لماذا لا تثق المرأة بالمرأة؟!
كتب :أدهم نور
تلوم علينا النساء ويتهموننا أننا معشر الرجال نقف ضدهن ونعوقهن.يخالف هذا ما أراه بعيني، أول أمس كانت مشادة بين صديقي وزوجته حيث أنها تصر على متابعة ومراجعة طبيب رجل أثناء فترة حملها، وفشلت محاولات صديقي إقناعها اللجوء لطبيبة كانت تتعهد شقيقيته أثناء حملها
جعلني هذا أتابع هذه الظاهرة التي لم أكن ألتفت إليها كثيرا من قبل. ناقشت بعض بنات العائلة ونسائها، هل حقا المرأة تثق بالطبيب الرجل أكثر من ثقتها امرأة مثلها؟معظم الآراء أكدت أن اللجوء لطبيب يحمل مخاطر أقل،حتى بعض النساء اللاتي يلجأن لطبيبات إنما يفعلن ذلك لمجرد الحياء أو التمسك بمبادئ دينية، وليس لإقتناع كامل بأن كفاءة هذه الطبيبة لا تقل عن مقدرة هذا الطبيب،أما إذا ناقشنا مجال العمليات الجراحية فنسبة كبيرة تفضل الجراح الرجل...هل المرأة تضع ثقة أكبر في الرجل؟أم أن المراة في مجال العمل لا يوثق بها؟ أم أنها مجرد غيرة حريمي؟إذا كانت المرأة قد دخلت كافة المجالات من طب لمحاماة لوسيطة عقارات ،وحتى مجال الحراسة الشخصية لم تتركه،فلماذا لا تحصل على ثقة بنات جنسها؟حتى في مجال الطب النفسي تلجأ المرأة للطبيب رغم أن العلاج يعتمد بالدرجة الأولى على الحوار والفهم والبوح بلا قيود؟ أتجد المرأة راحة أكبر في البوح لرجل؟... قالت لي زوجتي ردا على هذا السؤال أن المرأة ترتاح للبوح أكثر لإمرأة مثلها ،لكن النصيحة تفضل أن تأخذها من رجل!!!فالرجل بنظرها أكثر خبرة بالحياة،كما أ ن مشكلات المرأة غالبا يكون الطرف الآخر فيها رجل، وكل ذلك يستدعي من الطرف الآخر الذي يستمع إليها أن يكون على دراية بنفسية الرجل...
لا أدري فأنا لا أصدق كل هذه المزاعم،فإذا صدق هذا على الطب والطب النفسي فما قولنا في مجال القانون؟ فعلى الرغم من وجود أعداد كبيرة من المحاميات إلا أن الأرقام تؤكد لجوء المرأة لمحام رجل،حتى في مجال الأحوال الشخصية.. هل المرأة تجد الرجل أكثر حفظا للسر؟.. إذا سلمنا بهذا، فلماذا عدد الناخبات دائما في بلاد عربية كثيرة وليست بلدنا فقط، أعداد الناخبات لا يتناسب أبدا مع أعداد من ينجحن في الإنتخابات!!!
أين تكمن المشكلة؟ هل في طريقة تربيتنا التي تصنف الإنسان على أساس نوعه لا إجادته في عمله؟أم الخطأ في إعلام رسخ للمرأة صورة الدمية الجميلة فقط؟
ليت النساء يراجعن أنفسهن في نظرة كل منهن لبنات جنسها قبل أن يهاجموننا أننا نحن الذين نعوق مسيرتهن!
ساحة النقاش