ورثنا ايه من جدتنا ؟

كتبت :ايمان العمري

بنت عصرية، موديل 2012 ترتدى أحدث صيحات الموضة، وتتعامل بمنتهي العصرية، لكنها ورثت الكثير من جدتها لتصبح فى أشياء عديدة نسخة معدلة أو مطورة منها. فما الذى ورثته الفتيات عن الجدات؟

بنات اليوم:التقينا بحنان ممدوح -طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة - والتى حدثتنا قائلة: لقد كان عصر جدتى عصراً أفضل من عصرنا بكثير فقد كانت جدتى ترتدى الميكروجيب وتسير فى الشارع دون أن يعاكسها أو يتحرش بها أحد، وكان إذا استغاث أحد طالباً المعونة يجد ألف شخص يقدمون له المساعدة أما الآن فنحن نرتدى الحجاب ويتم التحرش بنا وإذا ما صرخت أية فتاة فى الشارع تطلب المساعدة لا تجدها.

وأنا معجبة بجدتى إعجاباً كبيراً فقد كانت رحمها الله صادقة وجريئة لاتخاف من أحد ولكن عيبها الوحيد أنها كانت تخاف من الحسد كثيراً فقد كانت تبخر المنزل كل جمعة وتضع خمسة وخميسة على الباب وأمى ورثت عنها عادة البخور أما أنا فاكتفيت بوضع عين زرقاء خوفا من الحسد .

زمن الفن الجميل

وتقول نيفين حامد - طالبة بمعهد سياحة - كان أجدادنا محظوظين كثيراً فهم عاصروا عمالقة الفن الجميل من السيدة أم كلثوم إلى عبد الوهاب إلى ليلى مراد إلى محمد فوزى إلى عبد الحليم حافظ، لقد زمناً به الفن الحقيقى وعاصر، بدايات السينما المصرية ونجومها الذين لا ينسون .. عاصروا مسرح نجيب الريحانى الذى نهض بالفن المصرى، وجدتى رحمها الله كانت تحتفظ بكل أغانى السيدة أم كلثوم.

ولقد ورثت عنها هذا، إننى فعلاً بنت عصرية وأحب بعضاً من فناني هذا الجيل ولكن أمام أم كلثوم وعبد الوهاب أكون ضعيفة جداً ولايمكن أن يطالبنى أحد أن أكون بنتاً عصرية لأن زمن الفن الجميل لايعوض والإنسان الذى لايتزوق هذا الفن ولايحبه فهو لايعرف شيئاً عن الموسيقى وليس لديه أى حس فنى.

طشة الملوخية

وتضيف خلود عبد الرحمن - طالبة بمعهد حاسب آلى-: لقد عاصرت جدتى أم أمى واستفردت منها فى أشياء كثيرة وعلى رأسها الطبخ فجدتى أستاذة فى المطبخ وأنا ورثت عنها حب المطبخ والأعمال المنزلية .

الاحترام والأدب

وتقول نورا ياسر - طالبة بكلية آداب -: لقد ورثت عن جدتى الاحترام والأدب الشديدين فقد كان هذا الجيل يعرف الأصول كما يقولون ويعرف العيب والصواب من الخطأ وكانت جدتى تراعى علاقتها بجيرانها ولاتسئ إليهم أبداً وكانت تتحدث بصوت منخفض، خجولة.. ولقد ورثت هذه الصفات الجميلة عنها.

الترشيد فى الإنفاق

وحدثتنا هيام عبد الحميد طالبة بقسم التاريخ جامعة عين شمس قائلة:

تعلمت من جدتى أشياء كثيرة أقتدى بها الآن، منها الحرص على الوقت فجدتى كانت منظمة جداً وأنا مثلها لا أهدر وقتى فيما لايفيد، وتعلمت منها الترشيد فى الإنفاق فلقد كانت جدتى لاتنفق المال إلا فى وجهه الصحيح، وعلمتنى أيضاً الادخار لأن الادخار يجعل الإنسان مقتصداً فى مصاريفه وأنا أحب أن أقلد أمى وأقبل يدها كما كانت تقبل يد أمها ولكن أمى لاتقبل ذلك.

الالتزام فى الدين

وتقول هدى إبراهيم: لقد كانت جدتى امرأة محتشمة ومحترمة وأنا ورثت عنها هذا الاحتشام والالتزام الدينى فض الماضى لم تكن الفتاة تخرج إلا بإذن أبيها أما الآن فإن الفتيات يخرجن فى كل الأوقات ولايستأذن الأهل فى الخروج كانت جدتى تقرأ القرآن وورثت عنها حب القرآن الكريم واللجوء إلى الله فى السراء والضراء، وفى زمن جدتى كان الناس أكثر احترماً وتقديراً للآخرين من الآن وكانت النقود بها بركة مثلما يقولون، فكنت تستطعين شراء أشياء كثيرة بثمن زهيد فمن يعيدنا إلى زمن الخير؟!

جبرنا إيه على التركى ؟!

كانت فرىدة تتابع برامج التلىفزىون وهى تجلس بجوار جدتها، وبدأت تظهر تنوىهات عن مسلسلات رمضان المقبل ، تابعت فرىدة التنوىهات على القنوات المختلفة متمنىة أن ترى هذا العام أعمالاً تستحق المشاهدة لكن الجدة تمسكت بموقفها الذى أعلنته منذ عدة سنوات بمقاطعة أعمال رمضان، وعندما حاولت فرىدة مناقشتها أوضحت الجدة موقفها بأن الأعمال الكثىرة التى ىتم عرضها تصىبها بما ىشبه الدوار كما أن المبدعىن قد اعتادوا على «الموضة» فى أعمالهم فسنة «فساد» وأخرى ثورة مقحمة، وهكذا، وكأن هناك مؤلف واحد لأغلب الأعمال.

لكن فرىدة احتجت على كلام جدتها واتهمتها أنها أصبحت مدمنة للمسلسلات التركىة ، لذا فقد قاطعت الإنتاج المصرى وأن ما قالته قد ىنطبق على السنوات السابقة ، لكن الآن قد تغىرت الأمور ، ابتسمت الجدة فى سخرىة وشرحت لها أن أماكن التصوىر لم تتغىر، ولا الموضوعات تعدلت، كما أن الممثلىن لم ىتغىروا ومازال وهناك مسلسل النجم «الفلانى»، والنجمة «الفلانىة» ، والأهم من ذلك كله أن أغلب الأعمال تركز على القىم السلبىة فى مجتمعنا لتصىبنا بـالاكتئاب.

واستطردت قائلة:

- ىعنى لو كانت المسلسلات حلوة كان إىه اللى جبرنا على التركى هو فىه أحلى من العربى دا النبى عربى .

المصدر: مجلة حواء- ايمان العمري

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,467,956

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز