رحيل الأحباب

كتبت :مروة لطفي

أعرف أن مشكلتى من القدريات التى لا دخل للبشر بها لكنى فقط أريد البوح بما يدور فى خاطرى .. فأنا سيدة أبلغ من العمر 35 عاماً متزوجة ولى طفلان .. وقد نشأت يتيمة الأم حيث رحلت عن عالمنا ولم أكن تجاوزت عامى الثانى .. لتتفتح عينى على هذه الدنيا فلا أجد سوى والدى الذى ضحى من أجلى ومنحنى كامل حياته رافضا الزواج حتى لا يأتى لى بزوجة أب قد تسىء معاملتى.. هكذا كان والدى الأب .. الأم .. وكل الأهل .. لذا كنت استشيره فى كافة تفاصيل حياتى .. ولم يختلف الأمر حين كبرت، فشاركنى أسرارى العاطفية وكانت نصائحه صمام الأمان الذى حمانى من مشاكل عديدة .. حتى وجدت فارس الأحلام المشابه تماما لشخصيته .. ونظرا لتعلقى الشديد به.. فقد وافقنى زوجى على الإقامة مع والدى لننعم معه بالهناء والسعادة .. خاصة بعد إنجابى الأحفاد الذين كانوا حلم حياته .. ولأن الحياة تحمل دائما مفاجآت غير سارة .. فقد أصيب والدى بالمرض اللعين ليرحل عن عالمنا منذ عام .. بعدها .. تغيرت أحوالى تماما حيث انتابنى شعور غامض بفقدانى الاهتمام لكل من حولى لأهمل زوجى وأبنائى أو بمعنى أصح أشعر بعدم جدوى وجودهم فى حياتى طالما أننى فقدت أعز وأغلى إنسان فى الوجود .. فهل أصبحت مريضة نفسية وأحتاج لعلاج كما يؤكد زوجى؟!

د. أ «القاهرة»

- أن يحزن الإنسان على رحيل شخص عزيز فهذا أمر طبيعى ومعتاد لكن أن يترك أحزانه لتطغى على مشاعره وتصرفاته مع الآخرين .. فهنا يكمن الخطر .. والذى تواجهينه .. فرغم تقديرى التام للأحاسيس السلبية التى تعانينها من جراء رحيل والدك إلا أن هذا لا يعنى معاقبتك لآخرين لم يقترفوا ذنبا فى هذه الدنيا سوى حبهم لك .. فأنت دون أن تدرى تعذبين زوجك وأبنائك بإهمالك.

ولا مبالاءك على حد قولك .. الأمر الذى دفع زوجك للتفكير فى حاجاتك للعلاج النفسى وهو ليس عيبا على الإطلاق .. فدرجة تقبل وقدرة كل شخص للخروج من أزمته تختلف من شخصية لأخرى لكنى أدعوك لانتهاز فرصة الشهر الكريم لقراءة القرآن على روح والدك داعية الله سبحانه وتعالى أن يهديك ويخفف عنك أحزانك وتذكرى أن سعادتك الأسرية كفيله لطمأنة روحه عليك وهو فى دار الحق ..

كما أدعو القراء للمشاركة بتعليقاتهم حول تلك المشكلة من خلال موقع المجلة الإلكترونى التالى :

ومضـــــــــــة حـــــــــــــــــــــــب

أغلى الرجال

وترحل عن عالمنا .. تاركا كلماتك .. أفعالك .. توجيهاتك .. تحاصرني من كل جانب ..

أنظر إلى طاولة الطعام الرمضانية فأرى النور المشع من ملامح وجهك على المقعد المقابل ..

أفتح إذاعة القرآن الكريم التى كنا نستمع إليها معا .. فيأتينى صدى صوتك من بعيد طالبا الدعاء .. أخرج من المنزل محاولة النظر للجانب المشرق فى حياتى كما كنت تنصحنى دائما .. فلا أجد سوى مستقبل مبهم وسط حاضر ملبد بغيوم من الضبابية ..

أعود مسرعة إلى غرفتك علنى أجد حلاً يساعدنى على التخلص من مخاوفى لأفاجأ بأثاث أصم خال من الأنفاس .. وهنا أدرك أننى فقدت أغلى .. أطهر .. وأعظم رجل فى الوجود .. فرغم رحيلك منذ عشر سنوات إلا أنك كنت ومازلت الأب .. الأخ .. والصديق يا جدى العزيز ..

«اللهم ارحمه وأدخله فسيح جناتك هو وأموات المسلمين يا أرحم الراحمين».

التذكار شكل من أشكال اللقاء

جبران خليل جبران

 

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 978 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,725,293

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز