من الذى سرق مال أبى ؟ «1»

كتبت :سكينــة السادات

فى الأمور الحياتية المهمة، الأمر يستدعى الجرأة والوضوح والكلام الصريح «الدوغري» بلا لف ولا دوران.. وإلا فالمسائل والمشكلات لن تحلّ لانعدام الشفافية والوضوح، هذا، رغم أن الوضوح والخط المستقيم قد يسبب حرجاً وأحياناً «خراب البيوت» ولكن ليس هناك حلّ آخر!

 

ولكى لا تكون كلماتى صعبة الفهم على أحبائى وحبيباتى قراء وقارئات مجلة «حواء» الغراء، فسوف أدخل فى الموضوع فوراً وأشرح مغزى كلماتى وأرجو من كل من يقرأ مشكلة اليوم أن يسعادنى بإبداء الرأى فى حلّها وسوف أكون شاكرة جداً!

 

الشاب الذى زارنى يبدو عليه أنه من أسرة عريقة، مهذب، مثقف كلماته منتقاة بعناية فائقة، لا يريد أن يتورط فى كلمة قد لا تكون صحيحة فينظلم بها بريئ!

 

قال المهندس أحمد.. أنا الآن فى الرابعة والثلاثين من عمرى وليس لى من الأخوة والأخوات سوى أخ واحد يكبرنى بعامين وقد تخرجنا أنا وهو فى كلية الهندسة والتحقنا بالعمل مع والدنا المقاول المشهور الذى تنتشر بصماته المعمارية فى عالم البناء فى مصر وفى جميع أنحاء الوطن العربى كله.

كانت حياتنا عادية جداً، أمى وأبى أولاد عم وقد تزوجا بعد قصة حب جميلة رحب بها جدى وجدتى وكل العائلة وكانا مثالا للحياة الزوجية الناجحة بكل المقاييس، ولكن يا سيدتى الزمن لا يترك أحداً مستقرا وهانئاً إلى الأبد فقد أصيبت أمى بالمرض الخبيث وحاولنا علاجها بشتى الطرق بمعنى أننا عالجناها فى أكبر معاهد السرطان فى فرنسا «معهد جوستاف روسيه» ثم عدنا إلى مصر وظننا أن المرض قد انحسر لكن لسوء حظنا كان قد انتشر فى عظام صدرها وباختصار استمر علاجها فى مصر والخارج ثلاث سنوات كاملة ثم كانت النهاية ورحلت أمى إلى جوار ربها وتركت لأبى ولولديها الحسرة والألم مدى الحياة فقد كانت مثالاً للأم المتفانية المضحية من أجل زوجها وأولادها.

واستطرد.. كنا قد تزوجنا أنا وأخى محمد الكبير زواجا عائليا بمعرفة أمى لكنه كان ومازال ناجحا إذ لم نرتبط بزوجتينا إلا بعد فترة تأكدنا خلالها من حسن الاختيار ومن نشأة الحب المقترن بالرغبة فى الحياة الهادئة المستقرة الناجحة لدينا نحن الأربعة وكانت فرحة شديدة وتوفيقا من عند الله فقد أنجب أخى ثلاثة أطفال وأنجبت أنا طفلين وبحمدالله لازلنا نعيش حياة آمنة سعيدة مع زوجتينا!

أما المشكلة الحقيقية فقد كانت مع أبي! فهو طوال عمره كان يعتمد على أمى فى كل شيء! فى طعامه وشرابه فهو لا يأكل إلا من يدها وفى اختياره ملابسه وتنظيم بيته، بل تنظيم مواعيده فى العمل بما يتناسب مع ظروفه وصحته، أى أنها كانت كل شيء فى حياته.

واستطرد.. وأصبح الرجل وحيداً بائساً يبكى ليل نهار على فقدان رفيقة عمره وبدأ يفقد وزنه ويكتئب وقد أشار عليه أشقاؤه أن يتزوج حتى يخرج من حالته النفسية وبالفعل بحثت عمتى كثيراً حتى اهتدت إلى سيدة مقبولة الشكل تصغره بحوالى عشرة سنوات «كان أبى قد وصل إلى سن الستين» وتزوجها والدى فعلاً وحاول التأقلم معها وحاولت التأقلم معه لكن للأسف لم يحدث أى وفاق بينهما وكانت النتيجة أن تم الطلاق بعد حوالى 9 شهور من زواجها وكانت زوجة أبى قد قضت نصف المدة «غضبانة» فى بيت أسرتها!

واستطرد: سألنا أبي.. لماذا؟ فهى تبدو طيبة ومطيعة.. قال لم أحبها وفى الشهور الأخيرة لم أكن استطيع أن أقترب منها بل شعرت بالنفور منها جسديا ونفسيا فقد اكتشفت أنها لم ترتبط بى إلا بدافع الاستفادة المادية وأنا لم أبخل عليها بأى مال بل إنها انتقلت هى وأسرتها من حال إلى حال أفضل ألف مرة!

طلقها أبى وأعطاها كل مستحقاتها ولم يندم عليها يوما واحدا وبدأ يعانى بعنف هذه المرة من الوحدة والفراغ ورغم ذلك لم يفكر فى أن يعيدها إلى عصمته فقد بترها من حياته تماماً كما قال لنا!

 

وقال أعمامى وعماتى مرة ثانية أنه ربما أسأنا الاختيار فى زيجته الأولى والرجل لازال بكامل صحته وعلينا أن نبحث له عن زوجة أخرى لكى لا يقع فى دائرة اكتئاب أخري.

ومرت عدة شهور والبحث جارى عن زوجة تكون جميلة «إذ كانت أمى جميلة جداً ويبدو أن ذلك سبب نفور أبى من زوجته الجديدة فهى لم تكن جميلة» وبنت ناس ومحترمة وأهم من هذا كله أنه يحبها ويقبل عليها.

وفوجئنا ذات يوم بأبى يجمعنا جميعاً ويقول على طريقة آينشتين.

- وجدتها.. وجدتها .. وجدت الزوجة التى أريدها والتى سوف تفرج كربتى وتزيل همي!!

فمن كانت الزوجة الجديدة؟ وكيف تعرف عليها أبي؟ وهل كانت على مستوى الأسرة؟ وماذا حدث بعد ذلك؟

الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية

 

المصدر: مجلة حواء -سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 617 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,769,043

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز