدادية آخر المراحل الدراسية للصم، عملت كنجار وبقىت بداخلى رغبة قوية فى إكمال الدراسة والالتحاق بكلية الفنون التطبيقية .
وكيف إذن تحقق حلمك بالالتحاق بالجامعة؟!
- بذلت أمى الكثير فى سبيل تحقيق تلك الأمنية، فقد ذهبت لإحدى المدارس الثانوية الصناعية، وعانت كثيرا لإقناع مدير الإدارة التعليمية لإلحاقى بالقسم الثانوى بنظام المنازل لتبدأ أولى خطوات تحقيق الحلم، بالتحاقى بمدرسة «الأقباط الثانوية الصناعية» لأجتاز المرحلة الثانوية متفوقا محتلاً المركز الأول على مستوى المدرسة، والثالث على الجمهورية لأبدل وظيفتى وأعمل كرسام فنى هندسى بإحدى الشركات.
وألحقنى مكتب التنسيق بكلية التربية جامعة حلوان ليرفض الكشف الطبى التحاقى بالكلية وطلبت نقلى إلى الفنون التطبيقية، لأنتظم كطالب بقسم التصميم الداخلى.
وماذا عن الصعوبات التى واجهتك فى رحلتك الجامعية؟!
- كانت أيامى الأولى فى الجامعة صعبة للغاية لصعوبة تواصلى مع من حولى، وتعامل الأساتذة معى معاملة خاصة، فقد كنت أنتقل ما بين المعامل وأكتب المحاضرات وأتواصل مع زملائى فى السنوات الأعلى لأحصل على شهادتى الجامعية بتقدير جيد جداً، حاصلا على المركز الثانى على القسم لأتحول للعمل كمهندس تصميم فى ذات الشركة التى عملت بها كرسام.
من خلال رحلتك ما أكثر المشكلات التى يواجهها شخص معاق؟
- المشكلات كثيرة لكن أبرزها هو العمل على دمج المعاق بين الأسوياء، وأطالب بمكتب تنسيق خاص للأطفال المعاقين، يحدد نسبة إعاقتهم ليتم دمجهم وفق هذه النسبة فى المدارس الطبيعية، وتقديم الدعم الطبى والمادى لمساعدتهم فى شراء الأدوات الطبية المساعدة، كالسماعات وتعليمهم لغة الإشارة، وإعطائهم جلسات تخاطب حتى يستطيعوا أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعى بين الأسوياء.
من أجل هذا أسست جمعيتك للصم والبكم؟
- نعم لأجل هذا كله والأهم منه هو محو أميتهم، فالأمية تضيع فرصة المعاق فى التمتع بحقوقه كاملة السياسية والاجتماعية، ليتعذر عليه الانخراط فى المجتمع والوظائف أو حتى طلب المساعدة القانونية، وأحاول من خلال الجمعية الاهتمام بمصالح هذه الفئة والارتقاء بمستواهم الثقافى والتعليمى ومهاراتهم الفنية والرياضية.
وهنا أرى ضرورة إنشاء مجلس أعلى لذوى الإعاقة يعمل على رعاية مصالحهم ومساعدتهم ويسعى أيضاً إلى تفعيل قانون المعاقين الذى يبدو مجمدا، فالمعاق الذى يفقد أهله تُغتصب حقوقه ويتعرض لمشكلات لا حصر لها.
ما أهم إنجازات الجمعية ؟
- وضعنا قاموسا خاصة بالإشارة، مصرى خالص يربط ما بين الإشارة بالصورة والحروف الأبجدية، وأتمنى أن أنجح فى إنشاء قسم لضعاف السمع فى الجامعة، يكون نواة لتأسيس جامعة مصرية للصم، ونسعى إلى تدريب المعلمين على لغة الإشارة ليتواصلوا بشكل جيد مع ذوى الاحتياجات الخاصة وأن تراعى حقوق المعاقين فى الدستور المقبل.
ومن الأمور التى تحرج الصم والبكم ونسعى لتعديلها مسألة المعين القضائى الذى يطلب عند عمل توكيل بالشهر العقارى وهو نفس الإجراء المتبع مع المجنون والمسجون وفى هذا إهانة ونقترح أن يصطحب الأصم مترجم إشارة يتواصل مع موظف الشهر العقارى حفظا لماء وجه الأصم .
ساحة النقاش