نساء مصر

إلى الرؤساء المحتملين: حقوقنا فـــــين

كتبت :ايمان العمري

في سباق محير لكرسي الرئاسة يتنافس أكثر من مرشح للفوز بحمل راية قيادة البلاد في تلك الفترة المتوترة من تاريخ مصر، لكن شيئاً غامضاً نبحث عنه، وكم أرّقنا، وأثار العديد من المخاوف رغم أنه يتمثل في سؤال بسيط: ما وضع المرأة في برامج المرشحين، وهل البرامج تلبي فعلا مطامح النساء، أم ما زال أمام المرأة الكثير من المطالب التي عليها الكفاح للحصول عليها؟

فما رد النساء علي هذا السؤال ؟

تجيبنا عن ذلك السؤال المستشارة ليلى جعفر -رئيسة هيئة النيابة الإدارية سابقا- قائلة: للأسف حتى وقتنا الحالى لم أجد لأى مرشح برنامجا محددا واضح المعالم، إنما أسمع كلاما مرسلا يقال فى العموم وليس أشياء محددة، لذا فسوف اعتمد على تقديرى للشخصية ومدى الخدمات التى قدمتها.

أما بالنسبة لوضع المرأة لدى المرشحين فالأمر أسوأ بكثير حيث أرى أن الغالبية أغفلت دور المرأة تماما ولا يذكرونه من قريب أو بعيد إلا بكلام عام وليس محددا بأى شكل من الأشكال.

كائن فضائي

وتتفق معها فى الرأى سحر كامل -موظفة- وتؤكد على أن كل المرشحين يقولون كلاما، وليس برامج محددة، لذا فأى بحث عن مكاسب للمرأة فى برامج غير موجودة سيكون كلاما ليس له أى معنى، لكن الأسوأ من ذلك أن الملاحظ أن الغالبية العظمى من المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، المرأة ليست علي أجندتهم من الأساس، وكأنها كائن فضائى لا وجود له على أرض الواقع.

وتشاركها فى ذلك الوصف نادين إبراهيم -مدرسة- وتذكر أنها لم تر أو تسمع عن أى برنامج لأى مرشح، كما أنه من خلال متابعتها للبرامج الحوارية للمرشحين، لم تجد أى اهتمام بوضع المرأة.

وتتفق معها فى الرأى أمانى الحمصانى -ناشطة اجتماعية- وتقول: للأسف النساء تراجعن للوراء لسنوات كثيرة جدا مضت، فأين نحن الآن من أيام صفية زغلول، والقيادات النسائية العظيمة التى ظهرت فى بداية القرن الماضى، وكان لدينا أمل فى وجود مرشحة امرأة بين المرشحين، لكن للأسف اختفت فجأة، ولا نجد إلا مجموعة من المرشحين لا يذكرون المرأة مطلقا وحتى فى برامجهم الحوارية لا كلام عن النساء لماذا لا أدرى. وللأسف فقد انعكست نظرة التيارات السياسية والدينية السائدة فى المجتمع تجاه المرأة على فكر المرشحين، ومن المعروف أن هذه النظرة سلبية فى الأساس مما أدي إلي تهميش متعمد من قبل المرشحين للمرأة ، وأى قضية متعلقة بها.

أما ريهام أحمد -طالبة- فهى ترى أن برامج المرشحين للرئاسة إما تلغى دور المرأة نهائيا أو تقلل منه بصورة تجعل المرأة تحصل على الحد الأدنى من الحقوق ، وهذا يعنى أن وضع المرأة فى الفترة القادمة سيكون أسوأ مهما كان المرشح الذى سيفوز بمنصب رئيس الجمهورية، ورغم وجود بعض المرشحين الذين يمكن وصفهم بالشخصيات المعتدلة فلا يتوقع منهم أيضا أى اهتمام بالمرأة ولا بأى قضية تخصها .

فوبيا زوجة الرئيس

وتقول د. سهير صالح -مدرسة فى التربية النوعية- نظرا لتداعيات وضع السيدة الأولى فى النظام السابق ، وجد لدى المرشحين مايمكن وصفه بفوبيا السيدة الأولى ، فالأوراق قد اختلطت فجعلت كل مرشح يؤكد على عدم وجود أى دور لزوجته، متغافلا الدور الإيجابى المنوط بالسيدة الأولى أو زوجة الرئيس القيام، فبعيد عن السياسة لزوجة الحاكم دور مهم فى الحياة الاجتماعية، لكن للأسف أصبح الخوف مما حدث سابقا يجعل المرشحين يتباهون بعدم السماح بدور ايجابى لزوجاتهم .. التى ممكن أن تكون ممثلة للمرأة وتعمل من أجل القضايا الاجتماعية، فالأمر أصبح الآن ليس غياباً للمرأة من برامج المرشحين بل تقليل من دورها الأساسى. وتأخذ منها طرف الحديث إيمان يوسف -مديرة مالية- وترى أن غياب المرأة فى برامج المرشحين ، وتجاهلهم التام لها يمكن أن يكون بداية لإلغاء دورها نهائيا فى المراحل القادمة، لذا فعلى المرأة المصرية من خلال الجمعيات الأهلية والمنظمات المختلفة أن تفرض وجودها ومطالبها، وإلا فإن المرأة ستختفى نهائيا من الخريطة. وتلخص الكاتبة يسر السيوى الوضع العام وصورة المرأة فى برامج المرشحين وتقول : «للأسف ما أسمعه حاليا «رغى * رغى»، ولا توجد أى برامج ، والمرشحون يعرضون أنفسهم ولا يعرضون برامج، وبالتالى لا وجود لشىء محدد. أما بالنسبة للمرأة فوضعها أكثر سوءاً فهى ليست فى ذهن المرشحين من الاساس بدليل أننا لم نجد أحداً من المرشحين قد اعترض عل النسبة الهزيلة لتمثيل المرأة فى البرلمان، ولا نسبتها فيما كانت تسمى باللجنة التأسيسية ، فالمرأة عند المرشحين مهمشة ، وعادت إلى الوراء قرناً من الزمان وأصبحت النظرة إليها مجرد وعاء للإنجاب وللأسف تتفق هذه النظرة السلبية مع آراء بعض المرشحين سواء أعلنوها قولا أو مارسوها فعلا، لكننى فى النهاية أحب أن أؤكد أن المرأة المصرية لن تسكت أبدا على مثل هذه الأوضاع .