صلة الرحم.. وتكنولوچيا العصر
كتب : محمد الشريف
د.محمد ابو ليلة
منذ بزوغ فجر التاريخ الإسلامي، والمسلمون يتساءلون في أمور دينهم ودنياهم، وانطلاقاً من قوله تعالي «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.. نتوجه أسبوعياً إلي علمائنا الاجلاء ليقدموا لنا الإجابة
أوصى بها الإسلام، وعدها سبباً من أسباب دخول الجنة وزيادة الرزق ، ألا وهى «صلة الرحم»، إلا أنه بعد التطور التنكولوجى الذى يشهده العالم من وسائل اتصال حديثة جعلته «قرية صغيرة» تواصل فيها القاصى بالدانى، أصبح الأقارب لا يتزاورون فيما بينهم واكتفوا بالتواصل بهذه الوسائل، فهل تغنى صلة الرحم برسائل الموبايل وقنوات الاتصال عبر الإنترنت باختلاف أشكالها عن التزاور وحميمية اللقاء، وما سبل تقوية هذه الفريضة فى ظل الظروف العصرية الحديثة التى اقتحمت حياتنا؟
سؤال طرحته «حواء» على أهل الدين للإجابة على سؤال قارئتها حنان عيد - مهندسة إلكترونيات
بداية يؤكد د.محمد أبو ليلة - أستاذ علم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر -: ان صلة الأرحام من تمام الإيمان بالله تعالى فقد جاء فى البخارى ومسلم أن النبى - صلى الله عليه وسلم- قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه. بل قرن القرآن بين قطع الأرحام والإفساد فى الأرض فقال: «فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم» ويقول جلّ وعلا: «الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض» وجعل تمام التقوى فى تلك الفريضة فقال: «واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام». وجعل الله صلة الأرحام من مكارم الأخلاق وأفضل الأعمال والقربات إلى الله ، كما جاء عن على - كرم الله وجهه - «ألا أدلكم على أكرم الأخلاق فى الدنيا والآخرة، أن تصل من قطعك، وتعطى من حرمك وأن تعفو عن من ظلمك»
كما أن صلة الرحم يعجل ثوابها فى الدنيا، يقول صلى الله عليه وسلم إن «أسرع الخير ثواباً صلة الرحم » ويقول «إن أعجل الثواب صلة الرحم إذا تواصلوا، إن أهل البيت كالشجرة يزيد رزقهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا».
ويكفى فى عقوبة قاطع الرحم توعد الله إياه حيث خاطب الرحم قائلاً «ألا يكفيك أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك».
وأما ما يشهده عصرنا من تقدم ملحوظ فى مجال تكنولوجيا الاتصال وعزوب الأقارب عن زيارة بعضهم البعض، والاقتصار على التواصل بوسائل الاتصال المختلفة لا يغنى عن تلك الفريضة العظيمة إلا إذا تباعدت المسافة وكان فى التزاور مشقة، عندئذ يجوز للإنسان أن يصل رحمه بهذه الوسائل حتى لا يفوته الثواب العظيم.
وذلك لأن حرارة اللقاء تطرد الضغائن وتسقط الذنوب، وترف القلب، وتزيد الرزق، وتبسط فى الأجل، فلتكن صلة الرحم بالوسائل الحديثة فى المرتبة الثانية، إن عجز الإنسان عن اللقاء المباشر، لأن دخول الإنسان بيت أخيه مرة لا يعادلها حديثه عبر الهاتف ألف مرة.
الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم فى العروق، لذلك لا يترك سبيلاً يبعده عن طاعة الله إلا سلكه.
فيجعله يستحضر أمور دنياه فى صلاته حتى يشرد بذهنه ويفقد خشوعه فى صلاته ، هل صلى ثلاثاً أم أربعا. فما حكم الشك فى الصلاة وكيف يتصرف المصلى فى هذه الحالة؟
يقول الشيخ: عبد الحميد الأطرش - أمين لجنة الفتوى سابقاً - إذا شك المصلى كم صلى من الركعات، فلا يخلو من حالتين: إما أن يغلب على ظنه عدد بعينه سواء كان الأقل أو الأكثر، وحينئذ يأخد بهذا الظن ويبنى عليه صلاته، فإذا أتم صلاته سجد سجدتين للسهو ثم سلم.
أما إذا شك فى عدد الركعات ولم يغلب على ظنه عدد بعينه فإنه يأخذ باليقين وهو الأقل ويبنى عليه صلاته، فإذا ما شك هل صلى ثلاث ركعات أم أربعاً - بنى صلاته على ثلاث وأكمل صلاته وسجد سجدتين للسهو ثم سلم.
ويخير الإنسان بين أن يسجد سجدتى السهو قبل السلام أو بعده لاختلاف الفقهاء فى هذا الأمر.
ويجوز للعوام اتباع أى الآراء شاء ما لم يكن من المطالبين بالاجتهاد وهم أهل العلم، فكل الأئمة يجوز اتباعهم والأخد بآرائهم
ساحة النقاش