حتى لا يكون علماء الدين أبواقًا للحكام

كتبت :أمل مبروك

 أستعفر الله العظيم من كل أمين خدعته ومن كل امرئ خذلته ومن كل صواب كتمته ومن كل خطأ تفوهت به ومن كل لغو سمعته ومن كل ظن لازمته ومن كل ذنب تبت عنه ثم عدت فيه.

 وسط الأجواء التى يسود فيها التيار الإسلامى حياتنا الآن يرى البعض ضرورة إقصاء رجال الدين عن العمل السياسي، وألا يتخذوا لأنفسهم أحزابا ذات طابع ديني، حتى لا يكونوا أبواقا للحاكم فيما بعد، فما رأي علماء الشريعة في هذا؟ >>

 يقول فضيلة الدكتور نصر فريد واصل - مفتى الجمهورية الأسبق- إن الدعوة إلى فصل الدين عن السياسة أمر لا يعرفه الإسلام، بل هو طعن في طبيعة هذا الدين، أما عدم تحويل علماء الدين إلى أبواق لأنظمة الحكم، فهذا واجب العلماء الذى ينبع من عملهم الخالص من أية أغراض أو أهواء إلا وجه الله تعالى، وليس طريقه الفصل المزعوم.

 أما منع علماء الدين من الانخراط في الأحزاب السياسية، فلا وجه له شرعا، فلو كانت الأحزاب مشروعة، فإنها لا تشرع لفئة دون فئة .. ولا يوجد في الإسلام شيء اسمه رجال الدين، بمعنى رجل كهنوتي، إنما يوجد عالم دين تخصص في دراسة الدين، وأي مسلم من حقه أن يدرس الدين حتى من غير الطريق الرسمي، بمعنى أن يتعلم عن طريق المشايخ والكتب وإن لم يدخل الأزهر، فهذا باب مفتوح للجميع، فعلماء الدين غير رجال الكهنوت، هؤلاء من حقهم أن يكون لهم دورهم، وأن يكون لهم إسهامهم في توجيه الناس وفي القضايا العامة ولا يجوز أن يعزلوا عن السياسة، لأنهم تعلموا الدين وتفقهوا فيه.. والإسلام الحق إذا جردته من السياسة، تكون قد جعلته دينًا آخر مثل البوذية.

 إن الإسلام له قواعده وأحكامه وتوجيهاته في سياسات التعليم والإعلام والتشريع، والحكم والمال، والسلم والحرب، وكل ما يؤثر في الحياة، ولا يقبل أن يكون صفرًا إلى اليسار، أو يكون خادمًا لفلسفات أو أيديولوجيات أخرى.

 الشاب المستهتر

 هل يعاقب الشاب الذي يستغل مشاعر الفتيات ويتلاعب بهن ليرضي غروره، وليثبت أنه قادر على جذب الفتيات إليه، ويتفاخر أمام أصدقائه بذلك، أم أنه لا يعاقب؟ لقد تحداني شاب أنه لن يعاقبه الله في الدنيا ولا في الآخرة، وقال إن اللوم على البنات لأنهن غبيات، ولم يحترم عاطفة إحداهن، فما رأيكم؟

 يؤكد فضيلة د أحمد عمر هاشم - عضو مجمع البحوث الإسلامية - أن ما فعله هذا الشاب إثم عظيم لأنه يدخل فى باب اللعب بأعراض المسلمين واستغلال ربما سذاجة بعضهن وعدم خبرتهن بالحياة ليفعل ذلك، فاشتمل هذا الأمر على مصائب عدة ومنكرات سيحاسب عليها، ومنها: اختلائه بامرأة لا تحل له، والكذب عليها، وإفشاء سرها، وتلويث سمعتها، والتفاخر بالمعصية، وهتك ستر الله عليه، والمجاهرة بما فعل، وأين هو من حديث رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ : كل أمتي معافى إلا المجاهرين.. وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل في الليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه.

 وكل هذه الموبقات هى ذنوب عظيمة يعاقب الله تعالى عليها فى الدنيا وقد يؤخرها إلى الآخرة، التى يكون العقاب فيها أشد وأعظم ، ثم إن هذه الذنوب إن لم يتب عنها صاحبها تكن كالديون، ما يفعله في الناس قد يرد إليه، فليحذر غضب الله