الكابوس
كتبت :نبيلة حافظ
أشعر أننا نعيش كابوسا مرعبا وفظيعا لم أكن لأتصور أننا سنعيشه ذات يوم وبخاصة بعد أن هبت علينا رياح الثورة وربيع الحرية توهمت في البداية أن كل شئ من حولي سوف يتغير بفعل هذا الزلزال 25 يناير 00 توقعت أن يتبدل الواقع المؤلم المرير الذي كنا نحياه ونعيشه عقودا طويلة والذي رسخ بداخلنا طباعا وعادات ومعتقدات سلبية وسيئة 00 كنت أحلم بأن أجد الإنسان المصري الجميل في كل ربوع مصر وهو يظهر بالصورة التي يستحقها وتليق به 000 تلك الصورة الرائعة والجميلة التي ظهر بها في أيام الثورة الأولى 00 تلك الأيام التي أبهر الإنسان المصري فيها شعوب العالم أجمع 00 صورة كلها تحضر وتقدم والتزام 00 صورة كلها رقة وتسامح وحب وانتماء لأرض وطنه ولكن 000 وأه وألف أه من لكن هذه 00 الحلم لم يدم طويلا وتفتحت عيناي على الواقع المؤلم الذي مازلنا نعيش فيه ، المصري كما هو لم يتغير بعد 00 بل يتغير للأسوأ 00 أصبح عاشقا للفوضى والعشوائية وأصبح هاويا للتخبط والتخلف وافتقد القدرة على التفكر وإعمال العقل المصري ، تحول من السيئ إلى الأسوأ وانساق أمام دعوات الفرقة والتشرذم والانشقاق المصري ، أصبح كارها لوطنه ولأهله وناسه ، أصبح ناقما على كل شئ حوله ، افتقد الكثير والكثير ولكن من وجهة نظري كل شئ يهون ولكن أن يفتقد ثقته بنفسه ويخسر دينه ومعتقداته هذه هي الكارثة الكبرى التي نعيشها الآن فماذا بقى للإنسان المصري بعد ؟ سؤال يبحث عن إجابة ولكن لم أحتار كثيرا في إيجاد إجابة هذا السؤال فالإنسان المصري لم يعد لديه شئ بعد، كل ما لديه ضاع وذهب مع الرياح ،هويته ،انتماؤه لأرضه ، حبه لأهله وعشيرته تمسكه بعاداته وتقاليده ، حرصه على إرضاء الله واتباع سنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام ، ماذا بقى له بعد أن تقاتل مع أخيه المسلم ؟الفتنة وصلت إلى أعلى مستوى لها ، المسلم يستحل دماء المسلم دون خوف أو ورع من المولى عز وجل ، أين إسلامنا ، وأين قرآننا، وأين كلام رسولنا الكريم ؟ كل هذا ضاع مع مشاعر الغل والحقد والكراهية التي ترسخت داخل القلوب إلى هذا الحد تمكن الشيطان من بني البشر وجعل على قلوبهم وعقولهم غشاوة، لا يفكرون ولا يشعرون بحجم الكارثة التي نعيشها ، ماذا حدث لنا ؟ وأي شئ في الحياة يستحق أن نتقاتل من أجله وأن نهدر دماء ذكية بريئة لشباب هذا الوطن؟ أي مكاسب أو مغانم هذه التي نحصل عليها فوق جسس شهداء؟ أي أطماع هذه التي تتحقق على طريق سالت عليه دماء الأبرياء ؟ لا شئ في هذه الحياة يستحق أن تهدر من أجله نقطة دم واحدة وإن كانت السياسة طريقها مرسوم بالأرواح والدماء فلعنة الله عليها وعلى كل من يعمل بها وفى ذهنه أن يدفع هذا الثمن الغالي ، لعنة الله على من يزرع الفتنة ويكرس الفرقة بين أبناء مصر، أبناء الأرض الطيبة التي سوف يحميها الله من الخونة والمأجورين الذين يفسدون في الحياة ويطمعون في السلطة أو المناصب أو الجاه
ساحة النقاش