حواء تواصل مسيرتها

كتب :محمد الحمامصي

على الرغم من تخاذل وسائل الإعلام الرسمية والخاصة عن دعم ومساندة المرأة في كفاحها ضد ما دبر ويدبر لها من مؤامرات للنيل من حقوقها ومكتسباتها التي حققتها على مدار سنوات طويلة من الكفاح ، وتراجعها عن نقل صوتها، لكنها لم تبال بهذا التجاهل والصمت المخزي ، وخرجت وستخرج لوقف نزيف ما يرتكب ضدها وضد مستقبلها ومستقبل أبنائها وأسرتها ووطنها من جرائم.

إن الكثيرين وأنا واحد منهم يراهن على ثورة المرأة في المرحلة القادمة ، ثورة سوف تحقق ما لم تحققه ثورة 25 يناير، ثورة سوف تقود حركة التغيير الحقيقي في المجتمع المصري، ثورة سوف تعزل سفه السفهاء من شيوخ الفتنة ودعاتها ومحرضيها، وتعيدهم إلى جحورهم التي خرجوا منها لينتقموا ويشوهوا.

إن مشاهد المسيرات والمظاهرات التي خرجت ولا تزال منددة بما حمل الدستور من مواد تذبح الحريات وتقتل الإبداع وتسجن العدالة وتقف حجر عثرة في وجه النهضة والرقي والتقدم، كانت ولا تزال تسيطر عليها أغلبية نسائية، نساء من مختلف الشرائح العمرية والطبقات الاجتماعية، تأكيدا على أن المرأة لم تعد تقبل المساومة أو المفاوضة أو التنازل في أي من شئونها وشئون وطنها، ولن تقبل أن تكون جارية في حرملك حريم "سي السيد".

وفي أكثر من تظاهرة خاصة خرجت المرأة ولكن رمزية ، والتظاهرة التي قصت فيها خصلات من شعرها كانت أكثر دلالة وعمقا لمن يفهم ويدرك، لكن للأسف لم تستوقف الإعلام كثيرا ومرت مرور الكرام ، على الرغم من أنها دلت دلالة واضحة على حالة الرفض والإصرار على مقاومة ما يحاك ضد مستقبل النساء في مصر في ظل الأفكار المشوهة والمعتوهة التي تسعى إلى النيل منها.

ليس الأمر كما يظن أصحاب الأفكار الظلامية، أن المرأة لقمة سائغة يسهل هضمها ثم لفظها لتقبع هناك في ظلمات التواطؤ، إنها قوة لا يستهان بها وإغفالها يهدد مستقبل الوطن كله.

وإن تاريخ مجلة "حواء" تاريخ نضال وكفاح، حيث أسست من أجل أن تكون صوت المرأة المدافع عن حرياتها وحقوقها ومكانتها والمناهض لكل ما من شأنه النيل منها، وكانت ولا تزال تعمل وفق هذه الاستراتيجية في عهودها المختلفة، حيث تمثل سجلا مشرفا حافلا لتاريخها وتاريخ الوطن، وكانت رئيسات تحريرها مشاركات أصيلات في معاركها ضد القمع والاستبداد، بدءا بالسيدة أمينة السعيد ومرورا بسعاد حلمي وإيفون رياض وإقبال بركة وإيمان الحفناوي وانتهاء بقيادتها الحالية، وقد كنت شاهدا على مدار أكثر من 22 عاما ولا أزال على ما بذلته "حواء" من نضال في سبيل حصول المرأة على حقها في تولي القضاء والحصول لأبنائها على الجنسية والمشاركة الأصيلة في صنع القرار السياسي.

إن مجلة حواء لم تكن أبدا هذه الصورة التي يسعى البعض للترويج لها إهانة للمرأة واستخفافا بعقلها ومسيرة كفاحها، لم تكن أبدا مجرد مجلة لتعليم الحياكة والطبخ، أو مجلة لتسجية أوقات الفراغ والتلهي، ولكن كانت دائما وأبدا منبرا للتعبير عن همومها وشئونها وشجونها ، ومدرسة تتعرف من خلالها على حقوقها وواجباتها وحقوق الوطن وواجباته، وما محرروها إلا كتيبة لا تنام تحرسها وتحميها ضد أي محاولات مساس بحقوقها وحرياتها واستقرارها واستقرار أسرتها وبيتها ووطنها.

تحية لمجلة حواء في عيدها، آملا أن تظل على عهدها، ووعدا تقطع بكلماتها كل ألسنة التطرف والظلام وتفتح نوافذ الأمل ليشرق المستقبل مضيئا، تحية لكاتباتها وكتابها ، من رحلوا ومن يواصلون المسيرة

المصدر: مجلة حواء -محمد الحمامصي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 556 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,460,782

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز