فى عيد الطفولة
لنوفر لهم حقوقهم وأهمها الأمان
كتبت :ايمان حمزة
الحق فى الحياة هو أول حقوق الطفل التى نادت به كل الأديان السماوية .. وجعله الله الأمانة التى سنسأل عنها.. فى رعايتنا هدية الخالق لخلقه فهم الاستمرار للحياة نصف الحاضر وكل المستقبل.. لأنهم أغلى ما فى حياتنا .. من لحظة أن تنبض قلوبهم أجنة داخل أرحام الأمهات ثم يخرج كل منهم وليدا إلى الدنيا تتفتح عيونهم على العالم من حولهم .. فتبدأ مسئولياتنا تجاههم وتبدأ حقوقهم علينا .. وأهمها أن نوفر لهم الحماية والأمان وأن نوفر لهم الغذاء والرعاية الصحية والكساء... أن يكون للطفل حق الحياة والهوية وشهادة ميلاد تنسب لوالديه.. أن تكون له شرعية فى الوجود .. أن نكفل له الحماية من العنف بكل صوره أن نوفر له ونحميه بكل السبل والقوانين ممن يحاول سلبه حقوقه أو أن يغدر به .. وحقه الأساسى أيضا فى أن يكون له سكن آمن يحيا بداخله مع والديه ليشعر بالحب مع الأمان أو بيت آمن نعوضه فيه عن فقد وجودهم إذا شاءت الظروف والأقدار بذلك .
وجاءت كل المواثيق الدولية تؤكد على ما سبق وتلزم الدول والعالم إعلان اتفاقية حق الطفل فى الحياة وإعلان اتفاقية حقوق الطفل بالأمم المتحدة وكانت مصر من أول الدول الموقعة والمصدقة عليها لأنها تأكيد على ما دعانا إليه الخالق فى ديننا الحنيف وكل الأديان السماوية التى يدين بها شعبنا المصرى .. ومن هنا جعل العالم عيدا للطفولة ليتذكر كل إنسان مسئوليتنا تجاه أطفال العالم ولنبدأ كل بنفسه وبأبنائه وأبناء وطنه والآخرين.. بأن نربيه ونشمله بعدم التمييز بسبب اللون أو الدين أو العرف أو اللغة أن نضمن حقه فى الحياة الكريمة فى التعليم وفى اللعب وعلينا أن نلتزم بحقوق الطفل العشرة السابقة وبتجريم كل من يحاول أن يسلبه حقا من حقوقه فى الحياة بالقوانين الرادعة حتى لو كان من تسبب فى هذا العنف أقرب الناس إليه فالمسئولية مشتركة بين الأب والأم وبين المجتمع بمؤسساته الحكومية وجمعياته الأهلية وأفراد الشعب جميعا فى توفير الحياة الكريمة الإنسانية لينمو أطفالنا بدنيا ونفسيا وعقليا بالشكل الصحيح الذى يفيدهم ويفيد من حولهم فعملية بناء الإنسان هى أهم شىء فى حياتنا ويجب أن يكون هو أغلى ما فى الحياة ويجب ألا تهدر حياته كما رأينا فى الحوادث المؤلمة والدامية التى تفطر قلوبنا جميعا وليس فقط قلوب الأهل الذين ندعو الله أن يصبر قلوبهم بالسكينة والرحمة الواسعة من عنده على الشهداء الأبرياء الذين يفقدون أرواحهم تحت يد الغدر والإهمال ونزيف حوادث الطريق والذى يفوق فى بلادنا نزيف ضحايا الحروب .. رغم أن كل هذه الأمور تحتاج إلى أساسيات بسيطة ننادى بها لنرحم أبناءنا جميعا ولكن للأسف كل مرة تنادى بحزم أن نتخذ كل سبل السلامة والأمان سواء فى السكك الحديدية رغم أننا كنا نفتخر بأننا نملك ثانى سكة حديد ظهرت فى العالم إلا أننا وللأسف لا نبادر بعمليات الصيانة ومتابعتها وتطبيق سبل الأمان التى لم تكلفنا الكثير فى مقابل الأرواح التى تحصدها .. فهل يعقل أن يظل جرس الإنذار معطلا بالنسبة للمزلقان فلا يعلن عن قدوم القطارات.. أو أن نظل نعتمد على إنسان واحد فى سلامة أرواح البشر على هذا المعبر وما أكثر الثروة البشرية لدينا فلماذا لا تكون هناك أكثر من عدة عيون ساهرة مستيقظة ولماذا لا تكون هناك كبارى علوية أو أنفاق تحمى هؤلاء العابرين من الأساس فى الخطة التالية ولكنها لابد أن تكون سريعة .. أساتذة كليات الهندسة أعلنوا عن أنها أمور بسيطة تؤدى للسلامة وبشكل فورى يستطيع أن يقوم بها طلبة كليات الهندسة فى مشاريعهم للتخرج من طرق وسبل سريعة لغلق وإحكام هذه المزلقانات وأيضا فى عمليات تحويل سير القطارات منعا من اصطدامها ببعضها وهى كوارث تحدث الآن كثيرا .. فالنبدأ وبشكل حقيقى فى مكافحة الفساد الإدارى والمالى ونعيد منظومة حياتنا ولنواجه مواجهة رادعة كل يد الإهمال داخل وطننا الغالى بالعمل على تأمين كل الطرقات البرية وأيضا النهرية فحوادث المعديات النهرية.. هى أيضا تحصد العديد من الأرواح .. فالنبدأ ولا نتكاسل عن العمل الحقيقى لحل هذه الكوارث الدامية لشعبنا ونحمى فلذات أكبادنا أبناءنا أغلى ما فى حياتنا ونأمن حياتهم أول حق شرعى لهم فى كل مكان داخل بيوتهم وشوارعهم ومدارسهم فهم يحتاجون منا الكثير ولتكن دعوة تنطلق من أجلهم وأجلنا جميعا فى عيدهم عيد الطفولة الموافق 21 نوفمبر لنبدأ وتستمر وتتواصل الدعوة ولا تنتهى لكل أطفال مصر فى كل المحافظات وجه بحرى وقبلى وسيناء فى كل المدن والقرى والنجوع والواحات وفى المناطق الأكثر احتياجا وفقرا وفى العشوائيات ولنرحم أطفال الشوارع من كل ما يمارس عليهم من عنف .. فالنتقى الله فى أطفالنا وأبنائنا ونكون رحماء بهم .. لننشىء أجيالا محبة لنا منتمية لوطنها .. تعرف هى أيضا معنى الحب والإيثار والتكاتف وقيمة القيم والأخلاق .. فالنسارع لكل أسرة محتاجة نوفر لها سبل الحياة من خلال شبابنا المحب للخير ومن خلال المشروعات المتناهية الصغر، نعلمهم حرفة ونرفع عنهم الجهل بمحو الأمية المقترنة بتعلم حرفة وفتح مشروع صغير يعين الآباء والأمهات على توفير حياة إنسانية كريمة لأولادهم .. ولنتقى الله ونرحم من فى الأرض ليرحمنا من فى السماء
ساحة النقاش