الكفاح بالسيقان العارية!
كتب طاهر البهى
استوقفتنى.. كما استوقفت الكثيرين من أبناء الشعب المصرى ـ الشرقى المحافظ المتدين التقى الورع برجاله ونسائه ـ خروج الرفيقة المكافحة علياء النهدى ـ شغب ماوس ـ صاحبة مدونة ''مذكرات ثائرة''، على التعرى مجددًا، بعد إطلالتها الأولى ـ من غير هدوم ـ ولكن هذه المرة للاعتراض على مشروع الدستور، وعلى الرغم من كونى واحدا من الذين قالوا " لا "، إلا أننى لم أجد داعيا أبدا لأن أخرج من هدومى، لسببين: الأول أن الوقت لم يمض بعد، فلا يزال هناك متسع لمزيد من " لا "، والثانى أننى خشيت على نفسى من انتحار بعض النساء من قوامى السادة، والمذهل الذى اكتشفناه أن "علياء" ليس فى جسدها العارى ما يصرع الرجال ويغريهم على الوقوف معها فى طابور الرافضين للدستور؛ فقد وقفت أنا نحو ست ساعات لأقول "لا " للدستور، فى حين لم يستغرق الأمر أكثر من ثلاثة ثوانى لأقول لا وألف لا لما تفعله هذه المقامرة، المراهقة، باسم المصريين الذين "مرمطت" بسمعتهم الأرض، حتى وأن وجد بعض الخواجات فيما تفعله شيئا طبيعيا أو حتى " فانى funny "( ! )
وعلى الرغم من أنني كنت قد علقت على فعلتها الأولى، التى أقدمت عليها وهى فى بيتها المحافظ على أرض مصر الطيبة، الصبورة، المتسامحة، المحافظة، إلا أن تكرار الفعل الفاضح فى طبعته الثانية، كان يستحق الرد بعنف، وسط انشغال البلد بأمور أخرى يرونها أهم، بعد أن جاء الفعل الفاضح خارج أرض مصر، وأمام سفارة مصر، أى أن التشويه أصبح متعمدا، حيث نشرت منظمة ''فيمن'' (femen) الأوكرانية على موقعها الالكترونى صورا للمقامرة المراهقة التى أطلقوا عليها الناشطة المصرية عارية أمام مبنى السفارة المصرية في العاصمة السويدية ستوكهولم، والحقيقة أن نشاطها كان من النوع " الهايبر أكتف ".
كتبت ''علياء'' على جسدها بالإنجليزية '' الشريعة ليست الدستور''، وإلى جانبها وقفت فتاتان عاريتان ـ صاحباتها الجدعتان ـ فكتبت إحداهن على جسدها '' لا للإسلاميين.. نعم للعلمانية '' فيما كتبت الأخرى ''نهاية العالم مع مرسى''.. ولا أدرى..هل هن بهذا ضد الدستور أم ضد العلمانية إللى بتعرى البنات فى الشوارع وعلى الفيس بوك!
وقالت منظمة ''فيمن'' (femen)الأوكرانية على موقعها الالكترونى: إن الخطوة التي أقدمت عليها "علياء المهدى" جاءت لدعم المعارضين المصريين للدستور.. هو ده الدعم ولا بلاش يا رجالة!
أما عن المنظمة التى أثنت على " حركة " النهدى، فهى منظمة تجوب ناشطاتها العالم للتعرى رفضا لقمع النساء..وكلما ازداد القمع.. ازداد معه الخلع !
وأثنت المنظمة على " حركة " النهدى، ذاكرة أنها قد أحدثت ضجة كبيرة بنشر صورتها عارية نهاية عام 2011 في محاولة منها إلى لفت الأنظار إلى '' العنف والعنصرية والنفاق والتحرش الجنسى'' وغيرها من الممارسات السلبية المنتشرة في المجتمع المصرى، بحسب المهدى.. وهكذا رفعت اسم بلدها عاليا..
ومن ناحيته طالب ناشط حقوقى بتجريد الناشطة جراء تظاهرها عارية أمام السفارة المصرية بالسويد.. أهو برضه حد يلمها!
وبحسب وكالة" يونايتد برس إنترناشونال" إن المواطن "محمود عبد الرحمن" تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار "طلعت عبد الله" ضد "علياء المهدى" اتهمها فيه بالإساءة وبتشويه سمعة مصر وازدراء الأديان، وطالب بإسقاط جنسيتها المصرية ووضعها على قوائم ترقب الوصول بالمطارات والمرافئ.... أحسن !
ولأن كفاح المرأة أصبح فى خطر، فقد أثارت صورة لناشطة سعودية " ليبرالية " وهي ترتدي تنورة " جيب " قصيرة جدلاً واسعاً في موقع التواصل الاجتماعى " تويتر"، وفي الوقت الذي رأى فيه العديد من السعوديين "الشمري" شبه عارية ـ بحسب الوكالة ـ في هذه الصورة، رافضين ظهورها بهذه التنورة القصيرة، دافع البعض الآخر عنها باعتبار ذلك حرية شخصية..
والآن ما رأيك دام فضلك؟
ساحة النقاش