نستحق إعلاماً أفضل

كتب :طاهر البهي

بدون مواربة وبدون أن ندفن رؤوسنا فى الرمال علينا أن نعترف بفشل التليفزيون المصرى فى تغطية ومتابعة ومواكبة الأحداث الأخيرة فى كل برامجه ونشراته التى خصصها لذلك؛ وعلى الرغم من تعدد برامج التوك شو الحوارية على شاشات ماسبيرو إلا أننا كنا نلاحظ من دون مجهود ارتباك القائمين عليها وسطحية المحاور التى يناقشونها، وعدم الجرأة فى اقتحام الموضوعات، وإيثار السلامة؛ وبالتالى لا مانع من " التقفيل " على الضيوف بأسئلة قد تبدو ساذجة حينا، أو بلهاء فى أحيان أخرى ،والملاحظة نفسها يمكن أن تنطبق على الإذاعة المصرية التى تاه وقارها، وطمست شخصيتها وسط كم الاتصالات الهاتفية التى تشوش على عقل الضيف والمستمع.

كنت أتمنى من زملائي الإعلاميين ـ سواء في الإذاعة المصرية العريقة أو قنوات التليفزيون المصرى، وليس من قياداتهم- أن يكثفوا حضورهم احتراما للمواطن المصرى، فالإعلام هو ملك للشعب المصري كله، وواجهته لدى الشعوب العربية والأجنبية، وأن يكون شعارهم للتغيير هو " نستحق إعلاما أفضل "، ومع شديد تقديري لجهد زملائى في أقوى وأهم منبر للإعلام وتشكيل الوعى الوطنى والعربى في المنطقة بعد أن تمت محاولات تحت سمع وبصر جميع المسئولين السابقين لسحب البساط من تحت أقدام الإعلام المصرى قبل الثورة بأضلاعه الثلاثة: الإذاعة والتليفزيون والصحافة ـ أي مسموع و مرئى ومقروء ـ في ظروف أشبه بالمؤامرة.

أطالب القائمين بأن تكون الثورة الإعلامية موازية لثورة 25 يناير الطاهرة، وحملتهم العادلة لإعادة أموالنا التي كان يغدق بها النظام الفاسد السابق على أصحاب الحظ والحظوة، ممن يستخفون دمائهم؛ أولئك الذين رأى فيهم النظام الهارب مواهب وصفات ترسخ وتكرث لوجودهم على كراسيهم المنتفخة غرورا وصلفا وديكتاتورية فاسدة؛ فراحوا يغدقون عليهم بالعطايا والمكاسب من دمائنا حتي أصبنا بفقر الدم والهزال .. ملايين ومليارات أضفتوها إلى جيوب أرباع المواهب خفيفي الدم والعقل، في حين "دوستم" بأقدامكم على كل من يحمل رأيا يمكن أن يفيد البلد،أو كل من يحمل فكرا يمكن أن نخطوا به إلى الأمام، وكل من يستطيع أن يضىء شمعة.

ومع صادق تقديري لأهمية مطلب استعادة أموال الشعب من خزانة عملاء النظام أعداء الرأى والفكر، ووجوب وجود عدالة ملموسة في توزيع الأجور بين البكوات وأصحاب البدل الزرقاء الشرفاء، وليس من يزج باسمه في كشوف " البركة "، تحت البند السري المسمى " إشراف " .. ولست أدري ما هى طبيعة عملهم الأصلى الذى يتقاضون عنه مرتباتهم، حتى يصبح " إشرافهم " على البرامج عملا إضافيا يستحقون عنه الأجر والثواب !

أقول مع تقديري لكل ما سبق، أرى أن يكون شعارنا جميعا، أن نعترف بأن ما نراه على شاشات التليفزيون المصري ليس إعلاما يليق بدولة رائدة عربيا وإفريقيا وإقليميا، بل هو مع مزيج من الصراحة والأسى، إعلام أعرج، أعوج، باهت، أهوج، أرعن،غير مستبصر بما يدور في مجتمعه و لا من حوله !بأفكاره وسطحية مذيعيه !

تعالوا نعلي شعار: مصر تستحق إعلاما أفضل.

وقد وصف التقرير الأخير الصادر عن لجنة المحتوى والمهنية باتحاد الإذاعة والتليفزيون الأداء الإعلامي للتليفزيون المصرى بعدم المهنية والتخبط وفقد البوصلة في الأحداث الطارئة انتظارا للتعليمات . . وهذا هو نص الفقرة المشار إليها من التقرير.

وقالت اللجنة الموقرة ـ في تقريرها ـ إنه إذا تم ترك الأمر للقيادات الوسطى، فسنجد تناقضا في المعالجة, وعدم عرض الأحداث الطارئة بالسرعة اللازمة, والوقوع المتكرر في فخ الإفراط أو التفريط نتيجة غياب السياسة الإعلامية الواضحة التي تحدد الرؤية للأحداث وتبسطها تحت نظر الإعلاميين في ماسبيرو

المصدر: مجلة حواء -طاهر البهي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 615 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,687,575

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز