سياج الحزن

كتبت مروه لطفى

رغم أن جراحي النفسية غير قابلة للعلاج إلا أنني قررت الإفصاح عنها .. فأنا سيدة في أوائل العقد الثالث من العمر .. بدأت حكاياتي منذ عشر سنوات حين التقيت به خلف أسوار الحرم الجامعي .. إنه زميلي الذي تبادلت معه مشاعر الحب والهيام على مدار سنوات دراستنا .. وما أن تخرجنا حتى تقدم لأسرتي .. وبالفعل تمت خطبتنا التي لم يشوبها أي نوع من الخلافات سوى محاولاته المستميتة في تأجيل الزفاف مختلقاً أسبابا واهية، مما أقلقني خاصة أنه من أسرة ثرية ولا يوجد ظروف تعوق زواجنا .. فضلاً عن استعجال والداه للحصول على لقب أجداد !.. الأمر الذي دفعه للموافقة على عقد قراَننا .. هكذا تزوجنا على الورق لتبدأ سلسلة أخرى من الحجج لتأجيل الزفاف .. حتى اضطرت أسرتي لتخييره بين إتمام الزواج أو الطلاق !.. وهنا كان الزفاف الذي كشف عن حقيقة معاناته من عدم قدرته على القيام بوجباته الزوجية !..

والغريب أنه أخفى مرضه حتى عن والديه .. وعندما سألته عن سبب زواجه مني أكد على حبه الجارف وفشله في الابتعاد عني .. ولا أنكر تعاطفي معه رغم تعمده إخفاء مرضه .. لذا وافقت على الاستمرارية معه بل وحفظت سره .. وللأسف بدلاً من تقديره لمشاعري تجاهه تحول إلى آخر كاره لنفسه ومن حوله .. فأخذ يعذبني بسلوكه وأفعاله .. ويوم تلو الآخر قلب حياتي لجحيم لا يطاق فكان الانفصال !.. لأجد نفسي مطلقة دون أن أعرف ماهية الزواج والذي بت أكره سيرته .. المشكلة هي تلك الوحدة القاتلة التي أعانيها خاصة أنني لا أعمل، وكل من حولي مشغول بحياته فلا أجد سوى البكاء على حياتي التي ضاعت هباء دون أي ذنب اقترفته سوى أنني أحببت بإخلاص .. فهل من سبيل لمحو آثار تجربتي المريرة ؟!..

ن ح " الجيزة "

- قد يقع أي منا في تجربة مؤلمة تنغص معيشته وتشعره بالألم لكن أن يترك تبعات هذه التجربة تفقده الثقة في نفسه ومن حوله فتلك هي المشكلة ..فقد أعمى الحب عينيك عن العديد من الحجج الواهية التي افتعلها من نبض له قلبك أثناء الخطبة حتى تم الزواج ليكشف عن أكاذيبه ..و بدلاً من تقديره لوقوفك جانبه أخذ بكل ما يحمل من عقد نفسية كامنة يكرهك في مسمى العلاقة الزوجية .. فكانت معاناتك الحالية.. لذا عليك بتحطيم سياج الحزن الذي يحاصرك من كل جانب عن طريق الاندماج في حياة جديدة تخرجك من وحدتك وتعيد ثقتك في نفسك ثانية .. وليكن ذلك بشغل وقتك بأنشطة اجتماعية عمل دراسة هواية وغير ذلك .. وهنا فقط سوف تجدين اهتمامات أخرى تشغلك عن التفكير في آلاَمك والأهم تعيد ثقتك في نفسك، مما ينعكس إيجاباً على أسلوب تفكيرك في حياتك ومستقبلك

وأدعو القراء للتعليق على هذه المشكلة من خلال موقع المجلة الإلكتروني التالي:

ومضـــــــــــة حـــــــــــــــــــــــب

منتصف الحكاية

 

جربت الوقوف في منطقة اللا ارتباط واللا فراق المحظورة عاطفياً !..وآه لو تذوقت مرارة الانتظار في محطة سعادة منتهية الصلاحية !.. فلا أنت الذي حظيت بفرحة النهاية ولا استطعت العودة إلى نقطة البداية !.. والأعجب قبولك بمحض وكامل إرادتك البقاء في متاهة حيرة لانهائية يطلقون عليها " منتصف الحكاية " .. ولأنني أدرك تماماً خطورة هذه الحالة على المشاعر الطبيعية .. فلا أجد سوى الورقة والقلم لأحذر غيري من الوقوف على بوابة قلوب ضلت طريقها .. لأنهم ببساطة لا يعرفون ماهية الحب أو كيفية الاختيار ! ..

الانتظار مؤلم و النسيان أيضاً مؤلم

لكن أيهما تفعل هو أسوأ أنواع المعاناة

باولو كابولو

 

 

 

المصدر: مجله -حواء- مروه لطفى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 750 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,747,813

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز