كتبت : ايمان حمزة
من جديد يقترب احتفال الذكرى الثانية لثورة 25 يناير 2011م ثورة الشعب المصرى التى غيرت وجه مصر .. وتتعالى الأصوات من جديد لإحياء الثورة ولكن دعوتنا لإحياء الثورة باستعادة روح ثورة مصر العظيمة التى توحدت فيها كلمة الشعب .. روح الثورة التى انحنى لها العالم إجلالاً وتعظيماً وتقديراً لكل روح الإيثار والتكاتف والتلاحم والحب بين كل المصريين .. الكل توحد على حب مصر والتضحية من أجلها ومن أجل ثورة شعب نادى بإنهاء عصر الفساد وإسقاط نظامه من أجل إستعادة الكرامة والحرية وثروات الشعب التى نهبت .. ثورة شعب قامت من أجل العدالة الاجتماعية والعيش والحياة الكريمة لكل المصريين، وتحتها يأتى التعليم والخدمات الصحية السكن الكريم والمياه النقية، وقبل كل شىء الأمن والأمان ومحاربة الفقر والبطالة .. أسس حياة يتمناها المصريون . واقع بعد أن ضحوا بكل غال بالأرواح والدماء رغم أنها كانت ثورة سلمية بيضاء لكنها وجهت لها رصاص الغدر لتسيل دماء الآلاف من أرواح الشهداء أو المصابين من الثوار .. روح ثورة مصر التى تلاحم فيها كل المصريين يد واحدة الغنى والفقير .. المسلم والمسيحى الشباب الذى فجرها بنات وأبناء والتحم بها كل أطياف الشعب بكل أحزابه السياسية وتياراته الدينية الكبار والشباب والأطفال .. ليظهر المعدن المصرى الأصيل من الإنتماء القوى والقيم المصرية الجميلة من الشهامة والإيثار والعمل .. الكل كان يعمل فى الميدان وكل ميادين مصر يحمون البيوت والمنشآت والكنائس.. المصريون بأنفسهم وقفوا لحماية أنفسهم فى وقت الإنفلات الأمنى .. وقفوا فى وجه اللصوص ووجه الجشع .. وبعد أن سقط النظام قاموا جميعاً ينظفون الميدان وكل ميادين مصر ويلونون الأرصفة بأعلام مصر.
هذه الثورة التى جعلت العالم يعلن أن «الثورة السلمية لشعب مصر 25 يناير» هى أعظم ثورات العصر الحديث التى يجب أن يتعلم منها أجيال العالم وكيف أن المصريين الذىن صنعوا حضارة الماضى من الفراعنة .. عادوا ليصنعوا حضارة الحاضر والمستقبل وكيف أنهم أول شعب يثور ثم ينظف من خلفه الميدان .. وأشادوا جميعاً بقيمة الإنسان المصرى المتحضر ودور المرأة المصرية ومكانتها الأساسية المهمة فى إشعال وإنجاح هذه الثورة شابة وأم .. شابة دفعت لإشعال روح الثورة والنزول للميدان عن طريق أحدث وسائل العصر والتكنولوجيا بالفيس بوك والتويتر على الإنترنت، وأم دفعت بأبنائها من أجل بلادهم وشجعتهم على الاستمرار والتضحية الغالية حتى بالنفس ..
والآن ما أحوجنا إلى هذه الروح الجميلة من نبذ الفرقة التى دبت بين صفوف الشعب علينا أن نستعيد روح ثورتنا لنستعيد وحدة الصف علينا بالتكاتف والإيثار كلنا يد واحدة لوطن واحد لنستعيد ذاتنا مصرنا قبل أن نضيع وتضيع منا بلادنا التى يسعى إليها الطماعون من الداخل والخارج فلنستعيد وعينا كيف نترك أنفسنا وبلادنا إلى هذا المستوى الذى وصلنا إليه لنصبح فريسة سهلة .. فلتكن صحوتنا ووحدتنا واستعادة قوتنا وحدة واحدة كمصريين يد واحدة هى سبيلنا للاحتفال بذكرى الثورة العظيمة لننقذ بلادنا بالعمل كل فى مجاله حتى نخرج من هذه الدوامة التى تسحبنا إلى الوراء وتريد بنا الهاوية وليتق كل منا الله فى نفسه وعمله من أجل أبنائه وأسرته ومن أجل مصرنا .. وعلى المسئولين والقيادة السياسية العمل الجاد الحقيقى على توحيد المصريين ولم شملهم من جديد وعلى إختيار الإنسان المناسب للمكان المناسب الإنسان الأكثر كفاءة وخبرة وحباً للمصلحة العامة وليس مصالحه الخاصة فقط لا فرق بين إنتماء أو آخر فكلنا مصريون ولنعيد للمرأة المصرية قيمتها ومكانتها ومشاركتها فى كل مجالات العمل والمشاركة فى صنع القرار وفى الحياة السياسية والمشاركة البرلمانية الحقيقية ولدينا من الخبرات النسائية الجديرات بهذه المشاركة لتكن مشاركة من أجل توحيد صف كل المصريين حتى نتعرف على كل وجهات النظر من أجل مصلحة الوطن والخروج من التحديات الصعبة التى يمر بها الوطن وتؤثر على إقتصاد مصر وعيشة أولادها وما أصبحنا نواجهه أيضا من غلاء .. من أجل مواجهة هذا الفقر المتزايد كيف نستعيد حياتنا بمشاركتنا جميعاً .. بجهود كل طاقات المصريين وسواعدهم وعقولهم المفكرة المبتكرة لاستغلال كل موارد البلاد التى نمتلكها ولنستغل كل ثرواتنا البشرية من أجل الزراعة والصناعة لنكفى احتياجاتنا بالعمل والتفانى باستغلال طاقاتنا المتجددة من قوة الرياح والطاقة الشمسية وبراءات اختراع عقول أولادنا التى يسارع لشرائها كل العالم ولكى يضحى شبابنا وعلماؤنا بكل هذه العروض المالية المغرية من أجل وطنهم نريد من يمد لهم الأيدى لتنفيذ هذه الأفكار كلها فى كل المجالات التى تدر علينا الموارد المالية والعملة الصعبة بدلاً من أن نحتاج لمزيد من الاستيراد من كل شىء .. فلنتذكر كما كان قرآننا الكريم يقول كيف أن مصر كانت دائماً بلد الخير التى تمد بالخير الآخرين والتى أعاد أمجادها الشيخ الجليل «محمد العريفى» فى خطبة الجمعة فى السعودية .. هكذا كانت دائما مصر بلد الخير والحب بين ناسها وكل من يقدم إليها فأوصى رسولنا الكريم بأهلها وقال عنها إن بها أهل ذمة ودم أى نسب فقد تزوج منها ماريا القبطية وكانت منها السيدة هاجر أم الأنبياء العرب زوج نبينا إبراهيم وأم نبينا إسماعيل عليهما السلام جميعاً والتى تركها نبينا إبراهيم فى واد غير ذى زرع ودعا ربه ليأتى إليها الناس وحيث أصبح الحجيج حيث السعى بين الصفا والمروة وماء زمزم التى تفجرت لها ولإبنها نبينا إسماعيل رضيعاً فى الصحراء وحيث بنى نبينا إبراهيم وولده إسماعيل قواعد البيت (الكعبة المشرفة) .
مصر التى لجأت إليها السيدة مريم العذراء لتحمى إبنها نبينا عيسى من بطش ملك اليهود وجدت بها كل الحب والأمن والأمان فدعت لها بمبارك شعب مصر .. طوبى أرض مصر التى كلم الله سيدنا موسى وقال إخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى .. مصر التى ذكرها القرآن الكريم والتى أمدت العرب بكل خبراتها وليس فقط بخيرها .. لماذا نرى ما يحدث الآن لمن قال عنها خليفة المؤمنين عمر بن الخطاب إن بها خير أجناد الأرض، وقال عنها رسولنا الكريم عن الله تعالى «مصر فى رباط إلى يوم الدين» هل تدركون الآن قيمة مصر يا شعبها ويا من تريدون من الطامعين من حولنا إضعافها طمعاً فى كنوزها ومواردها التى من بها الله علينا وموقعها المتفرد وقناة السويس ودخلها .. فلنستعد وحدتنا بكل طاقاتنا ولنصبح الثائر الحق الذى يعمل لبناء الأمجاد وليس الثائر من يتقاتل مع أبناء بلده وأيضا ليتعلم الجميع من رسولنا الكريم العدل والمساواة لا فرق بين أبناء الوطن إلا بالتقوى والعمل الصالح .. والدين لله والوطن لنا جميعاً.
ساحة النقاش