سن الزواج بين الاباحة والقانون
كتب :محمد الشريف
حرص الإسلام كل الحرص فى تعاليمه على ما يصلح حال الإنسان وينفعه، فما من خير إلا وأمر به، وما ترك شراً إلا وحذر منه، لذلك لا يجد العقل تناقضاً بين ما أباح الشرع وما يقيم من حال البشر، إلا أن المجتمع قيد تلك المباحات ببعض الضوابط حتى تتوافق مع طبيعة العصر، منها إن الشرع أجاز أن تتزوج الفتاة فى أى سن مادامت بلغت سن المحيض وظهرت عليها علامات الأنوثة، فجاء المجتمع ليقنن ذلك بقانون يجرم زواج الفتاة دون الثامنة عشرة من عمرها، فكيف نوفق بين ما أباحه الشرع وما تعارف عليه المجتمع فى سن الزواج، خاصة فى ظل انتشار البطالة التى حطمت آمال الشباب، وارتفاع معدل العنوسة، وفساد نفوس بعض كبار السن متمثلاً فى الزواج من صغيرة لإشباع رغبتهم الجنسية؟ll
هذا السؤال طرحته قارئة حواء «عبير السيد» معيدة بجامعة بنها.. حاولنا الإجابة عليه من خلال لقائنا مع د: صبرى عبدالرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والذى أبرز حديثه مدى حرص الإسلام وانحيازه لصالح الفتاة التى قد تقع ضحية لظروف اقتصادية متدنية تدفع الآباء فى بعض الأحيان لتزويج بناتهم فى سن مبكرة.
- يقول د. عبدالرؤوف: شرع الإسلام الزواج من أجل التناسل والتكاثر يقول صلى الله عليه وسلم «تناكحوا تناسلوا تكثروا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة» إضافة إلى الغاية العليا من الزواج وهى المودة والرحمة والسكينة التى تكون بين الزوجين، يقول سبحانه وتعالى: «ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» وقد جاء حث الإسلام على الزواج دون تحديد لسن معينة عدا عن بلوغ المحيض للفتاة وبروز علامات الأنوثة لديها.
ويفرق د.عبدالروؤف بين البيئة التى كانت تنشأ فيها الفتاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عصور صدر الإسلام وبعض العصور الحديثة وبين ما نعيشه من تلوث طال جميع مناحى الحياة فيقول: إن الفتاة فيما مضى كانت تتزوج بمجرد ظهور علامات الأنوثة على جسدها والتى تشير إلى قدرتها على الزواج والإنجاب، وهذا ما يستدل به المطالبون بتقديم سن الزواج من أن الرسول تزوج بعائشة وهى بنت ثمانى سنوات ودخل عليها وهى بنت التاسعة، إلا أنه ليس هناك وجه شبه بين البيئة التى نشأت فيها عائشة والتى كانت تستنشق فيها الهواء النقى وتتناول طعاماً يساعد على بناء جسد الفتاة، وبين البيئة التى نعيشها والتى قد تبلغ فيها الفتاة العشرين من عمرها ولم تزل علامات الأنوثة غير ظاهرة على جسدها نظراً لتدخل الكيماويات فى جميع الأغذية مما جعلهن يصبن بالأنيميا والضعف، مما جعل المشروع الوضعى يتدخل لحماية الفتاة من الضرر الواقع عليها محدداً سن الزواج بـ 18 عاماً، خاصة بعد ما أثبته الطب الحديث من أضرار تلحق بالفتاة التى تتزوج فى سن مبكرة، وهناك بعض الفتيات التى تكون قادرة على الزواج والإنجاب وتحمل المسئولية فى سن مبكرة لما لها من نضج جسدى إلا أنهن لا يُعممن على المجتمع بل يأخذ المشرع الوضعى بالأغلب على حال الفتيات.
ومن هنا كان لزاماً على الناس الالتزام بالقوانين الوضعية التى تحقق الخير للفتاة، ولا يجوز لأى كان أن يخالف القانون فى مثل هذه الأمور لما يترتب على ذلك من أضرار تلحق بالفتاة،خاصة وأن الشريعة الإسلامية قائمة على قاعدة «لا ضرر ولا ضرار».
إسبال اليدين في الصلاة
«إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً» هكذا جاء أمر الله تعالى بالصلاة مجملاً، ليأتى النبى «صلى الله عليه وسلم» موضحاً ومفسراً بأفعاله كيفية آداء الصلاة فيقول «صلوا كما رأيتمونى أصلي» إلا أن بعض المسلمين يقعون فى خلاف فى بعض أمور الصلاة، ومنها، عندما يقف المسلم لقراءة الفاتحة هل يضع يده اليمنى على اليسرى أم يضع يديه إلى جنبه؟ سؤال وردنا من قارئة «حواء» سمر محمد - موظفة.
- يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى سابقاً: إن مثل تلك الأمور التى يقع الخلاف فيها بين المسلمين إنما هى هيئات فى الصلاة لا يضر تركها صحة الصلاة، فمن صلى واضعاً اليمنى على اليسرى صحت صلاته، وكذا من صلى مسبلاً يديه، أى واضعاً يديه إلى جنبيه صحت صلاته.
وللمصلى أن يأتى بأى الهيئات بشرط أن يخيل للناظر من بعيد أنه فى صلاته، وأن تتفق الهيئة مع عظمة ومكانة الصلاة .
ساحة النقاش