كتبت : فاتن الهواري

حقيقة حيرت المصريين وهم فى طريقهم للاستفتاء على الدستور. هل نقول نعم أم لا ؟ وللأسف الأغلبية لم تكن تعرف لماذا ولا علشان آيه.

الشعب المصرى انقسم بين مؤيد ومعارض، والفضائيات تتحدث كل يوم، وهجوم هنا وهجوم هناك ومليونيات فى التحرير والاتحادية وأخرى أمام رابعة العدوية، المهم أننا نزلنا كى نقول رأينا ونثبت وجودنا وحقنا لمشروع فى أن نقول رأينا فى الدستور ونساهم فى مسيرة النهوض بالبلاد، وكل واحد فينا فاكر أن صوته هو الذى سيحسم القضية ويقرر مصير دستور مصر .. ولكن للأسف الأغلبية لم تقرأ الدستور بتمعن بل ربما لم تقرأه من الأساس.

لاتعرف الفرق بين الدستور ومواده وبين كلمة «دستووورر» التى نسمعها كثيرا فى مسلسل «حريم السلطان» وكنت أتمنى أن يستمع د.مرسى لحكماء الوطن وفقهاء القانون الذين طالبوا بتأخير الاستفتاء على الدستور لحين التمعن فى مواده الكثيرة الـ 236 مادة وإن كانت مواد أى دستور فى العالم لا تزيد عن 20 مادة كما قال الفقيه الدستورى د. إبراهيم درويش وهى تتعلق بالحقوق والحريات والسلطة التشريعية والتنفيذية والسلطة القضائية .. يعنى ببساطة كده دستور مصر يعادل دستور 11 دولة.

المهم نزلنا للاستفتاء حتى لا نكون سلبيين ولم نقاطع الاستفتاء كما طالب البعض فمصر تنادينا ومن أجل عيون ست الكل، نزلنا كلنا أو معظمنا سيدات مصر وبناتها لنقول رأينا فى الدستور سواء بنعم أو لا المهم أننا أمام هدف نزلنا من آجله.

شاهدت سيدات مسنات تتجاوز أعمارهن الثمانين وتعجبت ماذا يعرفن عن الدستور ومواده الكثيرة أم أنهم وجدوها فرصة للنزول من العزلة التى فرضتها عليهن الظروف أو للهروب ساعات قليلة من بيت المسنين .. الله أعلم.

وفى مدرسة عزيز أباظة بأرض الجولف كانت لجنة استفتائى وسيدات كثيرات، الطوابير طويلة من كل الجهات فتيات وسيدات شابات وكبيرات فى السن.

فالمرأة المصرية دائما تعطى صورة مشرفة كعادتها فى حرصها على المشاركة فى جميع المجالات تحملت ووقفت فى الطوابير بالساعات لتبين للعالم أجمع أنها موجودة، لايستطيع أحد أن يلغيها ويجعلها فى خبر كان، فقد كانت ومازالت وستظل هى أم الأبطال ومفجرة الثورات ولا أحد يستطيع تهميشها بعد اليوم سواء فى الدستور أو الحياة العامة أو الحياة السياسية، تقف بجانب الرجل من أجل نهضة مصر ولخير مصر.

ولكن الشىء الذى أفسد علينا مشاركتنا السياسية ما حدث من هجوم على حزب الوفد ومحاصرة بعض جرائد المعارضة وزملائنا الصحفيين، فرض الرأى لن يكون بالعنف وإلقاء والمولتوف ولكن بالحوار والاقناع، لن يستطيع أحد تكميم الأفواه أو ترهيب الإعلاميين والصحفيين، فالصحافة هى محام الوطن ولسان الأمة ولن يستطيع أحد أن يقف أمام حرية الصحافة المسئولة وأمانة الإعلاميين فى نقل الحدث وتنوير المواطنين .

كفانا تخريبا ولنتقبل النتائج بنعم أو لا بصدر رحب من أجل صالح مصر 

المصدر: مجلة حواء- فاتن الهواري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 837 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,737,361

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز