جفاء الأشقاء

كتبت :مروة لطفي

 رغم يقينى أن مشكلتى ليس لها حل إلا أننى أبعث برسالتى لعل الكاتبة تخفف من معاناتى .. فأنا موظفة أبلغ من العمر 50 عاماً .. بدأت حكايتى منذ أكثر من ربع قرن حين توفى والدى عقب تخرجى من الجامعة، لأجد نفسى مسئولة عن والدتى المسنة و 3 أشقاء فى مراحل تعليمية مختلفة، حيث لم يترك أبى سوى معاش صغير يكفى بالكاد دواء أمى المسنة .. هكذا،.. أخذت على عاتقى مسئولية رعاية أسرتى لأشتغل ليلاً نهاراً حتى أوفر لهم المصاريف من تعليم، مأكل ،كساء، وخلافه...

فلم أفكر يوماً فى إدخار قرش لنفسى حتى الزواج الذى يعد حلم كل فتاة محوته تماماً من ذاكرتى إيماناً منى بأهمية المسئولية الملقاة على كاهلى .. وبالفعل،.. وفقنى الله سبحانه وتعالى لأساعد أشقائى حتى أنهوا جميعاً تعليمهم وتزوجوا بل وأصبحوا أباء وأمهات .. بينما ظللت وحدى مع والدتى المسنة حتى وافتها المنية منذ خمسة أعوام .. وهنا بدأت مشكلتى، حيث أعانى من الوحدة القاتلة والأسوء منها هو تجاهل أشقائى الذين أفنيت عمرى عليهم .. فلا يفكر أحدهم فى زيارتى أو السؤال عنى .. حتى المناسبات يكتفون بإرسال رسالة معايدة عبر هاتفهم المحمول .. وإذا اتصلت لمعاتبتهم يعتذرون معللون أفعالهم بمشاغلهم اللانهائية .. فهل أضعت عمرى هباء حين فضلتهم عن نفسى؟! أرجو الإجابة وتوجيه كلمة لهم وبخاصة أنهم من قراء «حواء».

د. أ «الهرم»

- أدرك تماماً أن الاعتراف بالجميل فى زمننا أصبح عملة نادرة وسط هذا العالم، الذى طغت فيه الماديات على العواطف والمشاعر ليصبح كل مشغول بحياته الخاصة .. لكن أن تصل تلك المشغوليات إلى السهو عن صلة الرحم .. وكأن رسالة المحمول كافية لوصل تلك الصلة .. فالأمر يحتاج إلى وقفة نبحث فيها عن رحيق الحب بين الأشقاء الذى تلاشى عند البعض وسط هذا الزخم المسمى «بالتلوث التكنولوجى» ورحلة البحث عن الماديات .. وهى رسالة أوجهها إلى أشقائك الذين نسوا بإرادتهم أو رغماً عنهم ما صنعتيه من أجلهم .. وأذكرهم أنه دائما «كما تدين تدان»، فإذا كانوا نسوا أو تناسوا واجبهم الشرعى تجاهك .. فسوف يأتى اليوم الذي يذقون فيه ما تجرعتيه من مرارة الوحدة حين يتناساهم أبناؤهم.. وأؤكد أن ما صنعت سيظل باقياً فى ميزان حسناتك وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوضك جزاءه خيراً فهو نعم المولى ونعم النصير .. وأدعوا القراء للمشاركة بتعليقاتهم حول تلك المشكلة من خلال موقع المجلة الإلكترونى التالى:

ومضـــــــــــةحـــــــــــــــــــــــب

رمضانى الأول

رمضانى الأول بعيداً عنك .. فاجأنى بواقع موجع لم أكن مستعدة له .. فمنذ جلوسى على طاولة الإفطار وطوفان جارف من المتغيرات طرأ على حياتى .. أنظر إلى المقعد المقابل .. فأجده خالياً بلا أنفاسك ونكاتك .. أركز فى صحن الحساء أمامى وبصعوبة شديدة أتجرع ملعقة صغيرة أكسر بها صيامى .. فأجده بارداً بلا طعم أو مذاق .. كحياتى المملة الخالية من أى نكهة أو رحيق .. لم تكن تلك الحياة اختيارى بل قدرى الذى حال دون تمتعى كباقى النساء بزوج وأبناء أتجرع معهم قطرة من الأمان والأستقرار.. لتصبح وحدك الشقيق فى الأوراق الرسمية والابن الوحيد وفقاً للمشاعر الفعلية .. وها أنت تسافر بعيداً لتنشغل بعالمك متناسياً بإرادتك أو رغماً عنك، أمك الثانية التى ليس لها أمك أو رجاء سوى مائدة رمضانية تجمعها بك .. فهل يسمح وقتك بزيادة قصيرة لإسعادها .. ولك عظيم الأجر والثواب ؟! ..

قالوا عن الحب :

من تسبب في سعادة انسان تحققت سعادته ...

 

 

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 840 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,889,672

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز