عين تراقب .. ويد تبنى!
كتبت : نبيلة حافظ
دائما ما يراودنى سؤال أحاول البحث له عن إجابة ولكن فى معظم الأوقات تكون الإجابة مبهمة غير واضحة .. والسؤال الذى يحيرنى .. ماذا غيّرت الثورة فينا..؟! للأسف أجد أن الثورة لم تغيرنا على الإطلاق ... وأننا مازلنا نحتفظ بطباعنا السيئة التى لازمتنا طوال عقود طويلة وأصبحت جامدة وغير قابلة للتغيير .. مازلنا شعباً يجيد فن الكلام .. ويحب الصوت العالى لديه قدرة رائعة على إهدار الوقت وإهدار الفرص الواحدة تلو الأخرى ...! مازلنا شعباً يكره العمل ويحب الكسل والخمول .. لا يجيد ثقافة الاختلاف .. ولكنه إذا اختلف يختلف من أجل تطبيق المثل الشعبى .. خالف تعرف ..! فعلى مدى أكثر من عام ونصف مضى ونحن نتكلم .. حياتنا كلام فى كلام أما الفعل فيكاد يكون معدوماً .. على مدى أكثر من عام ونصف الغالبية العظمى منا - نحن شعب مصر - نهدم .. ولا نبنى .. نهدم قيماً وأخلاقاً ونبعد عن سياسة بناء بلد جديد بمفهوم راق يتناسب مع الحدث الذى عايشناه جميعا .. الحدث العظيم لأروع ثورة شعبية مرت على مر العصور .. وهى ثورة مصر الجديدة .. ثورة 25 يناير. من أجل كل هذا أجدنى وغيرى الكثيرين مهمومين بأوجاع هذا الوطن .. نتألم لما ألم به من أحداث ونحاول أن نجد له أرضا صلبة نقف عليها جميعا .. ووسط همومى الكثيرة تنتابنى لحظات فرح وأمل فى الغد القادم .. لحظات فرحة عندما أجد مصريين شرفاء يعشقون تراب هذا البلد ويعملون لصالحه دون أى مطامع أو مصالح شخصية .. مصريون يبنون ويرسمون صورة جميلة مشرقة للغد الذى نحلم به ومن بين هؤلاء كان أعضاء حركة 6 ابريل. فكم سعدت بهم وهم يتركون السياسة جانبا .. ويبدعون عن الوقفات والاحتجاجات .. ويرفعون شعاراً رائعاً وجميلاً فى الأسبوع الماضى وهو «عين تراقب ويد تبنى» .. الشعار يحمل فى مجمله أهدافهم النبيلة الرائعة وهى حبهم الحقيقى لمصر بعيدا عن أى أطماع سياسية فى أى مناصب بالدولة حبهم هذا جعلهم يفكرون فى البناء .. ومن هنا بدأت حملتهم فى تجميل ونظافة شوارع مصر بأكملها .. ليست فى القاهرة فقط .. بل فى كل محافظاتها .. فى شوارعها والميادين الرئيسية حملوا أدوات النظافة وبدأو فى صورة رائعة ومشرفة فى إزالة الغبار والأوساخ عن وجع شوارعنا .. امتدت أناملهم الجميلة فى رسم لوحات تعيد لمصر جمالها .. وصاحبهم فى كل هذا حملات أخرى للتوعية من أجل أن يغير المواطن المصرى مفهومه وسياسته تجاه البيئة المحيطة به . هكذا فعلوها شباب 6 ابريل ... قدموا نموذجاً رائعاً يجب أن يحتذى به كل من يحب هذا الوطن .. فمن يحب مصر عليه أن يمد يده لها ولا يقول ماذا سآخذ منها ...؟ فتحية إعجاب وتقدير لهم وفقهم الله وسدد خطاهم !
ساحة النقاش