الأردنيون يقيمون الخيام الرمضانية..
والفلسطينيون ينظمون الدروس الدينية
كتبت :سمر الدسوقي
بلدان يقترب كلاهما من الآخر، ولذا تتشابه عادات وتقاليد واحتفالات الأسر الأردنية والفلسطينية برمضان، فيما عدا بعضاً من القيود التي تحد من احتفالات الشعب الفلسطيني بهذا الشهر الكريم نظراً لظروف الاحتلال، ومع هذا نجد علي مائدتهما الكبسة والمنسف ونجد بين عاداتهما في هذا الشهر الكريم الحرص علي أداء صلاة التراويح والتهجد كلما أمكن، بل والإعلان عن بدء شهر رمضان المعظم وختامه وفقاً لهلال واحد . ودعونا نقترب أكثر من عادات وتقاليد حواء والأسر الأردنية والفلسطينية في الاحتفال بهذا الشهر الكريم في جولتنا التالية..
فى البداية تقول الإعلامية الأردنية هيا البدارنة عن استعداد الأسر الأردنية لهذا الشهر الكريم: قبل حوالى عشرة أيام من بدء شهر رمضان المعظم تشهد السوق الأردنىة حركة شراء واسعة لتأمين احتياجات الأسر من المؤن المختلفة اللازمة بهذا الشهر كالأرز والتمر هندى والحلويات وأنواع العصير المختلفة، كما تتزين الشوارع والبيوت والمساجد بالمدن والأرياف بأجمل زينتها، ويحرص الجميع على اقتناء الفوانيس الرمضانية والقناديل مختلفة الألوان والأشكال والأحجام، هذا بجانب أشكال مصنعة على هيئة هلال رمضان لتتزين بها البيوت والمساجد والمحال والشوارع والطرقات. وكما غيرنا من البلدان العربية تعمر بيوت الله بالصلوات والتلاوة والذكر والدعاء وبالأخص ليلة القدر، حيث تقام فيها العديد من الاحتفالات الدينية التى ترعاها وزارة الأوقاف، أما الشباب فجزء كبير من لياليهم الرمضانية يكون بالمقاهى الشعبية أو مقاهى الإنترنت، هذا بجانب المطاعم والفنادق والتى تقيم الكثير من الأمسيات والسهرات الثقافية والفنية.
وتضيف هيا : وفى الأحياء الشعبية يتبارى الأهالى فى إقامة الخيام الرمضانية لاستخدامها فى الجلسات الرمضانية بعد الإفطار، كما يحرص الكثيرون على تبادل الأطعمة بين الجيران وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، والتجمع حول موائد الأفطار الجماعية، وسواء فى هذه الأحياء أو غيرها نجد حرصاً بالغاً على أداء صلاتى العشاء والتراويح فى المساجد، كما يعد المسحراتى وهو موجود حتى الآن من أهم مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان المبارك، وقد كان المسحراتى قديماً فى الأردن يستخدم الفناجين النحاسية عن طريق طرقها ببعضها البعض لتنبيه النائمين للسحور مع استخدام الأغانى والنداءات، أما الآن فقد استبدلت الفناجين بالطبل أو الطرق على الأبواب، وكذلك استخدام مكبرات الصوت أيام فصل الشتاء من فوق المآذن. ويطلق الأردنيون على الأيام الثلاثة الأخيرة فى الشهر الكريم ليالى الجبر حيث تجبر فيها خواطر الفقراء والأيتام، ويتم إخراج زكاة الفطر.
وماذا عن المائدة الرمضانية الأردنية؟
- هذه المائدة يتسيدها المنسف الذى يتألف من الأرز ولحم الغنم أو الدجاج واللبن ويسمى الجميد «اللبن المجفف» ويتم تحليله بالماء، ويسخن على النار حتى يختلط بماء اللحم المسلوق ليتم بعدها وضع الأرز فى الصينية ثم اللحم المسلوق بعدها يصب المرق الذى يميل لونه إلى اللون الأبيض، هذا بجانب «الفتوش» والذى يعد من المقبلات الرئيسية فى هذا الشهر الكريم، ويتكون من الخبز المحمص والبقدونس والخيار والخس والزيتون والليمون، وكذلك «المسخن» وهو خبز بلدى مع البصل المقلى وزيت الزيتون ولحم الدجاج المحمر مع السماق.
أما الحلويات والمشروبات على هذه المائدة فاشهرها القطائف والكنافة، وقمر الدين والعرقسوس والتمر الهندى. ويلاحظ هنا أن الشعب الأردنى يحرص عند أذان المغرب على تناول كأس من الماء أو حبات من التمر، ثم أداء الصلاة، وبعدها يبدأ إفطاره بصحن من الشوربة، وعادة ما تتكون من الخضروات الطازجة أو الشعيرية، إضافة إلى صحن من السلاطات أما الطبق الرئيسى فيتكون غالباً من الأرز واللحم أو الدجاج، وبالطبع طبق المنسف كما ذكرنا، ثم يتم تناول الحلويات بعد صلاة العشاء والتراويح.
وماذا عن الاستعداد للعيد؟
-قبل العيد تحرص النساء على تنظيف المنازل، كما يعكفن على صنع الحلويات كالمعمول والغريبة وأقراص العيد والتى تقدم للضيوف خلال أيامه مع القهوة السادة، ويستقبل الأردنيون العيد منذ ليلته الأولى بغناء الأناشيد الدينية والتكبير بعد صلاة العشاء، كما يحرصون على الترحم على الموتى فى المقابر ثم العودة للقيام بالزيارات العائلية، وتقديم العيدية للأطفال، ثم اصطحابهم للتنزه فى الحدائق العامة ومدن الألعاب، وهناك أغان خاصة بهم للاحتفال بالعيد تعد من الأغانى التراثية:
اليوم عيدى يالا لا
والسبت جديدى يالا لا
فستان مكشكش يالا لا
عالصدر مرشوش يالا لا
ولأهالى المناطق الريفية تقليد يحرصون عليه فى أول أيام عيد الفطر، فبعد صلاة العيد يتناول أهالى القرية طعام الفطور بالديوان أو البيت الكبير، وتكون مائدة الغداء مخصصة لطبق المنسف، هذا بجانب نوع من الحلوى خاص بالبدو يطلق عليه اسم «لزاجيات» ويصنع من الطحين والعسل الأبيض.
رمضان بلا تمور
وإذا انتقلنا إلى فلسطين حيث يعتمد الفلسطينيون على إعلان بدء الشهر الكريم بمجرد ميلاد الهلال لدى دول الجوار وخاصة الأردن، فسنجد أن الأسر الفلسطينية تحرص عند أذان المغرب على تناول الماء والعصائر، ولا تشترى التمور لصعوبة الحصول عليها، ثم يتوجه الكثيرون لأداء صلاة المغرب بالمسجد، وبعد صلاة العشاء والتراويح تقام دروس دينية لمدة قصيرة نتيجة لظروف الاحتلال، أما مائدة الإفطار الفلسطينية فتضم كوجبة أساسية «المقلوبة» وهى تتكون من الباذنجان المحمر والبطاطس والبصل والثوم والفلفل والأرز واللحم، وكذلك طبق «الكبسة» والتى تصنع من الأرز واللحم، وهناك طبق آخر مشهور وهو «المسخنة» وتصنعه المرأة الفلسطينية من «الدجاج والبطاطس والباذنجان مع الطماطم ويطهى بالفرن، وتعد الكنافة والقطائف من أشهر الحلوى على مائدة الإفطار. أما وجبة السحور فتتكون من الجبن المحلى والزيتون والعصائر والمعلبات والمربى، وكثيراً ما تصنع ظروف الاحتلال إقامة الفلسطينيين لصلاة التهجد فى العشر الأواخر من رمضان أو الاحتفال كذلك بليلة القدر
ساحة النقاش