الجنسية على كرسي الرئاسة :

أنا مصرى وأبويا مصرى

 

كتبت :فاتن الهواري

انتخابات الرئاسة تشتعل يوما بعد الآخر، لنرى كل يوم جديداً ونسمع غريباً ومفاجئاً عن المرشحين، فمنهم من حملت أمه جنسية أمريكية وآخر كان أبوه متزوجاً من يهودية ، وآخر متزوج من سورية ، وآخر يمتد أصله إلى هذا البلد أو ذاك ، الأمر الذى تحولت معه الساحة الانتخابية إلى فوضى تضج بالاتهامات المتبادلة هنا وهناك فى معركة نتمنى أن تنتهى فى أسرع وقت، وعلى خير لصالح المرشح الذى يستطيع أن يقود مصر ويعبر بها هذه الفترة العصيبة من تاريخها إلى بر السلام لترسو سفينتها على شاطىء الأمن والأمان.

«حواء» طرحت سؤال ازدواجية الجنسية وحمل الأم أو الأب أو الزوجة لجنسية أخرى، فهل ياترى إثارة ازدواجية الجنسية تشكك فى الوطنية والانتماء لمصر أم أنها مجرد عقبة إجرائية؟..!

بداية رأت أستاذة القانون الجنائى ورئىس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب سابقاً د. فوزية عبدالستار أن الإعلان الدستورى الذي استفتي عليه الشعب يتطلب أن يكون المرشح مصرياً ولا يحمل جنسية أخرى غيرها ضماناً للانتماء، فالمادة 26 من الإعلان الدستورى الصادر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 30 مارس سنة 2011 تنص على الآتى : يشترط فى من ينتخب رئيساً للجمهورية أن يكون مصرياً من أبوين مصريين ، وقد كان دستور 71 يقتصر على أن يكون الأبوين مصريين ، ولكنه يكمل أن يكون متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية ، وأيضا الدستور كان ينص عليها ، وألا يكون قد حملا أو أى من والديه جنسية دولة أخرى ، وألا يكون متزوجاً من غير مصرية وألا يقل سنه عن 40 سنة .. إذن يشترط ألا يكون هو ولا أى من والديه الأب أو الأم حمل جنسية لدولة أخرى ، وبالنسبة إليه أيضا لابد أن يكون مصرياً فقط لايحمل جنسية دولة أجنبية .

 واسأل د. فوزية إذا تنازل هو أو أبواه عن الجنسية هل وقتها يحق له الترشح ؟

- بالطبع لا، لأن النص يشترط ألا يكون قد حمل الجنسية حتى لو حملها فى الماضى وتنازل عنها، فهو لايقول ألا يكون حاملها فى الوقت الحالى ولكن حاملها فى وقت من الأوقات ، وألا يتزوج من أى جنسية دولة أخرى، حتى لو كانت دولة عربية ، وأيضا من يحمل والده أو أمه جنسية دولة أجنبية أو عربية.

 ولكن الرئيسين السادات ومبارك كانت زوجتاهما من أصول إنجليزية ؟

- لأن الشرط كان غير موجود قبل ذلك، ولكن فى دستور 71 الذى سقط ، كان يشترط أن يكون من أبوين مصريين ولكنه لايشترط الزوجة .

وليس معنى أن يكون مزدوج الجنسية أو يحملها أحد أبويه أن انتماءه لمصر محدود بل بالعكس ممكن يكون شديد الانتماء ، لكن يخشى البعض أن يكون عنده شعور بالانتماء للجنسية الأخرى ، فكثير من المصريين يحصلون على جنسيتين وعندهم انتماء لوطنهم مثل د. فاروق الباز، د. مجدى يعقوب، د. أحمد زويل، ويحملون كل الحب والولاء لمصر ، ولكن لانضعهم في مناصب حساسة التى تقتضى ولاء صافيا خالصاً نقيا لمصر وحدها .

إن قانون الجنسية في مادته العاشرة من رقم 26 لعام 75 تنص على أنه لايجوز لمصرى أن يتجنس بجنسية أجنبية إلا بعد الحصول على قرار من وزير الداخلية وإذا لم يحصل على إذن ظل مصرياً من جميع الوجوه ؛ فى جميع الأحوال مالم يقرر مجلس الوزراء إسقاط الجنسية عنه طبقا للمادة 16 من هذا القانون .. المادة الثانية تترتب على تجنيس المصرى بجنسية أجنبية متى أذن له فى ذلك زوال الجنسية المصرية عنه، ومع ذلك يجوز أن يتضمن الإذن بالتجنس بالجنسية الأجنبية بالطبع يجوز إجازة احتفاظ المأذون له وزوجته وأولاده القصر بالجنسية المصرية ، فإذا أعلن رغبته فى الإفادة من ذلك خلال مدة لاتزيد على عام من تاريخ امتثاله الجنسية الأجنبية ظلوا محتفظين بجنسيتهم المصرية رغم اكتسابهم الجنسية الأجنبية ، فإذا لم يأخذ إذناً ظل محتفظاً بالجنسية المصرية وإذا أخذ إذنا يترتب إسقاط الجنسية عنه .. وإذا تجنس بجنسية أجنبية وأخذ إذناً بتلك القاعدة تزول عنه الجنسية المصرية ، لكن ليس بصورة مطلقة لأن الإذن له بالتجنس بالجنسية الأجنبية يحفظ له الحق بالاحتفاظ بالجنسية الأجنبية مع المصرية ، وهذا هو الذى يحصل دائما ازدواج الجنسية مشكلة بالنسبة للمصرى، فى شغل بعض المناصب الحساسة مرفوض طبعا إزدواج الجنسية ، لأن الحصول على الجنسية الأجنبية معناه الاعتراف بالولاء للكامل لدولة الجنسية التى حصل عليها.

فمثلاً لايصلح أن يكون رئيس جمهورية أو وزيراً أو نائباً فى المناصب الدقيقة الحساسة ، وإنما كقاعدة عامة الحصول على جنسية أجنبية مع الاحتفاظ بالجنسية المصرية لايعنى فقدان الولاء لمصر ..

 وأسأل د. فوزية عبدالستار عن تصورها لرئيس الجمهورية المنتظر ؟

- صورته فى خيالى أن يكون لدينا حاكم قوى الشخصية صالح فى أداء مهمته ، عادلا لايستغل سلطته فى القهر ولا فى الاستبداد أو الظلم ، ويحقق أهداف الثورة التى قامت على دماء الشباب، ولابد أن يعنى بتحقيق أهداف الثورة فى أقرب وقت ممكن وأن يرتقى بالمجتمع المصرى ويحقق له الرخاء والرفاهية . إذا وجدنا هذا الشخص ربنا أكرمنا وإذا لم نجده يكون أمرنا إلى الله .

الجنسية بالمولد

وأكدت د. سامية الساعاتى-أساتذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس- أن الجنسية لاتؤثر على الإنسان إلا بالولادة أى يكون ولد فى البلد وعاش فيه ولكن هو هنا عايش وعنده الثقافة المصرية وكل حاجة أخذها عن مصر ، فبالتالى الجنسية لاتؤثر فيه ونحن نحمل الأشياء أكثر مما تحتمل فممكن تكون والدته معها الجنسية ولكن لاتؤثر عليه ويكون للإنسان له مواقف معروفة ومتأثر ببلده ويقيم فيه ومتأثر بالثقافة المصرية والجنسية لاتؤثر على الشخص ولا على وطنيته إلا إذا أخذهما بالمولد ويكون عاش فى البلد الذى أعطاه الجنسية وهذه قصة أخرى، ويكون حاملاً للثقافة التى هو فيها سواء إنجليزية أو فرنسية أو ألمانية، والأم التى تأخذ جنسية منذ خمس سنوات فقط اعتقد ليس لها تأثير على أولادها أو عليها فهى أخذت الجنسية وهى كبيرة فلم تحفر فيها الثقافة الغربية أو الأمريكية آثارها.

والجنسية العربية فى رأى الساعاتى أهون بالنسبة للمصرى لأن بيننا قواسم مشتركة كالحفاظ على التقاليد والحاجات الخاصة بالمرأة وتربية الأبناء، ولكن عندما تذهبين إلى البلاد الغربية تقبلين أبسط شىء وهو أن ابنك يضع رجل على رجل فى وجهك وهم لايعتبرون هذا قلة تربية ولكن «Freedom» «أي حرية» هو مستريح هكذا ولكن نحن نقول عدم احترام فالثقافة تترجم إلى أفعال لانرضى عنها فى الدول الغربية وفى أفعال فى البلاد العربية لا يقومون بمثل هذه السلوكيات مثلنا، وأنا لا أستطيع أن أقول أفضل أنا كأستاذة اجتماع لأننا لانقول هناك جنسية أفضل من الأخرى أو ثقافة أفضل من الأخرى لأن علم الاجتماع لايفاضل نحن نصف الظواهر ، السلوك لكن لانقيم الأشياء ولكن الذى يقيم الأشياء أهل علم الأخلاق، والمصرى الذى أخذ الجنسية فى سن صغيرة يتشرب الثقافة الغربية وتكون بالنسبة له ثقافته الأساسية .

وتتمنى د. سامية الساعاتى فى رئيس الجمهورية القادم أن يكون رجلا فى مجاله ويستطيع أن يلم الدولة «يطبطب» عليها لأنها جرحت كثيراًِ ، نريد إنساناً يرى آلام البلد ويحولها إلى أفراح نحن قاسينا كثيراً وتحملنا كثيراً عايزين حد يفرح قلبنا بعد كل هذه الأحداث .

وزارة الداخلية والجنسية

أما اللواء د. جمال توفيق - كبير معلمى كلية الدراسات العليا أكاديمية الشرطة، فيقول: الجنسية تختلف من دولة إلى أخرى ، فهناك جنسية تكتسب بالميلاد مثل أمريكا عندما يولد الطفل على أرضها يكون أمريكانى ، وهناك أناس يرغبون في الجنسية يتقدمون للحصول عليها وممكن أقيم فى بلد لمدة عشر سنين متصلة وأحصل على الجنسية أو الزواج من مواطنة تحمل الجنسية وبالتالى تكتسبين الجنسية ، وهناك بعض الدول كى تمنحك الجنسية تشترط أن تتنازلى عن الجنسية الأصيلة مثل ألمانيا حتى لو متزوج من ألمانية يشترط أحضر لهم مايفيد عن تنازلى عن جنسيتى الأصلية كى أحصل على الجنسية الألمانية، وهناك بعض الدول لايشترط القانون فيها التنازل عن الجنسية وتأخذين الجنسية بالإضافة إلى جنسية بلدك، وقانون الجنسية المصرى يسمح بازدواج الجنسية والجنسية فقط مؤقتا ولكن ممكن يقدم طلبا آخر للدوافع التى أدت إلى إسقاط الجنسية ويرغب فى استردادها وهذا يرجع إلى قرار وزير الداخلية ، وممكن وزير الداخلية يرفض إعطاءه الجنسية وفى هذه الحالة ممكن يذهب إلى مجلس الدولة ويرفع دعوى ويأخذ حكما ضد وزارة الداخلية يلزمها بمنحه الجنسية أو استرداد الجنسية مرة أخرى ، ويشترط فى قانون الترشيح للرئاسة أن يكون مصرىا ومن أبوين مصريين والالتحاق بكلية الشرطة والكليات العسكرية يشترط أن يكون مصرىا من أبوين وجدين مصريين.

ولكن فى رأىكم هل هذا دليل على الانتماء للبلد ؟

- نعم اعتقد أن الإنسان عندما يحمل جنسية دولة أخرى فيكون هناك تأثير من الدولة التى يحمل جنسيتها عليه وممكن يتم استغلاله لأنه يحمل هذه الجنسية وتكون نقطة ضعف له ، ولذلك توضع هذه الشروط حتى لايكون هناك نقاط ضعف أو نقاط تأثير على المواطن فى أدائه للوظيفة أو لمصلحة العمل.

 وهل الزوجة التى تحمل جنسية أجنبية تؤثر على زوجها؟

-هذه الشروط موجودة لتحقيق الحيادية ومنع وجود أى مؤثرات خارجية على الشخص الذى يؤدى وظيفة ذات حساسية خاصة ويأمن انحراف الشخص من التأثير عليه من أى جهة أخرى.

والمقصود بالجنسية ، الأجنبية العربية أو الغربية أو الأوروبية أوالأمريكية ، أو اللاتينية المهم غير مصرية . 

 

المصدر: مجلة حواء- فاتن الهواري

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,839,394

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز